كورونا ليست كذبة.. واللبنانيون أمام خيارين: المرض أو الوقاية!… عزام .غ. ريفي

″كورونا كذبة″، ″كورونا مزحة”، ″كورونا مجرد رشح بسيط″، ″لم أر في حياتي أحد أصيب بكورونا″، ″أرقام وزارة الصحة بخصوص كورونا فقط لاخافة الناس″، ″عداد كورونا هدفه انهاء الثورة، ومنع الناس من النزول الى الشارع″، ″لم أسمع بشخص مات بالكورونا″ كلها عبارات وغيرها كثير يتداولها اللبنانيون فيما بينهم وعلى وسائل التواصل الإجتماعي، في إشارة الى الاستخفاف بفيروس قتل أكثر من 700 ألف شخص حول العالم وأصاب حوالي 20 مليون، حتى وقعت الواقعة وباتت الدولة اللبنانية غير قادرة على السيطرة عليه، خصوصاً بعد تفجير بيروت وخروج 4 مستشفيات عن الخدمة.

يمكن القول، إن الدولة اللبنانية وفي ظل امكاناتها المالية والطبية المتواضعة جداً والمحدودة، خسرت رهانها على وعي الشعب اللبناني، الذي برهن أنه شعب غير واع بكل معنى الكلمة، متجاهلاً تماماً جميع انذارات وزارة الصحة، وارشاداتها الوقائية في ما يخص ضرورة ارتداء الكمامة، والإلتزام بالتباعد الإجتماعي وعدم الإختلاط، ظناً منه أن كورونا كذبة، أو مؤامرة دولية عليه لانهاء ثورته.

كما تقع على وزارة الصحة والدولة اللبنانية مسؤولية كبرى في انتشار فيروس كورونا، حيث أنها اكتفت فقط بالتنظير، واتخاذ قرارات غير منطقية، وغير مجدية، كاغلاق البلد لثلاثة أيام ثم اعادة فتحه، لكنها حتى الآن لم تتخذ أية اجراءات جدية على أرض الواقع، كتنظيم عمل مطار بيروت الذي يعد الباب الأول لدخول كورونا الى لبنان من خلال فتحه لأيام محددة في الإسبوع أمام الوافدين من الخارج، أو وضع خطة محكمة، بالتنسيق مع القوى الأمنية وتوزيعها في نقاط محددة واستراتجية على كل الأراضي اللبنانية، أولاً للرفع من وعي الشعب، و ثانياً لاجبارهم على حيازة معقم، ووضع الكمامة عن طريق توزيعها عليهم في الطرقات من دون اللجوء الى قانون الغرامات المالية، خصوصاً في ظل الأزمة الإقتصادية التي يمر فيها لبنان، في حين يرزح حوالي 50% من اللبنانيين تحت خط الفقر.

للاسف، كورونا لم تكن يوماً كذبة، و بالتأكيد ليست لعبة، وليست مزحة مضحكة، كما في رأي الكثير من اللبنانيين، الذين وفي الأسابيع القليلة الماضية، وبعد فوات الأوان شعروا بخطر وجدية هذا الفيروس الذي انتشر بسرعة خيالية بين اللبنانيين، مع تسجيله أكثر من 300 اصابة يومياً، حتى فاق اجمالي الإصابات أكثر من 8000 اصابة، وعدد الوفيات تخطى الـ100، واذا لم يتحل الشعب اللبناني بالوعي الكافي، ولم يلتزم بالتباعد الإجتماعي ووضع الكمامة، واذا لم تتخذ الدولة اللبنانية الإجراءات الصارمة وبسرعة فائقة، لن يبقى مواطن لبناني واحد في لبنان غير مصاب بكورونا، والمسألة مسألة وقت فقط.


مواضيع ذات صلة:

  1. هل تحول كورونا في لبنان الى ″غب الطلب″؟!… عزام ريفي

  2. ثورة 17 تشرين الأول ليست سوى نقطة في ″التسونامي″ المقبلة!… عزام غ ريفي

  3. طرابلس قسمان: قسم يختنق من العزلة.. وآخر يرى في التجول استهتارا!… عزام غ ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal