زلزال بيروت.. من سيعيد إعادة إعمار العاصمة؟… أحمد الحسن

تعجز الكلمات عن وصف ما حصل يوم 4 آب 2020 في عروس الدنيا بيروت التي اهتزت بانفجار ضخم وهائل وقع في مرفئها ووصلت ارتدادته الى عمق واطراف العاصمة فخلف دمارا مخيفا في الشوارع والابنية والسيارات وضحايا توزعوا في كل مكان حيث سقط اكثر من 150 شهيدا و5000 جريحا وعشرات المفقودين تحت الانقاض لم يعرف مصيرهم حتى الان.

كثيرة هي السيناريوهات التي تحدث عنها المعنيون حول فرضية ما حصل في مرفأ بيروت من ضربة اسرائيلية الى حريق مفتعل أو نتيجة أعمال الصيانة الى عمل أمني، ما أدى الى حريق في العنبر رقم 12 الذي يحتوي على مواد خطرة ومتفجرة تقدر بـ 2750 طنا من “نيترات الامونيوم”، لكن كل هذه السيناريوهات تصب في خانة واحدة، وهي الاهمال والفساد الذي سمح بتخزين هذه المواد الخطرة لـ 6 سنوات من دون حسيب أو رقيب..

تستمر العاصمة بيروت بلملمة جراحها، وسط غياب مؤسسات الدولة وأجهزتها وبمساعدة أبناء المناطق اللبنانية الذين اظهروا تكاتفهم من الشمال الى الجنوب فهبوا بكل مكوناتهم لمساعدة اهالي بيروت برفع الأضرار وتنظيف منازلهم وتأمين أماكن تأويهم.

لم يكن وحده الشعب اللبناني واقفا الى جانب بعضه البعض، بل منذ اللحظة الاولى لزلزال بيروت اندفعت الدول العربية والاجنبية لتسيير طائرات محملة بالمساعدات مع فتح جسور جوية بينها وبين لبنان.

وكان لافتا ان مشهد التضامن الدولي والعربي الذي ارتسم تحت عنوان: “المساعدات الانسانية” يبتعد بجدية عن اية تقديمات مالية لاعادة اعمار ما تدمر، ويعمد الى تقديم مساعدات عينية من ادوية ومعدات طبية ومستلزمات غذاية الى الشعب اللبناني وتحت اشراف سفارات الدول المعنية، مستبعدا الحكومة نتيجة لفقدان الثقة جراء الفساد المستشري بكل مفاصل الدولة.

في الحديث عن اعادة اعمار بيروت تقول مصادر ووفق احصاءات اولية ان “حجم الكارثة كبير جدا والاضرار التي خلفها الانفجار كلفتها كبيرة فهي تنقسم الى قسمين الاول اضرار المرفأ التي تتراوح بين الـ 10 الى 15 مليار دولار لاعادة النهوض بالشريان الاقتصادي الاساسي في لبنان، والقسم الثاني هو ترميم واصلاح المنازل واضرار السيارات حيث قدرت كلفتها حتى الان حوالي 5 مليارات دولار ما يعني ان بيروت تحتاج الى اكثر من 20 مليار دولار لتعود الى ما كانت عليه.

ليست المرة الاولى التي تدمر بها بيروت فقد مر عليها الكثير من الاحداث من الحرب الاهلية الى الاجتياح الاسرائيلي وغيرها من الاحداث وكان الحضن العربي والدولي مفتوحين للبنان، وكانت الاموال تنهمر لاعادة اعمار العاصمة، اما اليوم واضافة الى الازمة الاقتصادية العالمية معطوفة على أزمة جائحة كورونا تتهرب اغلبية الدول ممن كانت الحضن الدافئ للبنان والتي كانت مفتاح الدعم الدائم له وتكتفي بغطاء المساعدات الانسانية.

وقد ظهر ذلك جليا في زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي ورغم سعيه الكبير للمساعدة في اعلانه تنظيم مؤتمر دولي لمساعدة لبنان بالتعاون مع أميركا والبنك الدولي والاتحاد الاوروبي، فقد كرر على المسؤولين اللبنانيين ضرورة القيام بالاصلاحات التي تفتح الباب أمام المساعدات، ما يعني ان اعادة اعمار بيروت لن يكون سهلا في ظل هذه الطبقة السياسية الحاكمة التي هي اوصلت لبنان وعاصمته الى الدرك الأسفل من الانهيار.


مواضيع ذات صلة:

  1. التهريب الى سوريا ينشط في عكار.. ماذا عن تفاصيل المعابر؟… أحمد الحسن

  2. فضيحة جديدة في ″وزارة الطاقة″.. أين يذهب المازوت ″المدعوم″؟… أحمد الحسن

  3. عكار مهددة بكارثة.. كفى استهتارا بكورونا… أحمد الحسن


 

Post Author: SafirAlChamal