الرئيس المكلّف يتابع التشكيل ويستعد لإطلاق ورشة عمل… صفوح منجد

بدا على أبناء طرابلس والشمال مع إنقضاء اليوم الثالث على تكليف ″إبن الفيحاء″ الدكتور مصطفى أديب عبد الواحد الإنشغال في متابعة شؤونه العائلية ودراسته وكل ما له علاقة بأفكاره وتطلعاته، وليس ذلك بغريب عن أبناء المدينة ومحيطها وهم الذين وضعوا منذ اللحظة الأولى لإعلان إسمه كأحد المرشحين المحظوظين لرئاسة الحكومة العتيدة، ثقتهم بالوافد من عالم الديبلوماسية إلى ″قفير″ النحل والدبابير السياسية.

فإنصرفوا إلى تقصي المعلومات وليطابقوها مع ما جرى تداوله من أحاديث في حلقات المقاهي وفي الأوساط العائلية ليتأكد لهم أن من منحوه الثقة الشعبية قبل النيابية هو إبن مديرة المدرسة الرسمية المربية وفاء الرافعي ووالده الرئيس السابق لدائرة العمل بطرابلس سالم أديب عبد الواحد، ووسط حسن التعليم ورعاية اوضاع العمال نشأ الشاب مصطفى أديب وقد وعى وأدرك أهمية ما تلقاه من علوم على أيدي والديه، ولتتنوع الأحاديث والحوارات وتتناول دراسته الجامعية في الجامعة اللبناينة – كلية الحقوق وقد أعرب أبناء المدينة على الفور عن أملهم بأن تحظى الجامعة الوطنية بإهتمامه ورعايته وهو الأدرى بمشاكلها وأوضاعها طلابا وأساتذة وإدارات.

كما أمل الطرابلسيون وسط هذا الإهتمام الدولي وكثافة الموفدين من رؤساء وقادة ومسؤولين على مختلف المستويات، أن تتراجع وتخف نبرة الأصوات التي كانت تطلق في الظروف السابقة حول القضايا الخلافية، وأن يحظى لبنان بفترة إستقرار حقيقي ليعود اللبنانيون ويتنفسوا حرية وراحة بال وإطمئنانا إلى يومهم وغدهم.

ونقلت أوساط مطلعة سعي الرئيس أديب منذ تكليفه عزمه على تشكيل حكومة إختصاصيين مستقلين تنصرف إلى معالجة ثلاثة مواضيع أساسية ذات أولوية وهي معالجة قضايا الناس المعيشية والحياتية، و الشأن المالي بما يعزز القدرة المالية للدولة لتقوم وبالسرعة اللازمة بما هو مطلوب ماليا وإقتصاديا، وإجراء الإصلاحات السياسية، حيث من المقرر أن يركز البيان الوزاري على هذه المسائل إضافة إلى إصرارا الحكومة على إعداد وإقرار قانون جديد للإنتخابات النيابية.

وأكّدت هذه الأوساط التي تواكب عملية التشكيل، إصرار الرئيس المكلّف على تعيين فريق عمل للإنصراف على الفور بعد الثقة لدعم وبلورة هذه التوجهات وتذليل العقبات المعروفة أو التي قد تطرأ  من قبل الأطراف التي إعتادت على وضع العصي في الدواليب. كما أشارت الأوساط أنّ فريق العمل للرئيس أديب سيتكون من بعض الوزراء إضافة إلى مستشارين من ذوي الكفاءة والإختصاص في المجالات الأساسية والمرافق التي تحتاج إلى إعادة تحديث وتطوير وربما إلى “نفضة” على حد ما ذكرته هذه الأوساط.

وذكرت أنّ من بين الأشخاص الذين يتم التداول بإسمهم لدخول الوزارة التي ستتألّف من عشرين وزيرا، عدة أسماء من بينهم المستشار في سفارة لبنان في لندن مروان فرنسيس الذي من المتوقع أن يتسلّم وزارة الخارجية والمغتربين، وأحد الإقتصاديين الشماليين، وأحد الأكاديميين من العاصمة.

وشدد هؤلاء على أن الرئيس المكلّف لن يطلب فرصة أو فسحة من الوقت قصرت أو طالت، بإعتبار أن ورشة العمل قد بدأت فعلا منذ أول دقيقة أعقبت التكليف من خلال سلسلة من الإجتماعات مع المعنيين والمطلعين على أحوال الإدارة والمرافق العامة والوزارات الأساسية، ولفت هؤلاء إلى زيارات أديب المفاجئة ودون أي همروجة أو مواكبة إعلامية وأمنية للإطلاع على أوضاع المتضررين في المناطق المنكوبة من جراء تفجير مرفأ بيروت في 4 آب المنصرم وليتحقق من حجم هذه الأضرار وليطلع “بأم العين” على مآسي وأوجاع الأهالي وليشاركهم حتى في تناول “منقوشة زعتر”.

وشدد هؤلاء أيضا على أنّ نجاح الحكومة العتيدة في مهامها سيكون من شأنه إنتشال العهد مما تعرّض له من شوائب وتشويه لصورته ونهجه خلال السنوات الأربع الماضية على يد أقرب المقرّبين إليه، وأنّ إخفاق الحكومة في تنفيذ مقررات بيانها الوزاري الذي على أساسه ستطلب من المجلس النيابي ثقته فسيؤدي ذلك في حينه إلى سقوط ليس فقط العهد بل سيضع البلاد أمام أزمة مصيرية كبرى نظرا لتردداتها المحلية والإقليمية والدولية، فهل تؤجّل هذه الحكومة موعد الإنفجار الكبير وتفتيت البلد لبعض الوقت وليس لكل الوقت؟!  أم سيُكتب لهذه الحكومة النجاح المطلوب؟ هذا هو السؤال!

Post Author: SafirAlChamal