ماذا حصل في مرفأ بيروت؟.. لا أحد يعلم!… عزام .غ. ريفي

أكثر من شهر مضى على كارثة إنفجار مرفأ بيروت التي ذهب ضحيتها مئات الشهداء وآلاف الجرحى وحولت العاصمة الى مدينة أشباح، ولم يُعرف حتى اليوم ما هي الأسباب وراء هذا الإنفجار المشبوه، ليعود المشهد نفسه ويتكرر مرة أخرى، بحريق مفاجئ وضخم على بعد أمتار من العنبر رقم 12 زرع الرعب في قلوب اللبنانيين وغطى سماء بيروت بسحابة سموم سوداء حجبت أشعة الشمس.

حالة من الذعر والهلع والترقب لانفجار جديد في أي ثانية عاشها أمس اللبنانيون الذين لم يعودوا قادرين على تحمل أي نكسة، خصوصاً هكذا أنواع من الكوارث التي تجددت في المرفأ بعد اندلاع حريق ضخم في المنطقة الحرة في مبنى احدى الشركات التي تستورد زيت القلي وامتد الى مستودع للاطارات المطاطية التي تسببت بدورها بدخان أسود كثيف، عمل الدفاع المدني وطوافات الجيش اللبناني على مدار 7 ساعات تقريباً على احتوائه قدر الامكان واخماده.

ما هو سبب وحقيقة هذا الحريق الضحم والمفاجئ؟ لا أحد يعلم.

وكيف لحريق بهذا الحجم أن يندلع في مكان يعتبر مسرحا لجريمة مسؤولة عنها الدولة اللبنانية واهمالها في الوقت الذي من المفترض أن يكون هذا المكان محميا وتحت رقابة مشددة لحين إنتهاء التحقيقات؟ لا أحد يعلم.

وهل اندلاع الحريق كان مجرد صدفة أو عن طريق الخطأ بسبب أعمال تلحيم في المرفأ كما زعم وزير الأشغال ميشال نجار في حكومة تصريف الأعمال؟ أم أنه عمل تخريبي مفتعل بسبب سرقة ما، أو من أجل مسح أي دليل للجريمة؟ لا أحد يعلم.

إثر الحريق تحركت بسرعة الدولة اللبنانية عن طريق وزيرة العدل في حكومة تصريف الأعمال ماري كلود نجم، التي طلبت من النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات إجراء تحقيق فوري ومعمق لمعرفة أسباب الحريق، تماماً كما حصل في انفجار 4 آب حيث وعدت الحكومة اللبنانيين بكشف الحقيقة وانزال أقصى العقوبات بحق من تثبت تورطه بالإنفجار خلال مدة أقصاها خمسة أيام، وها هو قد مضى أكثر من شهر على الكارثة من دون معرفة الحقيقة ومن دون انزال عقوبات بأحد، واذا كان المرفأ يحمل بعض الأدلة، فمن المؤكد أنها تبخرت مع تصاعد الدخان الأسود جراء الحريق.

مرة أخرى يدفع المواطن اللبناني ثمن اهمال وفساد هذه السلطة وكل من فيها، وكأنه لا يكفيه الفقر الذي يعيشه جراء الغلاء المجنون والأزمة الإقتصادية التي ترخي بثقلها على الوطن، بل هو يعيش اليوم حالة من الذعر والخوف على حياته وحياة أولاده في بلد لم يعد آمناً للاستقرار فيه أو حتى لمجرد العيش.


مواضيع ذات صلة:

  1. هل تحول كورونا في لبنان الى ″غب الطلب″؟!… عزام ريفي

  2. ثورة 17 تشرين الأول ليست سوى نقطة في ″التسونامي″ المقبلة!… عزام غ ريفي

  3. طرابلس قسمان: قسم يختنق من العزلة.. وآخر يرى في التجول استهتارا!… عزام غ ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal