تباينات في ″المستقبل″ حول مهمة الحريري.. هل يشكل حكومة؟… غسان ريفي

لا يتوقف النقاش في دوائر ″تيار المستقبل″ الضيقة منها والموسعة حول تكليف الرئيس سعد الحريري بتأليف الحكومة، ولا يتوقف طرح الأسئلة التي تعكس خوفا عليه من وضع العصي في دواليب قطاره الحكومي، او تفشيل مهمته، وتداعيات ذلك عليه وعلى تياره الذي يشهد تراجعا شعبيا واضحا، لم تنفع ″بروباغندا″ إطلاق النار الكثيف في بعض المناطق اللبنانية إبتهاجا بتكليف الحريري من التغطية عليه.

ينقسم “تيار المستقبل” تجاه المهمة الحريرية الى أربعة أقسام:

ـ الأول داعم له بالمطلق، ويتطلع الى نجاحه في تشكيل الحكومة إنطلاقا من التوافق الدولي الذي ساهم بتسهيل عملية التكليف وبإنضاج عملية التأليف التي توحي الأجواء السياسية حتى الآن أنها تسير من دون عراقيل.

ـ الثاني يخشى من قاعدة من “جرب المجرب كان عقله مخربا” حيث يعتبر هؤلاء أن الحريري قد يصطدم بشروط لا تتوافق مع تطلعاته نحو تشكيل حكومة إختصاصيين ومستقلين وخصوصا من التيار الوطني الحر، الأمر الذي قد يجعله عرضة للابتزاز السياسي ويدفعه في النهاية لتقديم تنازات لا يريدها أحد.

ـ الثالث يعتبر نفسه من الصقور ويلتزم بتوجهات الأمانة العامة لقوى 14 آذار التي لا تتوانى عن إنتقاد خيارات الحريري في إعادة تجربة التعاون مع حزب الله ومع التيار الوطني الحر بعد التجارب المرة السابقة، وتغطي هذه الفئة إنتقاداتها بالاعراب عن “خوفها على الحريري وعلى البلد ككل الذي لم يعد من الممكن قيادته في ظل وجود سلاح حزب الله والهيمنة الايرانية عليه”، وترى أن “على الحريري أن يقود ثورة لتغيير هذا الواقع ومن ثم القبول بتشكيل حكومة”.

ـ أما القسم الرابع فيقود حركة تصحيحية، ويعتبر المتحمسون أن “الحريري قدم ما يكفي من تنازلات أمام القوى السياسية وأضعف رئاسة الحكومة، ويجب عليه أن ينتفض ويعود الى سلوكه السياسي السابق وأن يقود ثورة سياسية على حزب الله والوطني الحر وقوى 8 آذار”. ولم يعد خافيا على أحد أن أصحاب هذا الرأي باتوا يشكلون أخصاما للرئيس الحريري ولكوادر وقيادات التيار الأزرق.

اللافت أن أحد أبرز المتحمسين للحركة التصحيحية النائب نهاد المشنوق قام بتسمية الحريري في الاستشارات النيابية الملزمة، فيما وجد زميله النائب السابق أحمد فتفت الفرصة مؤاتية للهجوم على الحريري تحت عنوان “الخوف عليه وعلى مستقبله السياسي، لأن لا إنتظام للحياة السياسية في ظل وجود السلاح غير الشرعي”.

ترى مصادر مطلعة في “تيار المستقبل” أن تسمية المشنوق للحريري جاء إلتزاما منه بشبه الاجماع السني عليه، وهو لا يستطيع أن يحجب صوته عنه كونه ينضم بذلك الى حزب الله والتيار الوطني الحر وهذا ما ليس للمشنوق قدرة على تحمل تبعاته في المجتمع البيروتي”.

أما كلام فتفت فترى المصادر الزرقاء أن “النائب السابق يسير في ركب الأمانة العامة لقوى 14 آذار، وهو ربما غضِب من التقارب الذي إستجد بين الحريري والنائب جهاد الصمد الذي سماه في الاستشارات النيابية، وبدأ يحسب حسابات للانتخابات النيابية المقبلة في الضنية، خصوصا في ظل الحركة السياسية الناشطة التي يحرص عليها النائب السابق الدكتور قاسم عبدالعزيز والذي تربطه علاقة جيدة مع الصمد.

وتقول هذه المصادر: “إن أكثرية قيادات وكوادر المستقبل ترى في خطوة الحريري المدعومة من لقاء رؤساء الحكومات تثبيتا لحضور الطائفة السنية في المشهد السياسي اللبناني، فإذا سار التأليف على ما يرام كان به، وإذا تعطل وذهبنا الى أزمة حكم أو الى تفاهمات جديدة فهذا الأمر يحتاج الى قيادة سنية مدعومة من محيطها للتفاوض وإتخاذ القرارات”.

وتضيف هذه المصادر: “إن الأجواء الايجابية حول تشكيل الحكومة تحتاج الى ترجمة عملية، فالوقت ليس في صالح احد، وإما أن يشكل الحريري حكومته في مهلة أقصاها نهاية الاسبوع الحالي، أو أن يواجه تعطيلا بشروط وشروط مضادة، وهذا من شأنه أن يبدد كل الايجابيات، لكن يبدو أن ثمة تفاهمات دولية إنعكست على لبنان وسوف تنتج حكومة قريبا”.


مواضيع ذات صلة:

  1. هل أنهى تكليف الحريري الثورة؟… غسان ريفي

  2. جريمة كفتون.. أنقذت لبنان!.. غسان ريفي

  3. في كانون الأول المقبل.. لبنان يكون أو لا يكون!… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal