عقد تأليف الحكومة بالجملة: سرّ كبير يمنع ولادتها؟… عبد الكافي الصمد

عادت الأمور إلى نقطة الصّفر. هذه هي خلاصة الإتصالات والنقاشات حول تأليف الحكومة المقبلة، بعد مرور قرابة أسبوعين على تكليف الرئيس سعد الحريري تأليفها في 22 تشرين الأول الماضي، وتبين أن كلّ ما يجري الحديث حوله عن عدد أعضاء الحكومة، ووزرائها، وتوزيع الحقائب على القوى السّياسية، كان مجرد سيناريوهات إفتراضية وتسريبات بعيدة عن الواقع.

فبعدما أشيع طيلة الأيّام الماضية أنّ الحريري الذي التقى رئيس الجمهورية ميشال عون خمس مرّات منذ تكليفه، كان آخرها يوم الإثنين الماضي، سيُقدّم الأربعاء أو أمس الخميس مسودّة أولية لتشكيلة حكومته المرتقبة، وأنّ الدخان الأبيض سيخرج من قصر بعبدا يوم أمس على أبعد حدّ، كشفت العقد التي بقيت طيّ الكتمان في الفترة السابقة بأنّ يوم أمس لم يشهد أيّ إتصالات أو لقاءات بسبب العجز عن فكفكتها، كأنّما الجميع سلّم بأنّ تشكيل الحكومة مؤجّل، ولوقت طويل، حتى إشعار آخر.

وأظهرت معلومات وتسريبات ومواقف أكثر من طرف معني بتأليف الحكومة، عن تناقض في كثير من النقاط، إن لم يكن أغلبها، وتبيّن أنّ كلّ الكلام عن أنّ عقد التأليف قد حلّت بأغلبها، وأنّ مشاورات تشكيل الحكومة قد قطعت ثلاثة أرباع الطريق، بعيدة عن الواقع، وأن أيّ عقدة لم يتم التوصل إلى حلّها، وهو ما كشفته المواقف السياسية التي أطلت برأسها في الساعات القليلة الماضية.

فما كشفته معلومات وتسريبات السّاعات الماضية أظهر أنّ كلّ ما قيل عن توافق على صيغة حكومية مكوّنة من 18 أو 20 وزيراً ليس صحيحاً، وبأنّ الخلاف حول هذه النقطة ما يزال قائماً، وأنّ توزيع الحقائب ومحاصصتها بين القوى السّياسية يدور في حلقة مفرغة، وأنّ عقدة تمثيل القوى السّياسية في حكومة الحريري لم يتم التقدم نحو حلّها أيّ خطوة.

وأشارت المعلومات إلى أن تعقيدات تأليف الحكومة باتت بالجملة، فما أن تُحلّ عقدة حتى يتم إختلاق عقدة ثانية وثالثة، وكأنّ في الأفق سراً كبيراً أو أمر ما يمنع وصول التأليف إلى الخواتيم المرجوة، وأنّ عوامل خارجية تؤثر على عملية تأليف الحكومة، فضلاَ عن عوامل داخلية متجسدة بمفهوم التمثيل لدى البعض.

هذه الإستنتاجات أكدتها بعض المواقف التي صدرت أمس، وكشفت أنّ ما قالته مراجع وقوى معنية بتأليف الحكومة حول حصول تفاهم وتقدّم حول تشكيل الحكومة ليس سوى ذرّاً للرماد في العيون، بعدما تبين أنّ الوعود التي أعطاها الحريري لقوى معينة خلال مشاورات التأليف لا يستطيع تلبيتها، وأنّ قوى سياسية أبرزها التيار الوطني الحرّ مثلاً يرفض مبدأ المداورة في توزيع الحقائب، إلا إذا كان شاملاً، وبأنّ الشروط والشروط المضادة جعلت الكلّ يقف عاجزاً عن تجاوزها، في ظلّ غياب أي وسيط داخلي أو خارجي قادر على حلحلة العقد، إلى حدّ دفع كثير من المتشائمين إلى توقع التأخّر في تأليف الحكومة حتى مطلع العام المقبل.   


مواضيع ذات صلة:

  1. إجراءات احتواء كورونا تتعثّر وتحذيرات من ″الأسوأ″ القادم… عبد الكافي الصمد

  2. إنهيار الليرة تأخّر سنتين.. والسّياسات الخاطئة تنذر بالأسوأ… عبد الكافي الصمد

  3. عالم ما بعد كورونا غير: ماذا عن لبنان؟… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal