مصطفى أديب رئيسا مكلفا بنقاطِ قوة.. لكن ماذا عن التأليف؟… غسان ريفي

شكل التوافق على إسم سفير لبنان في ألمانيا الدكتور مصطفى أديب لتكليفه برئاسة الحكومة الجديدة صدمة إيجابية على أكثر من صعيد، يأمل اللبنانيون أن يصار الى الاستفادة منها للخروج من النفق المظلم الذي يتخبط فيه لبنان.

“سعادة السفير” الذي من المفترض أن يصبح “دولة الرئيس المكلف” عند إنتهاء الاستشارات النيابية الملزمة مساء اليوم الاثنين، يمتلك الكثير من نقاط القوة التي يمكن أن يترجمها في مسيرة التأليف وبعد ذلك في الحكم ومعالجة الأزمات التي ترخي بثقلها على البلاد والعباد، ومن أبرزها:

أولا: هو رئيس شاب (48 عاما) مستقل، أكاديمي ـ دبلوماسي، صاحب كفاءة لا ينتمي الى أي حزب أو تيار سياسي، ما يجعله قادرا على محاكاة كل الأطراف في لبنان، بما في ذلك مجموعات الثورة التي لطالما نادت برئيس للحكومة من خارج النادي السياسي.

ثانيا: يحظى أديب بغطاء سني واسع ما يمكنه من السير على أرضية صلبة لتأليف حكومة وطنية تمثل كل اللبنانيين، تكون قادرة على إنجاز الاصلاحات ومكافحة الفساد وإستعادة ثقة المجتمع الدولي، كما أن تسميته وإن كانت بطرح سبق الاستشارات، إلا أنها أعادت بعضا من هيبة الرئاسة الثالثة، حيث لم يخضع أديب لأية إختبارات أو إملاءات مسبقة أو تكبيل بشروط معينة.

ثالثا: لن تشبه حكومة أديب حكومة دياب ذات اللون الواحد التي فشلت في تحقيق أي إنجاز، خصوصا أن الأصوات التي قد يحصل عليها في الاستشارات النيابية اليوم، من المفترض أن تمكنه من تشكيل حكومة تضم كل المكونات اللبنانية شييهة بحكومات الوحدة الوطنية من حيث الشكل، أما في المضمون فستكون حكومة إختصاصيين واضحة وليست مقنعة.

رابعا: يتميز مصطفى أديب بعلاقات ممتازة مع كل التيارات السياسية والتي نسجها على مدار سبع سنوات من العمل الدبلوماسي كسفير لبنان في ألمانيا، حيث كان حاضرا في كل الزيارات والمناسبات واللقاءات، ومهتما بالوفود اللبنانية الرسمية وغير الرسمية، فضلا عن الآداء المتقن لعمله الذي جعله سفيرا مميزا في وزارة الخارجية ومحط إشادة وتقدير من الدولة ككل.

خامسا: يتقن أديب فن تدوير الزوايا للوصول الى قواسم مشتركة، وهو يأسر المتعاملين معه بهدوئه ودماثة خلقه ولياقته، ما يجعله قادرا على إستيعاب كل وجهات النظر والمطالب، ولعل وجوده الى جانب الرئيس نجيب ميقاتي في حكومتين كمدير لمكتبه قد أعطاه خبرة كافية في معالجة القضايا الشائكة.

سادسا: يمتلك أديب علاقات دولية لا بأس بها، حيث بات واضحا أنه كان مطلبا فرنسيا برضى أوروبي خصوصا أن آداءه الدبلوماسي كان موضع إشادة من الحكومة الألمانية، وهو حاصل على وسام رئاسة الجمهورية الايطالية، ويشغل منصب عميد السلك القنصلي العربي في برلين، وتشير المعطيات الى أنه سيحظى بدعم فرنسي كبير قد يستدرج دعما دوليا، إقليميا وعربيا، ما قد يعطيه فرصة سانحة لانجاز تشكيلة حكومته في أسرع وقت، وإنجاح المهمة الموكلة إليها.

مع إنتهاء الاستشارات النيابية الملزمة اليوم، يولد رئيس حكومة جديد من طرابلس عاصمة لبنان الثانية، بإجماع سني، مدعوما من قيادتها السياسية، الأمر الذي سيعطيها مزيدا من الحضور السياسي على مستوى إحياء الشراكة الحكومية، بعد الثنائية السنية التي كرستها الانتخابات النيابية الماضية، لكن السؤال الأبرز هل سيصار الى تسهيل مهمة الرئيس المكلف بتشكيل حكومة من دون عراقيل، وهل سينجح الفرنسي في الضغط على الأطراف اللبنانية لافساح المجال أمام تشكيل حكومة من نوع جديد بعنوان حقيقي للاصلاح؟.. أم أن التكليف سيكون ببركة ماكرون، والتأليف باستمرار لعنة الخلافات والتعطيل؟!..


مواضيع ذات صلة:

  1. لغة العالم لا تفهمها السلطة.. والعهد يطلق النار على نفسه!… غسان ريفي

  2. الآية السياسية إنقلبت.. الحريري مرشح قوى 8 آذار!… غسان ريفي

  3. حسان دياب لعب بالنار فأحرق أصابعه.. هكذا تم إسقاط الحكومة!… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal