عكار تطالب بالاقتصاص من الفاعل.. بأي ذنب قُتل هشام الشعار؟

خاص ـ سفير الشمال

بإنتظار أن تتضح ملابسات الجريمة التي وقعت ليل أمس وأودت بحياة الشاب هشام الشعار 18 عاما عند مفرق بلدة ببنين، شيعت بلدة عكار العتيقة الشاب المغدور الذي قضى جراء إصابته برصاصة أثناء وجوده داخل السيارة في مأتم مهيب، وسط حال من الغضب الشديد وإطلاق الرصاص الكثيف والمطالبة بالاقتصاص من القتلة المجرمين الذين إعترضوا السيارة التي كان فيها المغدور مع رفاقه وهي من نوع هيونداي تحمل لوحة زرقاء، وذلك أثناء توجههم ليلا الى طرابلس.

تتضارب الروايات حيال ما جرى، إذ يؤكد تسجيل صوتي لأحد أصدقاء الضحية “أن سيارة إعترضتهم على طريق عام ببنين وترجل منها أحد الشبان ليسألهم عن هويتهم ومن أي بلدة من دون ان يحصل اي إشكال، مؤكدا بأنهم إعتقدوا أنه عنصر أمن ولكن فور مغادرته خرج شابان آخران من السيارة نفسها وقاما بإطلاق النار علينا ما أدى الى مقتل الشاب الشعار على الفور”.

هذه الرواية تضحدها رواية أخرى تشير إلى “أن سيارة كانت تتعقب الشبان وتطلق النار قبل أن تعترضهم عند مفترق بلدة ببنين وتطلق النار مباشرة ما أدى إلى مقتل الشعار”. 

فضلا عن رواية عن لسان مختار ببنين زاهر الكسار يلفت فيها الى “أن إشكالا حدث مع إبن بلدة ببنين (ك، ب) وعائلته على أفضلية المرور بدءا من جسر عرقا وحتى بلدة ببنين قبل أن يترجل من السيارة للحديث معهم ما أدى الى سحب السلاح من قبلهم، فباغتهم أيضا بسحب السلاح واطلاق النار.

فما هو الدافع الذي أودى بحياة الشاب الشعار بهذه الطريقة الإجرامية؟ واذا كان الدافع السرقة فلما لم يتم محاولة سلب السيارة التي كان يستقلها الشبان؟ وإلى أي حد بلغ الفلتان الأمني الذي بات يستبيح كرامات الناس ويعرض حياتهم للخطر ويجبر أهاليهم على تجرع الكأس المرة، كأس خسارة فلذة أكبادهم وسرقة أحلامهم؟ وهل خلاف على أفضلية مرور يستدعي اطلاق نار وزهق أرواح الناس؟ اليوم سقط الشاب الشعار ضحية الفلتان الأمني، وانتشار السلاح وغياب الدولة؟ فهل تتحرك القوى الأمنية لكشف ملابسات ما جرى وإظهار الحقيقة؟

والشاب الشعار هو إبن شقيق الشهيد الرائد وليد الشعار الذي قضى خلال محاربته إرهاب فتح الاسلام في مخيم نهر البارد في العام 2007 ، لتفجع العائلة مرة أخرى بفقدان أحد أبنائها على يد الغدر والاجرام وهما وجهان لعملة واحدة.

وأصدر أهالي عكار العتيقة وفاعلياتها بيانا شجبوا فيه الجريمة النكراء وأكدوا أنها إعتداء على كل فرد من عكار العتيقة، ونأسف لما وصلت إليه الأمور من تفلت بحمل السلاح العشوائي والوصول للاستهانة بحياة الناس لأتفه الأسباب!

وطالب البيان القوى الأمنية بأن تضاعف جهودها لاستكمال التحقيقات وجلاء الحقيقة وتوقيف الفاعلين وانزال أشد العقوبات بحقهم، لان هذا الاعتداء يحمل مضامين خطيرة ليس أقلها الاعتداء على شاب أعزل بدم بارد ومن غير المسموح أن يمر مرور الكرام.”

وفي السياق نفسه أصدر رئيس بلدية ببنين الدكتور كفاح الكسار بيانا إستنكر فيه الجريمة المروعة، مؤكدا أنه شهيد بلدة ببنين بقدر ماهو شهيد بلدة عكار العتيقة، ورأى الكسّار  أنّ هذه الجريمة بمثابة ناقوس خطر يقرع مجدداً للفت أنظار الدولة ومؤسساتها الى تفلّت السلاح الذي بات بمتناول الجميع، ما ينذر بخطر كبير ويهدد بإعتماد شريعة الغاب التي نرفضها جميعا كونها تشجع بعض المستفيدين من الفوضى على المطالبة بالأمن الذاتي الذي واجهناه في أصعب الظروف ووقفنا سداً منيعا بوجهه إنطلاقاً من إيماننا بالدولة ومؤسساتها وأجهزتها الأمنية والقضائية”.

داعيا جميع الاجهزة الأمنية المعنية الى متابعة التحقيقات، والكشف السريع عن ملابسات الحادثة الأليمة، مطالباً بإحقاق الحقّ وإنصاف المظلوم، لنؤكد للجميع أن عكار ليست مستباحة كما أن دماء أبنائها غالية وغالية جدا”.

Post Author: SafirAlChamal