ردّ “حماس” يُربك إسرائيل.. والموقف السعودي يعطي زخما للمقاومة!.. غسان ريفي

أربكت حركة المقاومة الاسلامية “حماس” الكيان الاسرائيلي بالرد على ورقة “إتفاق الاطار” والذي سلمته مساء أمس الأول للوسيطين القطري والمصري، بعد وضعها تعديلات عليها وتضمينها ملحقا خاصا بالضمانات والمطالب الهادفة الى وقف العدوان وإزالة آثاره.

ومما ضاعف من الإرباك، هو الترجمة العملية لهذا الرد، بالاعلان عن زيارة وفد من قيادة حماس الى مصر لمناقشة كل ما يتعلق به، خصوصا بعدما تم وصفه بالايجابي، إضافة الى البحث في الرد الاسرائيلي الذي يبدو أنه جاء متسرعا بشكل يعكس حالة من التخبط غير المسبوق، خصوصا أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتيناهو ما زال يعتمد على “بروباغندا” إعلامية لاقناع الداخل الاسرائيلي بأنه حقق سلسلة من الانجازات، لذلك فقد إعتبر في مؤتمر صحافي أمس أن “مطالب حماس وهمية، وأن الانتصار لا يتحقق إلا باستمرار الحرب والقضاء على المقاومة بالكامل وتحرير الأسرى بالقوة”.

لا شك في أن رد نتيناهوالمتسرع، يُؤكد أنه أسير توازنات داخلية وخوف من أن يتخلى عنه اليمين المتطرف الذي بات يضغط عليه بشكل كبير، ما قد يؤدي الى إسقاطه وذهابه الى المحاكمة والمحاسبة، بالرغم من أن المعارضة تعهدت له بحماية حكومته في حال ذهب بإتجاه التسوية للافراج عن الأسرى الإسرائيليين، يضاف الى ذلك، تحول اليمين المتطرف الى عبء على الرئيس الأميركي جو بايدن والمجتمع الدولي نتيجة الغطرسة التي يعتمدها، وتبدل الموقف الدولي من إسرائيل عموما في ظل المطالبة بضرورة وقف إطلاق النار وحماية المدنيين والاتجاه نحو حل الدولتين.

وقد جاء الموقف السعودي الذي أكد أن “لا تطبيع مع إسرائيل قبل إقامة الدولة الفلسطينية ووقف العدوان على غزة، وإعطاء الشعب حقه”، ليعطي مزيدا من الزخم للمقاومة، خصوصا أن هذا الموقف العروبي المتقدم من شأنه أن يغطي على كثير من أصوات النشاز العربية التطبيعية، وأن يحصّن المقاومة في مفاوضاتها التي يبدو أنها ستكون بالغة الصعوبة في ظل التعنت الاسرائيلي، علما أن السعودية تتناغم في موقفها مع المجتمع الدولي الذي يدعو الى وقف إطلاق النار وحل الدولتين، ما يعني إنتصار الرواية الفلسطينية على صعيد العالم أجمع، خصوصا بعد هذا الصمود الرائع للمقاومة والذي وضع إسرائيل بين سندان الخلافات والضغوطات الداخلية ومطرقة الخسائر التي تتكبدها في الميدان.

ردّ حماس السريع وغير المتوقع من قبل العدو الاسرائيلي، أظهر أن المقاومة الفلسطينية بخير، وأن إرادتها لم تنكسر، وأنها حاضرة في كل أنحاء غزة، حيث ما يلبث الاسرائيلي أن ينسحب من منطقة حتى تعود كل مظاهر السلطة من شرطة وأجهزة مدنية وإغاثية.

وتشير المعلومات الى أن قيادة المقاومة في داخل غزة أبلغت قيادة حماس في الخارج والمتجهة الى مصر، بأن يكون سقف مطالبها عاليا، وأن لا تفكر بأي تنازل أو تراجع، خصوصا أن المقاومة ما تزال قادرة على الصمود وعلى المواجهة، وأن الخسائر التي تعرضت لها لم تنعكس على قدرتها العسكرية وآدائها الجيد في الميدان الذي تصب نتائجه في مصلحة المقاومة.

وذلك، على عكس ما يحاول العدو الاسرائيلي إشاعته عبر وزير الدفاع غالانت وبعض الجنرالات الذين يكذبون على مجتمعهم، في حين أن إسرائيل لم تحقق أي هدف من أهداف الحرب، وإكتفت بإنجاز واحد في قتل النساء والأطفال والمدنيين الأبرياء وهدم المنازل على رؤوس قاطنيها وتهديم الكنائس والمساجد والمستشفيات، وبالتالي فإن المقاومة ترفض رفضا مطلقا بأن تقع في الفخ الذي كان يريد البعض أن ينصبه لها من خلال النسخة الأولى لورقة إتفاق الاطار، وحاكت نتائج الميدان بتعديلات عليها، ستضع إسرائيل في موقف لا تُحسد عليه أمام العالم أجمع!..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal