كيف عُقد لقاء بعبدا أمس.. وماذا قال الحريري لرئيس الجمهورية؟!… غسان ريفي

في الوقت الذي يحبس فيه اللبنانيون أنفاسهم خوفا من الانهيار الشامل إقتصاديا وإجتماعيا وأمنيا خصوصا بعدما سلك الدولار طريقه صعودا من جديد، وفي الوقت الذي تنقطع فيه أنفاس المصابين بفيروس كورونا في المستشفيات وغرف العناية المركزة، وفي المنازل بفعل عدم قدرة المستشفيات على الاستيعاب، وُضعت عملية تأليف الحكومة على جهاز “تنفس إصطناعي” بهدف إنقاذها، بعدما كادت أن تلفظ أنفاسها الأخيرة إختناقا بالخلاف على حجم الحكومة بين 18 و20 وزيرا.

يمكن القول إن عملية تأليف الحكومة كانت دخلت في حالة “كوما”، بعدما توقف البحث في كيفية إنقاذها عند تمسك الرئيس ميشال عون بـ 20 وزيرا وإصرار الرئيس الحريري على 18 وزيرا، وفي ظل تشاؤم عم البلاد بطولها وعرضها ترافق مع إجتهادات وتكهنات حول عدم الاستجابة لأية معالجات، أعطت عملية التأليف أمس إشارات إيجابية سارع المعنيون الى  البناء عليها تمهيدا لإمكانية إخراج الحكومة من العناية الفائقة، وذلك من خلال اللقاء المفاجئ الذي جمع الرئيسين عون والحريري في قصر بعبدا أمس.

تشير المعلومات المتوفرة الى أن اللقاء بين عون والحريري كان مقررا يوم غد الأربعاء، وأن الأخير كان سيعرض تشكيلة حكومية وفق رؤيته تضع رئيس الجمهورية أمام مسؤولياته، لكن اللقاء المفاجئ الذي عقد أمس فتح الباب أمام مزيد من المشاورات، ما يرجح بأن يكون عون هو من إتصل بالحريري وطلب منه زيارته لتذليل بعض العقد، وما يعزز ذلك، البيان الذي صدر عن الدائرة الاعلامية في قصر بعبدا صباح أمس وأكد أن عملية التأليف تجري بالتشاور بين الرئيسين عون والحريري فقط من دون أي طرف ثالث، وذلك في محاولة لتبرئة ساحة جبران باسيل الذي لاقى بيان بعبدا ببيان آخر أكد فيه أن كل ما يشاع عن تدخله في تشكيل الحكومة هو فبركة لتغطية المعرقلين الفعليين.

كل ذلك، يشير الى أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة على صعيد الولادة الحكومية، خصوصا وبحسب المصادر فإن الحريري أبلغ رئيس الجمهورية بأنه لن يشكل حكومة من عشرين وزيرا إنطلاقا من حسابات منطقية أبرزها خسارة حليفه وليد جنبلاط الذي يصر على حصر التمثيل الدرزي به، ووضع الحكومة في سلة “وزير ملك” جديد وهي تجربة كانت مرة بالنسبة للحريري، إضافة الى إعطاء ثلث معطل لفريق دون آخر وهو أمر سيؤدي الى إستفزاز الأطراف الأخرى وسيؤدي الى شل عمل الحكومة، ما يعني أن الحكومة العشرينية محكوم عليها بالفشل قبل أن تولد.

وبحسب المصادر أيضا، فإن الحريري أكد لعون أن حكومة الـ 18 وزيرا تشكل حلا وسطا يرضي الجميع، خصوصا أن النائب طلال أرسلان لم يسم أحدا في الاستشارات النيابية الملزمة، وهو بالتالي لا يحق له أن يطالب بتمثيله كما لا يحق لحلفائه أن يعطلوا تشكيل الحكومة من أجله.

وتضيف المصادر أن الحريري سيقدم الى رئيس الجمهورية تشكيلة من 18 وزيرا في اللقاء المرتقب بينهما يوم الأربعاء المقبل تضع الكرة الحكومية في ملعبه، فإما أن يوافق ويوقع مراسيمها فتصدر الأربعاء مساء أو الخميس، أو أن يرفضها ويلتزم برغبات الحلفاء، ويضع نفسه في موقع الشريك المضارب في عملية التأليف، وبدل أن يتعاون مع الرئيس المكلف على تذليل العقبات وتدوير الزوايا لانجاز الحكومة، يعمل على خلق العراقيل وزيادة العقد إرضاء لهذا الفريق أو ذاك.

ويرى متابعون أن في تشكيل الحكومة مصلحة مشتركة للرئيسين عون والحريري، فالأول يتطلع الى إنقاذ ما تبقى من عهده الذي أرهقته الأزمات والأحداث الدراماتيكية، والثاني يرغب بالعودة الى السراي الحكومي والانطلاق بمسيرة الانقاذ، فهل يتوافق الطرفان على أن تبصر حكومة المهمة النور بعد لقاء يوم الأربعاء؟، أم سيكون للرئيس عون رأي آخر قد يعيد الأمور الى المربع الأول؟!.. 


مواضيع ذات صلة:

  1. هل أنهى تكليف الحريري الثورة؟… غسان ريفي

  2. جريمة كفتون.. أنقذت لبنان!.. غسان ريفي

  3. في كانون الأول المقبل.. لبنان يكون أو لا يكون!… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal