نادين حجار لـ″سفير الشمال″: ستكون طرابلس منصّة لمشاريع الصينيين… غسان ريفي

حطّ وفد صيني رفيع المستوى برئاسة أمين لجنة الحزب الشيوعي في محافظة جيانغ شي، السيد لي كسين شي، ويضم رؤساء كبريات الشركات العالمية الصينية الرائدة في مجالات الاستثمار العقاري والصناعي، رحاله في مدينة طرابلس بالتنسيق مع مجموعة فرنسبنك التي يأخذ رئيس مجلس إدارتها، ورئيس الهيئات الاقتصادية في لبنان عدنان القصار على عاتقه إعادة وضع لبنان على ″خط الحرير″ إنطلاقا من طرابلس المؤهلة لأن تكون منصة للصينيين لإطلاق المشاريع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

الوفد الصيني الذي رافقه مستشار الرئيس سعد الحريري عبدالغني كبارة، مستشارة الرئيس عدنان القصار نادين حجار، والمدير الاقليمي لـ فرنسبك شمالا نزيه شعراني، زار محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، ونقابة المهندسين حيث إلتقى النقيب بسام زيادة، وإستمع الى شرح من رئيسة المنطقة الاقتصادية الخاصة ريا الحسن حول دورها الاستراتيجي والحوافز المالية والاعفاءات الضريبية، ومن مستشار الرئيس سعد الحريري عبد الغني كبارة عن مميزات طرابلس التي لا تبعد عن الحدود السورية سوى 30 كيلومترا.

كما زار الوفد مرفأ طرابلس وإطلع على أعمال التوسعة والتطوير فيه، وعلى رصيف الحاويات الجديد، كما تفقد المنطقة الاقتصادية الخاصة التي يبلغ مساحتها 550 ألف مترا مربعا، وعرض مدير المرفأ الدكتور أحمد تامر الى للخطوات الكبرى التي يخطوها هذا المرفق الحيوي نحو العالمية، كما زار معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس.

وأكد امين لجنة الحزب الشيوعي لي كسين شي  أن الزيارة تهدف الى الاطلاع ميدانيا على المرافق الحيوية الطرابلسية ووضع خطة تعاون بين رجال الأعمال الصينيين واللبنانيين، لافتا الى أن طريق الحرير ستمر عبر لبنان عموما وطرابلس ومرفئها خصوصا.

نادين حجار 2

وتقول مستشارة الرئيس القصار، نادين حجار لـ″سفير الشمال″: إن الصين هي أكبر شريك تجاري مع لبنان، ويبلغ حجم التصدير من محافظة جيانغ شي مع لبنان أكثر من 500 مليون دولار سنويا، ومع بداية العام الحالي نظمت “مجموعة فرنسبنك” بتوجيه من الرئيس عدنان القصار وعادل القصار زيارة لسفير الصين في لبنان الى طرابلس، لأن هناك دور مهم جدا للبنان يجب أن يلعبه عبر ″طريق الحرير″ الجديد الذي أعلنه رئيس جمهورية الصين الشعبية الذي أكد أنه يريد إعمار هذا الخط، تحت شعار ″حزام واحد ـ طريق واحد″.

وتلفت حجار الانتباه الى أن طريق الحرير عمره ثلاثة آلاف سنة وهو مرّ من لبنان، عندما كان الفنيقيون يأخذون الحرير الصيني ويصبغونه ويقومون بتصديره للرومان، ونحن اليوم نريد إعادة لبنان الى ″طريق الحرير″، علما أن عدنان وعادل القصار كانا أول من بنى علاقات مع الصين في العام 1955 حيث وقعا أول إتفاقية تجارية، حتى قبل أن يكون هناك علاقات دبلوماسية بين لبنان والصين، وإستقدما وكالات لكل البضائع الصينية الى العالم العربي من خلال لبنان الذي كان مركز الثقل التجاري، والموقع المالي والتجاري، واليوم هناك سعي لاستعادة هذا الدور، إضافة الى الدور السياحي والاقتصادي والصناعي، خصوصا أن الصين هو أكبر مستثمر وأكبر شريك تجاري للعالم العربي وإفريقيا.

وتضيف حجار: نحن من خلال هذه الزيارات، نلفت أنظار الصينيين الى لبنان عموما والى طرابلس بشكل خاص كونها تمتلك الأرضية، ولديها مطارا ومرفأ ومعرضا وموقعها قريب من سوريا، لأنه كما يبدو أن الصين وروسيا هما اللذان سيعيدان إعمار سوريا، لا سيما من خلال الشركات الصينية التي هي أكبر الشركات في العالم وفي شتى المجالات.

وتؤكد حجار أننا نريد أن نقول للصينيين أن لبنان هو مقركم للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خصوصا أن شركاتهم تتعامل مع شركات لبنانية لتنفيذ مشاريع في إفريقيا، وتتعامل مع مدراء شركات لبنانيين في الخليج العربي، ما يعني أن التعاون قائم بين الصينيين واللبنانيين.

وتتابع حجار: هذا الوفد حكومي رفيع المستوى ويترأسه أمين لجنة الحزب الشيوعي في محافظة جيانغ شي، ويضم رؤساء لأكبر شركات صينية في العالم، وهذا الأمر من شأنه أن يصب في مصلحة لبنان، خصوصا أن كثيرا من الصينيين باتوا على قناعة بأن غلاء المعيشة في دبي أصبح كبيرا، كما أن الطقس فيها متعب، بينما لبنان هو من أكثر البلدان أمنا في المنطقة، وهذا أمر يسجل له، لأنه لا يمكن لبلد أن يتماسك أمنيا وكل هذه الحروب والجرائم تدور من حوله.

وتشير حجار الى أن الرئيس عدنان القصار إستقبل منذ شباط الفائت بعدما دعا الصين الى إعادة النظر بتعاطيها التجاري مع لبنان وأن تعتمده كمقر، خمسة وفود من أعلى المستويات، ونتوقع أن تكون الزيارة المقبلة للرئيس الصيني، وفي كل مرة تقوم الوفود بتقييم وضع المرافق الاقتصادية، ونحن علينا كلبنانيين أن نستفيد من هذه الفرصة، وألا نهدرها كما نفعل في كل مرة.

وتقول: من المفترض أن يستفيد الصينيون من مرافقنا كلها وأن يعيدوا تأهيلها، والاستثمار فيها وأن يوظفوا نحو مليون لبناني، لأنه من غير الجائز أن تبقى نسبة البطالة نحو 60 بالمئة في صفوف الشباب، واليوم أعاد عدنان وعادل القصار لبنان الى ″طريق الحرير″، وطرابلس ستكون الأساس، لأنها مدينة متكاملة إقتصاديا وتمتلك ضمن مرفئها مساحات واسعة لاقامة المستودعات، لذلك فانها قادرة على أن تكون منصة للصينيين لاطلاق مشاريعهم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

Post Author: SafirAlChamal