بلدية طرابلس: لا لسيطرة مجلس الانماء والاعمار… عمر إبراهيم

بلغت الازمة المستجدة بين بلدية طرابلس ومجلس الانماء والاعمار مرحلة اللاعودة، وهي كانت إنفجرت قبل ايام على خلفية سوء تنفيذ المشاريع التي يشرف عليها المجلس في المدينة، وفي مقدمتها وأبرزها مشروع الارث الثقافي، الذي كان بدأ العمل به قبل نحو سبع سنوات، وما تزال الاعمال تراوح مكانها، من دون وجود افق زمني لانتهائها او الصورة التي سيخرج بها هذا المشروع الحلم بالنسسبة لابناء المدينة الذين يأملون أن يساهم في تنشيط السياحة وتحريك العجلة الاقتصادية، في طرابلس القديمة ثاني مدينة مملوكية في العالم بعد القاهرة.

هذه الازمة التي يحاول البعض الباسها طابعا سياسيا لحماية مجلس الانماء والاعمار، باتت  امام خيارين: فاما ان يستمر مجلس الانماء في سيطرته “الانمائية” على المدينة، ضاربا عرض الحائط كل الاقتراحات البلدية ومطالبة اعضائها بان يكون في اجواء ما يحصل من مشاريع والاطلاع على سير الاعمال وحسن تنفيذها، او ان تنتفض البلدية وتستلم زمام المبادرة وتكون على علم ودراية بكل ما يحصل.

بالامس القريب أطلقت بلدية طرابلس حملة واسعة لازالة المخالفات من محيط جسر ابو علي، تمهيدا لاعادة العمل في مشروع الارث الثقافي الذي يهدف الى تحسين صورة المدينة القديمة واعادة تاهيل البني التحتية بما يساهم في الاضاءة على الاثار الموجودة في تلك المنطقة.

لكن البلدية نفسها عادت واصدرت قرارا يقضي بوقف كل الاعمال التي تقوم بها الشركات في تلك المنطقة وطلبت من مجلس الانماء والاعمار المشرف على المشروع بضرورة الايعاز للشركات بسحب معداتها، وذلك بسبب سوء التنفيذ وعدم قبول مجلس الانماء باشراك البلدية بكل ما يجري من اعمال واطلاعها على الدراسات وعلى المراحل التي سيجري العمل عليها.

قرار البلدية والذي شكل مفاجأة، حاول مجلس الانماء والاعمار الالتفاف عليه من خلال ارسال وفد يمثله الى البلدية في محاولة للضغط باتجاه وقف هذا القرار، لكن جهوده باءت بالفشل خصوصا مع وجود قرار حاسم من المجلس البلدي بعدم التهاون او المساومة على مصالح المدينة.

رد البلدية كان حاسما، الأمر الذي دفع مجلس الانماء والاعمار الى استمهال البلدية عدة ايام لتقديم دراسات حول سير المشاريع، وعلى ضوء ذلك سيتقرر اما اعادة الاعمال او البحث عن حلول اخرى او تسويات لمعالجة هذه القضية، مع تاكيد رئيس لجنة الهندسة في بلدية طرابلس جميل جبلاوي، بان اي قرار سيتخذ او اي تسوية ستكون مصلحة طرابلس فيها هي الاساس.

ويمكن القول ان رد البلدية على مجلس الانماء والاعمار لم يأت من فراغ، فهذا المجلس الذي يستبيح المدينة منذ عدة سنوات لم يكن يقيم للبلدية وزنا، ويتعاطى معها بفوقية مطلقة، وهناك مشاريع بدأ العمل فيها قبل سنوات وما تزال تنتظر، فيما مشاريع اخرى جرت في محافظات لبنانية أخرى، كمشروع الارث الثقافي الذي انتهى في صيدا وجبيل وبعلبك، اما في طرابلس فالمشروع ما يزال في علم الغيب بالرغم من مرور سبع سنوات، ولا احد يعرف متى سينتهي وكيف سيكون شكل الاعمال بعد الانتهاء منه، هذا في حال كتب له ان ينتهي في عهد المجلس البلدي الحالي.

Post Author: SafirAlChamal