كورونا يخرج عن السيطرة: ثلاثة مؤشّرات ذات دلالات خطيرة… عبد الكافي الصمد

إقترب عدد المصابين بفيروس كورونا في لبنان، حتى يوم أمس، من عتبة الـ17 ألف إصابة، بعدما بلغ عد المصابين 16870 مصاباً، إثر تسجيل يوم أمس إصابة 595 مصاباً تسجيل 5 حالات وفاة، ليبلغ عدد المتوفين بالفيروس 160 وفاة، منذ تسجيل أول إصابة بالفيروس في لبنان في 21 شباط الماضي.

هذه الأرقام مرجّحة للإزدياد أكثر في الأيام القليلة المقبلة، خصوصاً في لبنان ودول المنطقة، وهو ما حذّرت منه وزارة الصحة والمنظمات الصحية المحلية والاقليمية والدولية، التي نبهت بقوة من دخول الموجة الثانية من فيروس كورونا خلال شهري أيلول وتشرين المقبلين، الأمر الذي يعني أن أياماً سوداء تنتظر اللبنانيين في قادم الأيام.

فبعدما بقي عدد المصابين في الأسبوعين الأخيرين فوق حاجز الـ 500 أصابة يومياً في لبنان، حذّرت وزارة الصحة من أن الأيام المقبلة قد تشهد إرتفاع عدد المصابين فوق ألف إصابة في اليوم، كما أن عدد حالات الوفاة لن يبقى منخفضاً على حاله، نتيجة عدم قدرة المستشفيات على استقبال جميع الحالات الصعبة، التي ترتفع يومياً، واستمرار أجواء الإستهتار بالفيروس على حالها من قبل المواطنين، وعدم إلتزامهم بإجراءات الوقاية والصحة كما يجب.

هذه الأجواء جداً القلقة من تفشّي الفيروس على نطاق واسع وخروجه عن السيطرة في الأيام المقبلة، ترجمت في ثلاث نقاط هامّة، هي:

أولاً: صارح وزير الصحّة حمد حسن اللبنانيين، نهاية الأسبوع،  بأن “الوضع غير مطمئن”، عندما أشار إلى أنّه “بعد أسبوع على تجديد الإقفال والتعبئة العامة، لم تسجل النتائج الإيجابية المطلوبة، بل تتراوح أعداد الإصابات بين 500 و700 إصابة يومياً، والنزاع واضح بين الحاجة الإقتصادية ومواجهة التحدي الوبائي”، مبدياً خوفه من “عدم إلتزام المواطنين الضوابط الصحية، كي لا تتزايد إحتمالات تفشّي الوباء وخروج الأمور عن السيطرة التامة”.

ثانياً: لم يكتم نقيب أطباء لبنان في بيروت البروفسور شرف أبو شرف قلقه من أن “الإستهتار قد يودي بنا إلى عواقب وخيمة”، عندما دعا إلى “ضرورة التقيّد بالإجراءات الوقائية لمجابهة وباء كورونا”، وذلك بعد دعوة أصحاب القطاع السياحي من مطاعم وفنادق إلى “الفتح ضمن الشروط الصحية المتفق عليها”، موضحاً أن “قرار الإقفال والتعبئة العامة ليس صادراً عن وزير الصحة فقط، بل بناء على توصية من منظمة الصحة العالمية ونقابة الأطباء والجمعيات المعنية”، ودق جرس إنذار عندما كشف عن “إمكانات علاجية محدودة في القطاع الإستشفائي وأن الأسرّة المخصصة لمرضى كورونا في المستشفيات أصبحت جدّاً محدودة، والمستشفيات الميدانية لا تفي بالغرض، وهي غير مؤهلة لعلاج مرضى كورونا”، ومعتبراً أن “المواطن هو المسؤول عن صحته أولاً وأخيراً، وعليه التعاون مع القطاع الصحّي لضمان صحته وإلا”.

ثالثاً: التحذير الأبرز من تفشّي الفيروس جاء على لسان المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية أحمد المنظري، الذي أشار إلى أن “بعض بلدان شرق المتوسط شهدت زيادة مفاجئة في حالات الإصابة بالفيروس، بعد رفع الإغلاق أو تخفيف تدابير الصحة العامة، أو نتيجة لحالات طوارئ أخرى متزامنة”، مشيراً إلى أن “ارتفاع عدد الحالات الذي بدأ يشهده لبنان قبل الإنفجار المدمِر الأخير في مرفأ بيروت، في 4 آب الجاري، أصبح يتزايد بسرعة”.


مواضيع ذات صلة:

  1. إجراءات احتواء كورونا تتعثّر وتحذيرات من ″الأسوأ″ القادم… عبد الكافي الصمد

  2. إنهيار الليرة تأخّر سنتين.. والسّياسات الخاطئة تنذر بالأسوأ… عبد الكافي الصمد

  3. عالم ما بعد كورونا غير: ماذا عن لبنان؟… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal