في مبادرة لإدارة جريدة ″سفير الشمال″ اللبنانية بالتعاون مع مكتبها في سيدني أستراليا تنشر قصيدة اليوم لأحد شعراء الإغتراب في أستراليا وأميركا والمهجر، وذلك للمساهمة في نشرها لقرأئها المنتشرين حول العالم..
لَنْ أُعَذِّبَ رِيشَتِي
أَنَا لَنْ أُعَذِّبَ رِيشَتِي مِنْ أَجْلِهَا
سَأَقُولُ فِيهَا قِطْعَةً لَا أَكْثَرْ
نَفَخَتْ عَلَى حِبْرِي شِفَاهُكِ نَفْخَةً
فَاخْتَلَّ فِيهِ خَيَالُهُ وَتَبَعْثَرْ
نَعُّومَةٌ أَشْيَاؤُهَا وَأُحِبُّهَا
وَمُنَمْنَمٌ خَصْرُ الحَرِيرِ ويَسْحَرْ
لَوْ قِسْتُ لُقْمَتَهَا بِدُونِ تَحَيُّزٍ
مَعَ لُقْمَةِ العُصْفُورِ كَانَتْ أَصْغَرْ
بَيْضَاءُ تَحْتَ الشَّمْسِ إِنَّ خُدُودَهَا
مِنْ لَفْحَةٍ لَا غَيْرَ تُصْبِحُ أَحْمَرْ
لَمَّا رَأَتْهَا الأُخْرَيَاتُ غَرِيبَةً
حَسَدٌ كَوَحْشٍ كَاسِرٍ وَتَحَرَّرْ
سَارَعْنَ فِي تَقْلِيدِ شَكْلِ بَرِيقِهَا
وَعَجِزْنَ عَنْ تَقْلِيدِهَا فِي الجَوْهَرْ
هَذِي الَّتِي فِي الحُبِّ صَاغَتْ أَحْرُفَاً
قَدْ بَاتَ يَحْفَظُهَا شُيُوخُ الأَزْهَرْ
مَا عُدْتُ أَصْلُحُ أَنْ أُغَادِرَ أَرْضَهَا
فَجَمِيعُ قَلْبِي بِالغَرَامِ تَغَبَّرْ
فَبِأَيِّ مَغْسَلَةٍ سَأَغْسِلُ نَبْضَهُ
يَا رِمْشَهَا هَلْ أَسْتَطِيعُ تَصَوَّرْ
أَيْنَ الرَّبِيعُ وَتُوتُهُ وَزُهُورُهُ
سَدَّ الخَرِيفُ طَرِيقَهُ فَتَعَذَّرْ
حَقَّاً لِمَاذَا لَا أُغَيِّرُ قَهْوَتِي
سَوْدَاءُ قَاحِلَةٌ بِمُرٍّ يَقْهَرْ
سَأَحُطُّ مَعْهَا مِنْ خُدُودِكِ زَهْرَةً
وَأَحُطُّ مِنْ شَفَتَيْكِ حَبَّةَ سُكَّرْ
إِنِّي مَعَ الشَّوْقِ الَّذِي يَجْتَاحُنِي
إِنِّي إِذَا أَنْسَى التَّأَدُّبَ أُعْذَرْ
وَلَسَوْفَ أَكْتُبُ عَنْ هَوَاكِ عَلَى السَّمَا
تَكْفِي فَلَيْسَ هُنَاكَ مَا هُوَ أَكْبَرْ
يَا كَوْنَنَا أَنَا شَاعِرٌ عِنْدِي الَّذِي
مَا لَمْ يَحُزْهُ خَلِيفَةٌ أَوْ قَيْصَرْ
الكُلُّ يَكْتُبُ وَالدَّفَاتِرُ جَمَّةٌ
لَكِنْ يُتَوَّجُ فِي النِّهَايَةِ دَفْتَرْ
اللهُ أَعْلَمُ كَمْ تُعَانِي رِيشَتِي
وَالنَّاسُ شَافُوا سِحْرَهَا كَمْ أَثَّرْ
فَكَأَنَّنِي قُلْتُ القَصِيدَةَ هَذِهِ
مِنْ أَجْلِ أَنْ يَحْلُو الفِرَاقُ الأَغْبَرْ
ذِكْرَى حُضُورِكِ هَا هُنَا تَتَجَذَّرْ
لِمَ ضَمُّ غُصْنِ اللَّوْزِ لَا يَتَكَرَّرْ