هكذا بدا المشهد في بيروت على وقع زيارة ماكرون… ديانا غسطين

على وقع زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، اكملت بيروت المنكوبة امس نفض غبار انفجار 4 آب المدمر عنها.

شبان وشابات من مختلف المناطق اللبنانية، يحركهم حب بيروت، كيف لا وهي التي حضنتهم ولما تزل، اجتمعوا في شوارع العاصمة المتضررة وعملوا جنباً الى جنب على رفع الركام والتنظيف.

شبان وشابات كشفوا وهن الدولة مجسدين القيم التي تربوا عليها من النخوة والمساعدة.

هذه الدولة التي يحاولون جاهدين ان يرفعوا اسمها في اقطار العالم في وقت لا تتوانَ هي عبر مسؤوليها عن حرمانهم من ادنى حقوقهم: العيش بأمن وامان.

فعن اي امن نتكلم؟

بالعودة الى يوم اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، وعلى اثر التفجير الآثم استقالت حكومة الرئيس الراحل عمر كرامي آنذاك، زُجّ بقادة الاجهزة الامنية في السجن ظلماً واوقف العديدون واستمرت التحقيقات على قدم وساق الى ان اضحت القضية في عهدة المحكمة الدولية.

والثلاثاء الفائت هز انفجار مروع مرفأ بيروت، دمر المدينة، حصد مئات الشهداء، آلاف الجرحى وعشرات المفقودين، ناهيك عن الاضرار الاقتصادية. والنتيجة: لا استقالة لحكومة حسان دياب الذي يرى انه “لا بديل له” وفق تعبيره، لم يتم توقيف اي شخص من المسؤولين عن المرفأ او الجمارك بل اكتفت الحكومة بوضعهم تحت “الاقامة الجبرية في منازلهم”. عفواً في قصورهم التي بنوها من المال المنهوب من جيوب الشعب.

هي مقارنة صغيرة بين ما قامت به الدولة لدى اغتيال رئيس حكومة سابق وبين ما تصرفت به هذه الدولة نفسها عندما دمرت عاصمتها واستشهد شعبها.

هو امتحان جديد يثبت فيه المسؤولين ان جل همهم هو انفسهم. فلم نرَ نائباً او وزيراً يعود جريحاً في المستشفى او يمشي في شوارع بيروت المدمرة متفقدا الاضرار ومستمعا الى مطالب الناس.

اذاً لقد جاء انفجار مرفأ بيروت ليؤكد ان لا معين للشعب اللبناني سوى الشعب اللبناني نفسه. فها هم اللبنانيون يتوحدون على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم لنجدة بيروت عساها تعود “ست الدنيا”.


مواضيع ذات صلة:

  1. الشعب السايب بيعلم الحكام ع الحرام!… ديانا غسطين

  2. حسن مقلد لـ″سفير الشمال″: الارباك إستثنائي.. ومقارنة بالأرقام وضعنا ليس مستحيلاً!… ديانا غسطين

  3. منتدى ″ريشة عطر″ يكرم الزميلة حسناء جعيتاني سعادة… ديانا غسطين


 

Post Author: SafirAlChamal