اهمال الدولة.. دمر بيروت… حسناء سعادة

صاروخ أم احتكاك كهربائي ام خطأ بشري أدى إلى الانفجار في مرفأ بيروت؟ ليس هذا هو السؤال لأنه مهما كان الجواب فإن الأكيد أن إهمال واستلشاق المسؤولين أدى إلى نكبة تشابه نكبة هيروشيما وربما أكبر لولا لطف العناية الإلهية.

من المسؤول عن تخزين 2750 طنا من نيترات الامونيوم الشديدة الخطورة في احد عنابر مرفأ بيروت هو السؤال الاساس فهل ستتم محاسبة هذا المسؤول ام ستتم لفلفة الامر على الطريقة اللبنانية بعد ان تم تدمير بيروت بفعل الاستهتار او ربما الجهل او الطمع؟

شهداء وجرحى واناس باتوا بلا مأوى، سيارات ومنازل متضررة، عائلات مفجوعة باحبائها منكوبة بارزاقها وسط وضع اقتصادي صعب بحيث لا يملك معظم المتضررين امكانية ترميم او استرجاع ما خسروه فيما خسارة العاصمة بيروت قد تتخطى مليارات الدولارات.

لطالما عاش اللبناني خائفا في بلده فهو يخشى الاقتتال الطائفي الذي دفع ثمنه باهظا، يخاف على بلده وعلى نفسه من حرب اسرائيلية ومن إرهاب يتحين الفرص، يخشى على جنى عمره وعلى مستقبله المهدد بشكل دائم، ينام على خوف ويستفيق على اخر ويشعر في كل لحظة انه شهيد، فهو قد يكون شهيد الطرقات التي تشبه اي شيء الا الطرقات، او شهيد انفجار ارهابي وربما شهيد اعتداء اسرائيلي.. اما ان يستشهد بسبب استلشاق واهمال فهذا لم يخطر على باله حتى في أسوأ كوابيسه. 

ست سنوات والمواد الخطرة تعيش بيننا مخزنة في العنبر رقم 12 في مرفأ بيروت، المرفأ الذي يعتبر درة الشرق وبوابة لبنان الى دول العالم والذي كان يجب حراسته برموش العين ولكن بفعل اهمال البعض تحول الى ركام وبات في خبر كان.

مراسلات وكتب وتقارير حول خطورة المواد ولم يحرك احد من المسؤولين ساكنا والمصيبة ان كانوا يدرون انما المصيبة اكبر ان كانوا لا يدرون.

اكثر من 130 شهيدا ونحو خمسة الف جريحا ومئات العائلات المشردة واضرار لا يمكن احصاؤها حتى الساعة ولم نسمع انه تم توقيف متورط واحد ولم نلمس جدية في التحقيقات في ابشع كارثة دمرت بيروت فيما ومن دون تحقيق فإن الجميع من دون استثناء يتحمل المسؤولية، لو كانوا يملكون ذرة طيبة وانسانية واخلاص كمثل تلك العاملة الاثيوبية التي لحظة الانفجار لم تخلص نفسها بل هرعت نحو ابنة رب عملها لاحتضانها وانقاذها، او كتلك الممرضة التي احتضنت الاطفال حديثي الولادة بدل تركهم لمصيرهم والاهتمام بحماية نفسها لكانوا تمكنوا من انقاذ الوطن، ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داوود؟.


مواضيع ذات صلة:

  1. رسالة من مواطنة لبنانية الى رئيس الجمهورية… حسناء سعادة

  2. زغرتا تزرع.. للاكتفاء الذاتي من الخضار في الأيام الصعبة… حسناء سعادة

  3. كلام بشظايا حارقة لـ فرنجيه.. هل وصلت الرسالة؟… حسناء سعادة


 

Post Author: SafirAlChamal