علوش لـ″سفير الشمال″: مضى عهد الإندفاع وراء العواطف!..غسان ريفي

يحرص عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل النائب السابق الدكتور مصطفى علوش، على التعاطي مع الأحداث بكثير من الهدوء والتروي، ما يجعله يقرأ المشهد السياسي بواقعية أكثر.

لا يرى علوش مبررا للضجة المثارة حول زيارة الرئيس الحريري الى الشمال لاقامة سلسلة إفطارات، لأن ذلك تقليد دأب عليه والده الشهيد، مستبعدا أن تكون الافطارات مناسبة لاستعادة الشعبية، وإنما هي من أجل التواصل المباشر مع الناس، أما إستعادة الشعبية فتكون في الشرح الصادق لخلفيات المواقف التي يتخذها الرئيس سعد الحريري، لكي يتفهمها المواطنون وبالتالي الحصول على تأييدهم على أساسها.

الدكتور علوش يضع ترشيحه للانتخابات النيابية  في يد الرئيس الحريري، لأن القرار بخوض الانتخابات أو عدمه يعود إليه، ومهما كان هذا القرار، فان لن يؤثر على الالتزام بدعم لوائح تيار المستقبل أينما وجدت.

يقول علوش لـ″السفير الشمال″ عن زيارة الحريري الانمائية والبرودة الشعبية التي رافقتها: ″كُتب الكثير عن زيارة كان يجب أن تكون طبيعية لرئيس وزراء، وكالعادة فإن الأمور ركزت حول طبيعة الإستقبال وأعداد المستقبلين للدلالة على التغيير في شعبية الرئيس سعد الحريري.

والواضح هو أن المتضررين من نشاط الرئيس حاولوا التركيز على قلّة المستقبلين، وبالمقابل فمن الطبيعي للمؤيدين أن يؤكدوا على نجاح الزيارة.

أما الواقع فهو أن الزيارة لم يتم الإعلان عنها إلا قبل ساعات من حصولها، كما أن الدعوة للإستقبال بقيت محصورة بالمحازبين من خلال وسائل التواصل الإجتماعي. ومع أن اليوم كان عطلة رسمية، لكن معظم المحازبين لا يعملون في المؤسسات الرسمية، وبالنسبة لهم هو يوم عمل عادي. وبالمحصلة فلا أظن أن الأمر يجب أن يحمل أكثر ما هو بالفعل، ولا يعني بأنني أحاول بذلك الدفاع أو التحايل على الجواب”″.

يضيف: ″أما عن المشاريع المعنية بالزيارة، فلا شك أن الطابع المزمن هو ما يحكمها، والإعاقات التي اعترتها هي من عمر وجود الدولة اللبنانية لأسباب متشعبة، منها المركزي، ومنها المحلي، ومعظمها ما عجزت عن حله الحكومات المتعاقبة على الرغم من بساطة البعض منها، ولا مجال الآن لتفنيدها، لكن المهم هو أن يدفع رئيس الحكومة اليوم لإنجازها بشكل نهائي، وقد تكون هذه الزيارة حافزا لذلك″.

وعن تقييمه للافطارات الرمضانية التي رعاها الحريري، يقول علوش: هي تقليد دأب عليه والده الشهيد، وهذا هو بالفعل السبب الرئيسي للإستمرار في اتباعه. ولا أظن أن الهدف منها هو استعادة الشعبية، ولكنها مناسبات للتواصل المباشر مع الناس.

وعن كيفية معالجة التراجع الشعبي لتيار المستقبل، يرى علوش أن الوسيلة الوحيدة غير الشعبوية لتحسين التأييد للرئيس الحريري وتياره، هي التواصل العاقل، والشفافية، والشرح الصادق لخلفيات المواقف التي يتخذها، لأن كثيرا منها آثار ردات فعل سلبية لدى الناس لأنه لم يتم شرحها يوم تم الأخذ بها.

لذلك علينا أن نركز على توضيح المواقف بصدق ومن دون نتعات عنترية، حتى يتفهم المواطنون هذه المواقف، وبالتالي الحصول على تأييدهم على أساسها، فقد مضى عهد الإندفاع وراء العواطف، والخطابات الطنانة لم تعد تنفع.

وعن كيفية خوض تيار المستقبل الانتخابات النيابية في ظل هذا التراجع إضافة الى تحالفاته، يقول: إن تفاصيل القانون الذي ستجري على أساسه الانتخابات، هي التي سترسم مسار تحالفات المستقبل، لكن المهم أن التيار سيخوض الإنتخابات بأفضل مرشحيه وسيتكيف في كل منطقة مع واقعها ومعطياتها، وبالنهاية فإن الحكم سيكون صندوق الإقتراع.

ويؤكد علوش أن تحالفاتنا ستكون مرتبطة بطبيعة القانون وتفصيلاته، وسنخوضها مع الحلفاء في بعض المناطق ومنفردين في مناطق أخرى، ولا أظن أنه من الواقعي ولا المفيد في هذه اللحظة، تحديد قائمة الحلفاء المحتملين.

وعما إذا كان مرشحا للانتخابات، يؤكد أن ترشيحه مرتبط بقرار رئيس التيار وأنا ملتزم بهذا القرار، ولكنني في الحالتين سأعمل على دعم لوائح التيار.

وحول المؤتمر العام والتغييرات التي أحدثها، يقول علوش: من أهداف المؤتمرات الحزبية هي ضخ الحيوية في المحازبين وتحريك الجدل والتنافس بينهم، وبالتالي الإستفادة من هذه الحيوية للتغيير.

ولقد أدّت الإنتخابات الحزبية التي واكبت المؤتمر، والتي أتت بمشهدية جميلة إلى تغيير واسع في بنية المكتب السياسي والكوادر المسؤولة، لكن ذلك لم ينعكس حتى الآن بشكل واضح على التواصل مع المواطنين، وعلينا القيام بالمزيد لتحسين هذا الوضع.

safiralchamal

Post Author: SafirAlChamal