من يخطط لتوريط المسيحيين بالتسلح من جديد؟… مرسال الترس

مع إعلان نهاية الحرب في لبنان إثر التوصل إلى إتفاق الطائف، عكف العديد من المتابعين على ترداد مقولة: ″إن عدد القتلى من المسيحيين نتيجة الصراعات والأحقاد فيما بينهم يفوق بأضعاف ما سقط من جميع الطوائف مجتمعة″.

مناسبة هذا الكلام ليس رغبة في نكئ الجراح التي لا يبدو أنه مقدراً لها أن تندمل في ثنايا هذه الطائفة التي تُصنّف أولى في هندسة لبنان الكبير قبل مئة عام، وعنصر محوري في إستقلال الوطن عام 1943. وإنما محاولة تفسير ما تسعى إليه الغرف السوداء الناشطة في تدبير المكائد والصراعات بين المكونات اللبنانية، كي لا تستقر الأمور على شاطئ آمن طالما هناك مراجع دولية وأدوات داخلية لن تألوا طريقة من أجل شرذمة هذا الوطن تنفيذاً لرغبات واستراتيجيات تسعى لتغيير معالم هذا الشرق.

ففي منتصف الأسبوع الفائت تبرّع أحد المواقع الإخبارية الألكترونية بنشر خبر شابته الكثير من التساؤلات وتبرعت مواقع إخرى إلى تناقله، ليصبح وكأنه تأكيد المؤكد وجاء فيه: “ينشطُ تجار سلاح “شيعة” في عمليات بيع السلاح الخفيف الى تجار مسيحيين في ظل غياب الأجهزة الامنية ومخبريها عن متابعة هذا الملف الحساس”.

ويضيف الموقع على خبره: “تشير المعلومات الى أن عمليات التسلح لدى حزب مسيحي والمجموعات الصغيرة التي تدور في فلكه والمدعومة من حزب “مُقاوم” بلغت في بعض الأحيان مستوى السلاح المتوسط”.

المراقبون لاحظوا ببساطة أن الخبر مفبرك والمعلومات مشكوك بأمرها، وكأن الهدف منه فقط فتح الباب أمام بعض الأحزاب المسيحية لإعادة تسليح نفسها من جديد، أو تبرير تسلّحها، تمهيداً لما يدور في رأس قياداتها وما تخطط له مع مراجعها خارج الحدود. وتوقف المراقبون عند التالي:

ـ الحروب والصراعات التي دقّت أبواب اللبنانيين جميعاً دفعتهم للاحتفاظ بالسلاح في منازلهم وليس أدل على ذلك ما يتم تسجيله أثناء الأتراح والأفراح. والدولة والأجهزة الأمنية تدرك ذلك جيداً. وخارج ذلك يصب في سياق المؤمرات.

ـ التركيز على أن تاجر السلاح “شيعي”، وكأنه ليس في لبنان تجار سلاح الاّ من تلك الطائفة والهدف التصويب على أنه قريب من “حزب الله”!

ـ الاشارة إلى “غياب الآجهزة الأمنية”، وكأنه في أوقات سابقة عندما تتم عمليات بيع وتداول الأسلحة كان يحصل تحت إشراف الأجهزة الأمنية. والهدف بالتأكيد التصويب على عمل بعض الأجهزة الأمنية دون سواها!

ـ التشديد على أن عمليات التسليح لدى “حزب مسيحي والمجموعات التي تدور في فلكه والمدعومة من حزب “مُقاوم” بلغت في بعض الأحيان مستوى السلاح المتوسط”. وهنا وقع مفبركو الخبر الأغبياء في غيّهم: ففي المكون المسيحي توجد الأحزاب التالية: القوات اللبنانية، الكتائب، الأحرار والكتلة الوطنية. فيما التكتلات السياسية المسيحية الأخرى تحمل تسمية “تيار” أو “حركة” أو ما شابه. فهل يمكن ان يقوم “حزب مقاوم” (والمقصود هنا حزب الله) ببيع الأحزاب المسيحية المشار اليها السلاح ولاسيما “المتوسط منه”، أو أن تشتري هي السلاح منه؟.

فمن هو المستفيد من دس مثل هذه الأخبار، وما هي أهدافه؟ أسئلة ستجيب عنها المرحلة المقبلة وما قد تحمله من ترجمات عملية!.


مواضيع ذات صلة:

  1. تجهيل الفاعل.. سيأخذ البلاد إلى الأسوأ… مرسال الترس

  2. مَن يتّهم مسيحيي لبنان بالعمالة لاسرائيل؟… مرسال الترس

  3. عندما تختلط ″الكورونا″ اللعينة بالاعتبارات الموبوءة!… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal