كورنيش الميناء: الدراجات النارية مصدر خطر.. من ينفذ القانون؟..عمر إبراهيم

لا تزال عاصفة القرارات والوعود السياسية والأمنية ″تمطر″ على كورنيش الميناء البحري، لكنها الى يومنا هذا لم ″تسق″ هذا المرفق الحيوي المتعطش الى ″زخات″ من المشاريع الانمائية البسيطة، والى ″غيث″ المسؤولين لتوفير الامن والامان الى رواده، وتحديدا في شهر رمضان، حيث بات غياب الانارة والدراجات النارية مصدر خطر على حياة المواطنين، وقلق يصيب أصحاب البسطات والعربات والاكشاك الذين يعولون على هذا الشهر لتأمين قوت اولادهم ومصاريف العيد.

وإذا كان رواد الكورنيش إعتادوا على مظاهر الحرمان، إلا أن أكثر ما يستفز هؤلاء وتحديدا في شهر رمضان هو غياب الامن والأمان، إن كان لجهة عدم وجود إنارة وعناصر أمن طوال الوقت أو بسبب الدراجات النارية التي تهدد سلامة المواطنين على الرصيف خلال أوقات الذروة التي يشهدها بعد الافطار يوميا، الأمر الذي يجعل كثيرون يفضلون عدم زيارة الكورنيش وبالتالي حرمان مئات العائلات من فرصة عمل تقيهم ذل السؤال.

بالامس تلقى رواد هذا الكورنيش طلب محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا الى رئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين، بمنع الدراجات النارية على الكورنيش، وهذا الطلب على الرغم من الحاجة اليه، الا انه لا ″يسمن ولا يغني من جوع″ فالبلدية لا تملك الامكانات اللازمة او القوة التي تسمح لها بمواجهة ارتال الدراجات النارية، التي تحتاج الى قوى أمنية لمكافحتها في حال كان القرار جديا، ويتخطى الطابع الاعلامي الذي إعتاد عليه الجميع وتحديدا رواد الكورنيش، خصوصا وان هناك نقاطا عسكرية دائمة في عدة أماكن على الكورنيش وفي محيطه يمكن أن تساهم في فرض الامن.

يمكن القول انه على الرغم من كل المحاولات التي بذلت على مدى السنوات الماضية بهدف تنظيم هذا الكورنيش لينعكس إيجابا على المدينة التي كانت تعتبر من بين أجمل مدن لبنان نظرا لموقعها الجغرافي من جهة وما تختزنه من مبان وأحياء أثرية كان بعضها شهد سابقا عمليات ترميم وصيانة، الا ان ذلك لم يكن ليتعدى الحملات الاعلامية من قبل منفذيها، حيث كانت الامور سرعان ما تعود الى ما كانت عليه، نتيجة التدخلات السياسية وتلكؤ الاجهزة المعنية، تحت شعار الوضع الاجتماعي، وهو أمر ربما يجد له مبررا البعض اليوم، لكن ما لا يمكن السكوت عنه هو ظاهرة الدراجات النارية التي بات أصحابها ينفذون سباقات عليه غير آبهين بوجود أطفال ونساء، وخصوصا في شهر رمضان حيث يلجأ المواطنون اليه كونه المتنفس الوحيد لهم.

ويسجل على هذا الكورنيش وهو الواجهة البحرية المتقدمة لمدينة طرابلس ويعتبر اطول كورنيش بحري في لبنان (تسعة كيلومترات) وقوع العديد من حوادث الصدم من قبل الدراجات النارية، بعدما إنقسم الكورنيش الى قسمين واحد للبسطات والمقاهي واخر مستباح من هذه الدراجات، فضلا عن غياب الانارة، ما يدفع العديد من المواطنين الى عدم التوجه اليه ليلا، وسط حالة من الامتعاض من حرمانهم من هذا المتنفس، وفي ظل تساؤلات كثيرة عن الاسباب التي تمنع الجهات المعنية من الاهتمام بهذا الكورنيش، وان كانت هناك من مؤامرة لضرب ما تبقى من أوجه الحياة في المدينة.

وجاء في قرار طلب المحافظ: ″بعد تكاثر ظاهرة الدراجات النارية على كورنيش الميناء، وخاصة بعد الافطار خلال شهر رمضان المبارك، وما يسببه من إزعاج وإقلاق راحة المواطنين، لذلك، يطلب إليكم التشدد في منع هذه الظاهرة وذلك حفاظا على سلامة المشاة والمواطنين على الكورنيش البحري للميناء.″

Post Author: SafirAlChamal