سمير الجسر لـ″سفير الشمال″: لم نقدم تنازلات سياسية.. وثوابتنا لم تتغير!..غسان ريفي

لا يعدم النائب سمير الجسر وسيلة في الدفاع عن ″تيار المستقبل″، وفي تظهير حقيقة السلوك السياسي للرئيس سعد الحريري البعيد بنظره كل البعد عن ″التنازلات″ كونه يهدف الى إخراج لبنان من أزماته، وتقديم مصالح اللبنانيين وإعطائها الأولوية بانتظار أن يُفضي الحوار السياسي والنفس الطويل الى حل القضايا العالقة.

إنسجام النائب الجسر مع نفسه، يجعله يطرح كل القضايا بشفافية، من دون الحاجة الى “كفوف” أو أية مواربات، لذلك فقد حرص في حديثه الى “سفير الشمال” على طرح الأمور كما هي، مستندا الى وقائع لتعزيز فكرته التي يحاول من خلالها تبرئة “تيار المستقبل” والرئيس الحريري على حد سواء من كل ما ينسب إليهما من تفريط بالحقوق أو ضعف أمام التيارات السياسية الأخرى.

لا يُخفي الجسر أن “تيار المستقبل” مرّ في أزمة تواصل مع الناس خلال الفترة الماضية، لكن الوضع اليوم إختلف، لا سيما بعد الحركة التي شهدها التيار والانتخابات التنظيمية، التي ساهمت في إحداث حيوية سياسية، مؤكدا أن الوضع سيتغير نحو الأفضل، علما أن المؤسسات الاحصائية تؤكد أن وضع تيار المستقبل جيد.

يلفت الجسر الى أن كثيرا من المواطنين ما يزالون يعيشون وهم الانتخابات البلدية الماضية، وأنا قلت في حينها أننا أخطأنا بتقدير رغبات الناس، لأن التوافق السياسي على المجلس البلدي السابق لم يكن مشجعا، كما أننا تأخرنا في إنجاز التوافق، ولم يكن هناك “شغل جدي” من الأطراف السياسية المتحالفة، وصولا الى حدود الاستهتار، وكل هذه العناصر ساهمت في ما حصل في تلك الانتخابات، مؤكدا أن الانتخابات النيابية تختلف كليا عن الانتخابات البلدية.

وردا على سؤال حول تفتيش المستقبل عن حليف، بسبب شعوره بالضعف وغياب الشعارات التي كان يحرك من خلالها الشارع لمصلحته، يقول الجسر: في العام 2009 كنا في قمة قوتنا، ورغم ذلك أجرينا تحالفات سياسية، وفي العام 2010، كنا أيضا في قمة قوتنا، وتحالفنا مع شخصيات وتيارات في المدينة، ويومها حصلنا على ثلاث مقاعد فقط في المجلس البلدي.. هكذا يفكر “تيار المستقبل”، وطبعا لا أحد ينكر أن للمال دور في السياسة والانتخابات، لكن ليس بالمال وحده تكمن القوة، وهناك أزمة مالية نأمل أن تُفرج قريبا، أما الشعارات فهي موجودة ولم تنته، وخلافنا مع حزب الله لم يتغير، صحيح أننا أقمنا حوارا معه، وهذا يجب أن نُشكر عليه، لأننا وصلنا الى مرحلة من التشنج بفعل ما يجري في المنطقة كان من الممكن أن يؤدي أي خلل الى تفجير البلد، وطبعا ليس من مصلحتنا ولا من مصلحة حزب الله أن تنتقل نيران المنطقة الى لبنان، وطبعا لا يوجد عاقل يستطيع أن ينكر أن الحوار لم يؤد الى تنفيس الاحتقان في البلد.

يؤكد الجسر أننا لم نتخل عن المحكمة الدولية، ولم تتغير ثوابتنا حيال السلاح غير الشرعي، وحيال مشاركة الحزب في سوريا، لا بل نحن اليوم نتمسك بهذه الثوابت أكثر من أي يوم مضى، وطبعا نرفض الكلام الأخير عن إمكانية إستيراد مقاتلين من الخارج ونعتبره خارجا عن منطق الدولة والقانون.

