جعجع بين رماد مواقفه ونار تصرفاته!… مرسال الترس

لم تقتنع العديد من الفاعليات اللبنانية، وتحديداً المسيحية منها، بالنفي الذي أصدرته الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية” حول ما نشرته بعض وسائل الإعلام المكتوبة والإلكترونية، وتداولته مواقع التواصل الإجتماعي، بإقرار رئيسه سمير جعجع أثناء لقاء مع رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط بأن لديه “خمسة عشر ألف مقاتل على أهبة الجهوزية لمواجهة حزب الله”. وذلك بمعرفة الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول العربية، متجاهلاً الحديث عن تسليحهم، بإعتبار أن ذلك ليس ذي بال!

فأين الخطأ والصواب في مضمون لقاء جنبلاط – جعجع؟

كما فعلت “القوات” بنفي المضمون الذي تم نشره، قال مثله جنبلاط، وكذلك المستضيف النائب نعمة طعمة صاحب الدار  ومهندس اللقاء الذي شارك فيه النائبين الاشتراكيين أكرم شهيب ووائل أبو فاعور.

إذاً من سرّب ذلك الكلام الخطير، أو من له مصلحة في ذلك؟ أم أن هناك من أضاف ديباجة إلى الخبر في “محاولة خبيثة لشيطنة القوات اللبنانية وأبلستها من خلال بث الشائعات المغرضة وتلفيق الأخبار الكاذبة عن التسلح والقتال والمواجهات والحروب”، كما جاء في بيان الدائرة الاعلامية التي اشارت إلى إقامة دعوى جزائية بحق من نشر تلك المعلومات!

وبانتظار كلمة القضاء في هذا الصدد، فإن “نار الوقائع” التي مرّت بها “القوات اللبنانية” منذ تأسيسها لم يستطع “رماد المواقف” إخفاءها. وأتاحت لمن يشاء بالتشكيك، من منطلق ان “جسمها لبيس”:

فميليشيا “القوات اللبنانية” التي مرّت في إهدن والصفرا ( تحت راية حزب الكتائب وتوحيد البندقية) “وحالات حتما”، وصدر حكم بمشاركتها في إغتيال الرئيس رشيد كرامي. وواجهت الجيش اللبناني الذي كان قائده العماد ميشال عون في المنطقة الشرقية من بيروت، و”تواطئت” في تمرير إتفاق الطائف. قبل أن تتحوّل الى حزب، إصطدم سياسياً بالحلفاء في قوى الرابع عشر من آذار، وأجبر شخصيات سياسية على الابتعاد عن المسرح، وتباهى باختراق صفوف التحرك الشعبي في السابع عشر من تشرين. لا بل كان في كثير من الأوقات رأس حربة في إزعاج الجيش والقوى الأمنية على تقاطعات وطرقات غير منطقة، وصولاً إلى عدم نفي نشر عناصر حزبية على خطوط التماس القديمة في عين الرمانة المسيحية المواجهة لمنطقة الشياح الشيعية إختباراً للجاهزية في “الانتشار والسيطرة”، من دون نسيان ما تم نقله عن لسان جعجع في برقيات للسفارة الأميركية في بيروت نشرها موقع “ويكيليكس” عام 2011.

أصدقاء جنبلاط الذين سرّبوا المعلومات إلى وسائل الإعلام عما تفوه به جعجع، لم يفاجأوا بزعيم المختارة يقول: “إن أي شخص من أي طائفة يفكر في مغامرة عسكرية هو مجنون”! فاذا كان الكلام تلفيقاً، فمن يقصد جنبلاط بكلامه عن الجنون؟ وهو الذي تخوّف من المؤشرات الخطيرة التي يتم تحضيرها لهذا البلد!.


مواضيع ذات صلة:

  1. تجهيل الفاعل.. سيأخذ البلاد إلى الأسوأ… مرسال الترس

  2. مَن يتّهم مسيحيي لبنان بالعمالة لاسرائيل؟… مرسال الترس

  3. عندما تختلط ″الكورونا″ اللعينة بالاعتبارات الموبوءة!… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal