الرياضة تسقط على مسرح انتخابات اتحاداتها.. ماذا فعل ″جيل الحرب″؟… بقلم: إبراهيم ابو شاهين

في زمن الثورة، وزمن انفجار الطبقة السياسية في مرفأ بيروت، في زمن لم تتجرأ الأحزاب على خوض انتخابات الطلاب في الجامعات. حل موعد إنتخابات الاتحادات الرياضية في لبنان (كل ٤ سنوات). فماذا حصل بتلك الانتخابات؟ كيف تصرفت تلك الأحزاب ومرتزقتهم وحلفائهم من جيل الحرب، بعيدا كل البعد عن الرياضة وأخلاقها.

حل موعد إنتخابات الاتحادات الرياضة وظهر ما يحلو تسميتهم “بمرتزقة” أو “أقزام” الأحزاب على الساحة. و يا لسخرية القدر أن تكون تلك الساحات خالية أمامهم تماماً. تارة من الرياضيين بالملاعب بسبب جائحة كورونا و تارة أخرى من رؤساء أندية شباب (الأندية الاتحادية هي فقط من يصوت بالإنتخابات) ليفتكوا وينالوا منهم ويذلونهم ويزربونهم بمنازلهم كما فعلوا بانتخابات طلاب الجامعات.

خلت الساحة الرياضية من نورها فما كان من خفافيش الأحزاب إلا وعبثوا بها كما يحلو لهم كل اربع سنوات. رئيس قطاع رياضة بحزب “فلان” يتحالف مع زميل آخر له من حزب “علتان” ويمتد هذا التحالف على الأحزاب الأخرى وآخ ما أكثر “العلل”.

تنطلق المحاصصة السياسية بين الأحزاب بأبهى صورها. هذا الإتحاد لطائفتي وذاك لطائفتك. بإجتماع أو إثنين بالأكثر تجهز تقسيمة الاتحادات جميعاً ويبدأ البحث عن الأدوات.

أدوات الاستحقاق ثلاث: رئيس لكل إتحاد والأفضل أن يكون متمول “مدهن” لأن من صفات “الأقزام” الحب لـ”البخشيش”. أعضاء للاتحادات (ممثلين للأندية) على قياس التقسيمة، البعض من الإعلاميين المأجورين ليكتبوا مقال عن فوز اللائحة المدعومة من رئيس قطاع الرياضة بحزب “الفلاني” وقطاع رياضة آخر من حزب “علتاني”. المحاصصة واضحة! كل رياضة يفوز بها حزب حسب هويتها الطائفية بالتزكية، ويكتب عنها المأجورون على صفحاتهم الإلكترونية، لكي يطبعها كل رئيس قطاع رياضة ويهرول بها لصرفها عند رئيس حزبه لعله يتحنن عليه يوما من الأيام بوزارة الشباب والرياضة اذا كانت من حصته.

أما الاتحادات التي شهدت معارك انتخابية فطبعاً فاز تحالف الاحزاب الداعم للوائحه التي خاضت الانتخابات من دون حتى الإعلان عن أية برامج، ضد أخصائيين ومستقلين ترشحوا مرتكزين على برنامج عمل بهدف تحسين وتطوير رياضاتهم.

لم يصعب على تحالف الأحزاب الفوز بتلك الاتحادات، فالأندية التي يرأسها اشخاص من جيل الحرب معظمهم ينتظر الانتخابات ليلمس “الأخضر” فكم الحاجة اليه هذه الأيام بالأخص اذا كان “fresh”. فحين يلمسه أو شم رائحته “يطمش” الرئيس عن عينيه وأذنيه ويذهب نحو صندوقة الانتخابات كالخلد في الحقول.

لا بد بالنهاية أن ننوه ونوجه التحية للشرفاء من رؤساء أندية، وصحافيين رياضيين، ورؤساء قطاعات رياضة في القليل القليل من الأحزاب الذي لا يسمح لنا ضميرنا أن نصنفهم من بين  الفاسدين أعلاه. أما بالنسبة للرياضة في بلدنا فالأمل بإصلاحها مرتهن بعاملين: رحيل الفاسدين والمرتشين من جيل الحرب عنها، ودخول الشباب عالم إدارتها.

Post Author: SafirAlChamal