ويضيف: ما حصل أننا بدلنا من طريقة تعاطينا مع الأمور، حيث أننا كنا نعطي الأولوية المطلقة للسياسة، وهي طبعا ضرورية وتشكل إطارا أساسيا، لكن وجدنا قبل نحو ثلاث سنوات أنه من المفروض أن نعطي حاجات ومصالح الناس الأولوية، لذلك نحن نتمسك بالثوابت التي لا تحل إلا عن طريق الحوار والنفس الطويل، ونفتش عن مصالح الناس، والكل يعلم أن هناك يدا عليا لحزب الله في السياسة نتيجة السلاح ووراثته للنظام الأمني السوري، لكن ذلك لا ولم ولن يخضعنا، وحتما سيكون هناك متغيرات، فهذه سنّة الكون وهناك أمثلة كثيرة أبرزها الخروج السوري من لبنان، وكل شيء مخالف للطبيعة والمنطق سيتغير ويزول، وليس طبيعيا أن يكون ضمن البلد أي نظام عسكري ثان، لأن السلاح هو سلطة، ولا يجوز أن يكون البلد بسلطتين، لكن من يستطيع أن ينزع هذا السلاح؟، وإذا لجأنا الى الحرب، سنمضي عشرين سنة إضافية في القتال قبل أن نعود الى الطاولة، لذلك وجدنا أن نستمر في الحوار، ولو أخذ وقتا إضافيا، وأن نبقى على ثوابتنا، وأن نعطي الأولوية لمصالح الناس، وفي حال حققنا تنمية حقيقية، يمكن للوضع أن يتغير وأن نحل الكثير من المشاكل، علما أن الناس تنشد الأمن وكل ما يؤدي الى الأمن.

يذكر الجسر أنه عندما كان حزب الله مقاومة فقط كنا معه، وكان هناك من لا يتجرأ على أن يعلن ذلك، لكن عندما دخل الى السياسة وأراد أن يفرض هيمنته بقوة السلاح إصطدمنا معه، ورفضنا مشاركته في سوريا، ومبدأ ولاية الفقية، ونحن نواجه بالسياسة، لأنه لا يجوز أن يقف البلد، وأن تغيب التنمية الى أن يصار الى إيجاد حل لسلاح حزب الله، فالناس لم تعد قادرة على التحمل، والمجال الاقتصادي حولنا يعاني من الويل خصوصا في سوريا والعراق، لذلك قررنا أن نعطي الأولوية لمصالح الناس من دون أن نسقط أي شيء من ثوابتنا السياسية والوطنية.

يرفض الجسر الحديث عن أية تنازلات حصلت من قبل الرئيس سعد الحريري أو “تيار المستقبل”، داعيا من يتحدث الى أن يعدد هذه التنازلات، لافتا الانتباه الى أنه من الطبيعي أن تكون العلاقة بين رئيسيّ الجمهورية والحكومة جيدة، لأن ذلك ينعكس إيجابا على الجميع، مؤكدا أننا لا نأخذ جانب التيار الوطني الحر على “العمياني”، مشددا على أن الرئيس الحريري هو الوحيد الذي أخذ مبادرات من أجل إنقاذ الوضع في لبنان وإعادة إنتظام الحياة السياسية فيه، بدءا من تبني ترشيح سمير جعجع لرئاسة الجمهورية، ومن ثم التفتيش عن مرشح آخر في قوى 14 آذار التي لم تتوافق على شخصية معينة، وخصوصا المسيحيين فيها، ومن ثم مرور البلد بمرحلة خطيرة وإنقسام مجلس النواب بين مسلمين يريدون حضور الجلسة، وبين مسيحيين رافضين، وصولا الى تهديد الأميركيين باعادة تصنيف لبنان في حال لم يقر مجلس النواب البنود المطروحة، وطبعا كل الأزمة في حينها كانت ناتجة عن القانون الانتخابي الذي من شأنه أن يعيد تكوين السلطة، عندها أنقذ الرئيس الحريري الوضع، وأكد أنه لن يحضر مع فريقه السياسي أي جلسة ثانية إذا لم يكن قانون الانتخاب مطروحا فيها.

يشير الجسر الى أنه بعد وصولنا الى مرحلة خطيرة جدا، حصل الاتصال بين الرئيس الحريري وبين النائب سليمان فرنجية الذي أعلن أن حلفاءه كانوا على معرفة بالأمر وكانوا موافقين، لكن عندما إتخذ الرئيس الحريري قراره بالترشيح سحب الحلفاء تأييدهم له، حتى أن فرنجية إضطر الى عدم النزول إلى إنتخابات الرئاسة، فاستمر الحريري في التفتيش عن مخارج للأزمة وكان فرنجية متفهما جدا، فتم ترشيح العماد ميشال عون.

