صمت الرئيس المكلف.. يُربك الجميع!… غسان ريفي

يبدو أن الرئيس المكلف مصطفى أديب سيُكرّس أسلوبا جديدا في طريقة تأليف الحكومات عنوانه “التحصّن بالصمت” ومنع التسريبات التي يبني عليها الاعلام وتحرك شياطين السياسية اللبنانية بين معرقل ومعطل..

حتى الآن لم تسمع وسائل الاعلام من الرئيس المكلف سوى عبارات محددة، أبرزها: “نحتاج الى التعاون لتسهيل مهمة تأليف الحكومة، لا نملك ترف إضاعة الوقت، وإدعوا لنا بالتوفيق”، وربما هو الرئيس الأول الذي يكلف بتشكيل حكومة من دون أن يرد على أي سؤال لمراسلي وسائل الاعلام.

حتى الآن يبدو الرئيس مصطفى أديب منسجما مع نفسه الى أبعد الحدود، مدركا ماذا يريد، ومنفذا لمهمة محددة، فهو يبني ويعمل على ما سمعه في الاستشارات النيابية غير الملزمة من الكتل النيابية التي أبلغته أنها لا تريد شيئا لنفسها، ومن هذا المنطلق باشر بدراسة خياراته في التأليف، حيث تشير المعلومات الى أنه لم يطلب أي إسم من أي طرف سياسي، وأنه يبدو عازما على إسقاط المواصفات التي يضعها بنفسه على الحقائب الوزراية وعلى الأسماء التي ستشغلها، وبحسب المعلومات أيضا، فإن الرئيس أديب ما زال يعمل على تشكيل حكومة مصغرة ذات مهمة إصلاحية وإنقاذية كما جاء تماما في المبادرة الفرنسية التي وافقت عليها كل التيارات والأحزاب السياسية.

وما يعزز هذه المعلومات هو ما نقل عن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في جلسة خاصة مع نوابه حيث قال: “إن الرئیس أدیب لا یطلب لقاء الأحزاب ولا یسأل الأحزاب رأیھا في حقائب أو أسماء. لذلك عندما یعرض تشكیلته نقرر كیف سنتعاطى مع الحكومة”.

لا شك في أن أكثرية التيارات بدأت تدرك بأنها تتعامل مع رئيس حكومة مكلف من نوع جديد بعيد عن السياسة، ملتزم بإتفاق الطائف لجهة أن عملية التأليف منوطة بالرئيس المكلف وحده بالتشاور مع رئيس الجمهورية، وأنه يستعد لمهمة إنقاذية إصلاحية، لذلك فهو سيعمل على تأليف حكومة تراعي التمثيل السياسي والطائفي من دون إلتزام أو إرتهان لأي كان، وسيحمل هذه التشكيلة الى قصر بعبدا لاطلاع رئيس الجمهورية عليها، فإن وافق ووقع المراسيم ينتقل الى المرحلة الثانية وهي إعداد البيان الوزاري الذي على أساسه ستنال حكومته الثقة، وإذا لم يوافق عليها رئيس الجمهورية لأسباب تتعلق بمحاصصة سياسية أو بارضاء فريق على حساب آخر، فإن ورقة الاعتذار ستكون أيضا جاهزة، وعندها فليتحمل العهد والتيارات السياسية المعنية بتشكيل الحكومة المسؤولية أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وتشير المعلومات الى أن أكثر من رسالة فرنسية وصلت الى من إجتمعوا مع ماكرون في قصر الصنوبر، مفادها أنه في حال إعتذار الرئيس المكلف، فإن الجانب الفرنسي سيطفئ محركاته وسيسحب يده بالكامل من المسعى الذي يقوم به لحل الازمة الاقتصادية واعادة اعمار بيروت، وعندها على افرقاء التأليف توقّع الأسوأ لناحية العقوبات التي سيتم فرضها وما سيتبع ذلك من تدخلات اقليمية ودولية لطالما وقف الفرنسيون سداً منيعاً بوجهها.

يمكن القول، إن صمت الرئيس المكلف يربك التيارات والأحزاب التي ربما لم تعتد على سلوك من هذا النوع في السابق، عندما كانت الحكومة تعلن قبل صدور المراسيم، ما يوحي بأن الرئيس مصطفى أديب يضع في أولوياته إضافة الى الاصلاح والانقاذ، إستعادة هيبة ودور الرئاسة الثالثة والحفاظ على إتفاق الطائف.


مواضيع ذات صلة:

  1. جريمة كفتون.. أنقذت لبنان!.. غسان ريفي

  2. في كانون الأول المقبل.. لبنان يكون أو لا يكون!… غسان ريفي

  3. لغة العالم لا تفهمها السلطة.. والعهد يطلق النار على نفسه!… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal