في ذكرى الاستقلال.. هل نستحق لبنان؟… ديانا غسطين

كئيبة تطل الذكرى السابعة والسبعون للإستقلال هذا العام. كيف لا والبلاد والعباد في حزن منذ انفجار الرابع من آب المشؤوم، هذا الانفجار الذي كاد ان يبيد بيروت لولا عناية الله ولطفه. الى ذلك، وبفعل التدابير المتخذة للوقاية من فيروس كورونا وللمرة الاولى، يغيب العرض العسكري الذي اعتدنا مشاهدته منذ الصغر كل 22 تشرين الثاني، كما تغيب مراسم التهنئة التي درجت العادة على اقامتها في القصر الجمهوري. وحدها زيارات النواب الى اضرحة رجال الاستقلال بقيت الشاهد على رمزية هذا العيد. واليوم، في ذكرى استقلاله ال 77، سؤال اوحد يجدر التفكير فيه “هل نستحق لبنان”؟

لبنان جبران وميخائل نعيمة وامين ومعلوف وناديا تويني واميلي نصر الله وسعيد عقل وطلال حيدر، وسواهم من الكتاب والشعراء والمبدعين.

لبنان الأخوين رحباني وفيروز ونصري شمس الدين وفيليمون وهبي وصباح ووديع الصافي، وغيرهم من الفنانين الذين حملوه بأصواتهم الى اقاصي الأرض.

لبنان غسان تويني وشارل مالك وغسان سلامة وآخرين ممن اظهروا صورته الحضارية وتنوعه السياسي في مختلف المحافل الدولية.

لبنان المقاوم الذي دحر جيش العدو الاسرائيلي مرتين حتى بات يضرب به المثل في مقاومة الاحتلال.

لبنان ملتقى الحضارات والثقافات، مركز حوار الاديان، حاضن المهرجانات العالمية.

هذا هو لبنان الذي ورثناه من اسلافنا ولكن بدل ان نحافظ عليه ونرفعه الى مصاف الدول المتقدمة، ماذا فعلنا؟

سلمناه لامراء حرب لا يزالون الى اليوم يحاولون اعادة التاريخ، فأوصلوه الى الحضيض اقتصادياً وسياسياً وثقافياً، حتى باتت الثقة العالمية به معدومة. وأضحى الدين وسيلة للتفرقة ولاختلاق المشاكل، وبدل ان يكون الاختلاف السياسي دليل رقيّ وتحضر تحول الى سبب للعداء، لم يعد التطبيع مع العدو فكرة يحرّم الكلام عنها، وكأن هؤلاء الحكام لا يألون جهداً لاعادة لبنان الى زمن الوصاية والانتداب. كل ما سبق واللائحة تطول فإذا ما اردنا تعداد ما فظّعه اهل السلطة بالوطن لما انتهينا. وها هو اليوم لبنان وطن الاحلام قد اضحى مقبرتها. فها هم شبابه يهاجرون واطباؤه يبحثون عن فرص للعمل في مستشفيات الخارج وجسمه التعليمي مثقل من ظلم السلطة اللاحق به…

واليوم، وبعد محطات حاول فيها اللبنانيون مرات عديدة استعادة استقلالهم منذ 1943، مروراً بالحرب الاهلية (1975)، واتفاق الطائف (1989)، وحرب الالغاء والتحرير (1990) و14 آذار (2005)، ووصولا الى ثورة تشرين (2019) والتي انهكت  قواها تدخلات الاحزاب السياسية فيها بعد ان كادت تأتي بالنتيجة المرجوة، هل سنشهد محاولة لاستعادة استقلالنا واعادة لبنان وطناً سيداً حراً مستقلاً؟

الى ان تحين تلك اللحظة، سنبقى نحاول مرددين مع فيروز:

وطني وحياتك وحياة المحبة

شو بني عم أكبر وتكبر بقلبي

وأيام اللي جايي جايي فيها الشمس مخبايي

أنت القوي أنت الغني وأنت الدني يا وطني..


مواضيع ذات صلة:

  1. الشعب السايب بيعلم الحكام ع الحرام!… ديانا غسطين

  2. حسن مقلد لـ″سفير الشمال″: الارباك إستثنائي.. ومقارنة بالأرقام وضعنا ليس مستحيلاً!… ديانا غسطين

  3. منتدى ″ريشة عطر″ يكرم الزميلة حسناء جعيتاني سعادة… ديانا غسطين


 

Post Author: SafirAlChamal