ويلفت الجسر الانتباه الى أنه لم ينتخب العماد عون للرئاسة، لكنه أعلن أن هذا الترشيح سينهي الأزمة وسيعيد الانتظام الى الحياة السياسية، مؤكدا أن هذه الانتخابات أصبحت وراءنا اليوم، ويجب أن يكون رئيس الجمهورية للجميع وأن يتم التعاطي معه من قبل الجميع، ومن هنا أقول للمنتقدين: ماذا فعلتم لحل الأزمة؟، وماذا قدمتم لدفع البلد الى الأمام؟.

يرفض الجسر الحديث عن أية تنازلات لتيار المستقبل حيال القانون الانتخابي، لافتا الانتباه الى أن التنازلات جاءت من قبل حزب الله والرئيس نبيه بري والتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، فيما الرئيس الحريري كان يبدي إستعداده للسير في أي قانون، منتقدا الخلفية الطائفية التي يتم التعاطي بها حيال القانون، لافتا الى أن القانون الجديد ليس مثاليا بل هو القانون الممكن، مؤكدا أن كل القوانين المطروحة كان من شأنها أن تساهم في تنمية الخطاب الطائفي، لذلك لجمنا الأسوأ وقدمنا الممكن، والسياسة دائما هي “فن الممكن”، مؤكدا أن القانون سيكون قابلا للتطبيق، آملا أن تكون حظوظنا جيدة في دائرة طرابلس والضنية والمنية التي لنا فيها حضورا واسعا.

سئل: هل سيخوض المستقبل الانتخابات بلائحتين في دائرة طرابلس؟

أجاب: الانتخابات وفق القانون الجديد هي عملية حسابية، وإذا وجدنا أن مصلحتنا تقتضي بتشكيل أكثر من لائحة سنشكل، وإذا وجدنا عكس ذلك فسيكون هناك لائحة واحدة.

سئل: مع من سيتحالف المستقبل؟

أجاب: التحالفات سابقة لأوانها، لكن الرئيس نجيب ميقاتي قال من فترة أنه يرغب بخوض الانتخابات بمفرده، وكذلك الوزير أشرف ريفي قال بأنه لا يريد أن يتحالف مع أحد.

سئل: ماذا عن الوزير محمد الصفدي؟

أجاب: العلاقة معه جيدة جدا، لكن لم يجر أي حديث عن التحالفات الانتخابية.

سئل: وماذا عن الهجوم الدائم من قبل الوزير ريفي؟

أجاب: الله يسامحه، هذا خياره، ونحن لا نخشى أحدا، نحن لدينا ثوابتنا، وخياراتنا السياسية، وعلى الناس أن تحدد خياراتها، وهذا أمر مهم، ربما لم يعتد الناخبون على خيارات حاسمة من هذا النوع، لكن في النهاية عليهم أن يحسموا أمرهم وأن يختاروا، والوزير ريفي عاش حالة سياسية مهمة، بعد الانتخابات البلدية، سنرى مدى إستمراريتها ومدى قبول الناس لها، وعما إذا كانت حقيقية، والحكم أولا وأخيرا هو للناس.

سئل: هل أنت مرشح:

أجاب: نعم أنا مرشح عن المقعد السني في طرابلس.

سئل: هل سيفجر القانون الجديد مفاجآت؟

أجاب: لا أحد يضمن نفسه، وفي السياسة كل شيء متغير.

سئل: هل يمكن أن يتحالف المستقبل وميقاتي والصفدي وكرامي؟

أجاب: هذا أمر من المبكر الخوض فيه، لكن يمكن أن يحصل ذلك.

سئل كيف يمكن أن تفوز اللائحة بكاملها في حال حصل هذا التحالف؟

أجاب:  اللائحة تفوز بكاملها عندما لا تستطيع أي لائحة منافسة أن تأتي بالحاصل الانتخابي.

سئل هل ستتحالفون مع التيار الوطني الحر؟

أجاب: إذا كان هناك مصلحة ربما نتحالف، لكن حتى الآن لم نبحث في أي تحالف مع أي طرف كان.

ويختم الجسر ردا على سؤال: إن تيارات سياسية عدة، يزعجها تمدد تيار المستقبل على كل المساحة اللبنانية، لذلك فهو يتعرض للهجوم بشكل دائم، مؤكدا أن الآداء السياسي للرئيس الحريري كان مهما جدا، ونحن نتعاطى مع الجميع على قاعدة درس الملفات، وقد أسقطنا في دراساتنا الكثير من البنود.

Post Author: SafirAlChamal