رئيس الجمهورية يستفز السنّة والشيعة!!… غسان ريفي

إصطف الرئيس سعد الحريري الى جانب الرئيس نبيه بري، وإذا كان الثاني قد أوقف مبادراته ودخل في إستراحة بانتظار ما سيفعله الآخرون على الصعيد الحكومي، فإن الأول “رفع العشرة” بعدما أيقن أنه لن يكون رجل المرحلة، وأن القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي اللذين يرفضان تسميته، لا ينطقان عن الهوى بل هما يعملان بوحي عربي ودولي لا يريد الحريري.

تمني الحريري سحب إسمه من التداول، ورميه كرة النار في وجه الحلفاء والخصوم لا تبدل من واقع الأمر شيء، فسواء كان الحريري رئيسا مكلفا أو أي شخصية سنية أخرى، فإن الآلية التي يعتمدها رئيس الجمهورية ميشال عون منذ ما قبل تكليف حسان دياب، بإجراء مشاورات التكليف والتأليف قبل الدعوة الى الاستشارات النيابية وإعطاء نفسه إسبوعين أو أكثر لانجاز ذلك، وإشراك رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بهذه المشاورات، والمحاولات الرامية الى إجراء إختبار لرئيس الحكومة قبل تكليفه وفرض شروط معينة عليه كما حصل مع دياب. كل ذلك يشكل طعنة للدستور وإتفاق الطائف، ويصادر دور مجلس النواب في إختيار إسم الرئيس المكلف، كما يسيء الى رئيس الحكومة المكلف الذي وبحسب الدستور تقع على عاتقه وحده تشكيل الحكومة بالتشاور مع رئيس الجمهورية، وما دون ذلك من شأنه أن يؤدي الى زعزعة التوازنات التي يقوم عليها البلد، وهي غالبا ما تترجم توترات في الشارع.

لم يعد خافيا على أحد، أن ميشال عون يسعى بتحريض من جبران باسيل وبعض المستشارين المحيطين به الى التصرف في شؤون الدولة والمؤسسات وفق قاعدة النظام الرئاسي، حيث يبدو أنه بات مقتنعا أن “الرئيس القوي” هو الذي يتجاوز مجلس النواب ويصادر صلاحيات رئاسة الحكومة كما كان يحصل قبل إتفاق الطائف، متناسيا أن الرئيس القوي الذي يريده اللبنانيون هو الذي يحميهم من الموت المجاني ومن تدمير مدنهم ومن الفقر والجوع والبطالة ومن الانهيار الاقتصادي والمالي والأمني، وكل ذلك حصل على مرأى ومسمع رئيس الجمهورية وطاقم المستشارين الذين رغم كل ذلك ما يزالون يتمسكون بسلوكهم الذي يضع لبنان على حافة الهاوية.

ثمة إجماع من قبل دار الفتوى ورؤساء الحكومات السابقين والشخصيات السنية على إختلاف توجهاتها على رفض السلوك السياسي لرئيس الجمهورية وإصراره على حسم مسألة التكليف والتأليف قبل الاستشارات النيابية الملزمة، خصوصا أن ذلك بات يترجم غضبا في الشارع السني الذي يتطلع الى رئيس حكومة قوي قادر على إخراج البلاد من الأزمات والنأي بلبنان عن صراعات المنطقة بما يساعده على إستعادة ثقة المجتمعين العربي والدولي.

وليس الشارع الشيعي بمنأى عن هذا الغضب بالرغم من الحلف القائم بين الرئيس عون والثنائي حزب الله وحركة أمل، حيث يعتبر كثيرون أن السياسة شيء، ومحاولة إضعاف موقع رئاسة مجلس النواب شيء آخر، خصوصا أن الاتصالات التي أجراها الرئيس نبيه بري وباءت بالفشل الى أن أعلن وقف محركاته، ومحاولات حسم التكليف قبل الاستشارات يفسرها متابعون بأنها محاولة لتجاوز ومصادرة دور السلطة التشريعية ورئيسها وهذا خط أحمر، وأمر قد يكون له تداعيات خطيرة في حال إستمر الوضع على ما هو عليه.

يقول متابعون: إن السلوك السياسي العام يضع البلاد على “كف عفريت”، والمطلوب اليوم حماية الصلاحيات والمؤسسات الدستورية والحفاظ على التوازنات والتشديد على فصل السلطات، لأن التاريخ اللبناني واضح، وما يقوم به رئيس الجمهورية اليوم بالغ الخطورة كونه يضرب إتفاق الطائف الذي أوقف الحرب وأعاد السلم الأهلي الى لبنان.


مواضيع ذات صلة:

  1. الآية السياسية إنقلبت.. الحريري مرشح قوى 8 آذار!… غسان ريفي

  2. حسان دياب لعب بالنار فأحرق أصابعه.. هكذا تم إسقاط الحكومة!… غسان ريفي

  3. أوقفوا الموت المجاني في طرابلس!!… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal