هل دفع لبنان مسبقاً الثمن الذي كان يُخطط له؟… مرسال الترس

لم يكن يدور في خاطري أنني سأشهد بأم العين دماراً في العاصمة اللبنانية يكون مشابهاً لما شهدته مدينة هيروشيما اليابانية قبل خمسة وسبعين عاماً. ولكن رب ضارة نافعة فإن الكارثة قد حصلت فيما كان لبنان على شفير حرب تجويعية وفقر، أعلنت عنها صراحة الولايات المتحدة الأميركية لأن  دولتنا التي نُكبت بالفساد لم تقم وزناً للشروط التي وضعها العم سام وفق رغبة الدولة الاسرائيلية. وفي وقت كان لبنان في خضم حرب صحية “ضاعت الطاسة” في من تسبب بها وكان يهيئ نفسه للدخول في مرحلة متقدمة من الوباء قد توصله إلى ما تمّ تسجيله في بعض الدول الأوروبية!

وبين هذه الحرب وتلك، كانت هناك مخاوف كبيرة من الإحتمالات السيئة لسيناريوهات تُعدها أجهزة مخابرات، منها المعادي ومنها المتآمر أو المتواطئ، لإجبار لبنان على السير في ما تم رسمه لخرائط منطقة الشرق الأوسط:

الأول: إستغلال ممنهج ومدروس لنطق المحكمة الدولية بالحكم النهائي باستشهاد رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري والتخوف من التداعيات المقلقة التي قد تلي، ولذلك زار قائد الجيش العماد جوزيف عون يوم الثلاثاء رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري الذي استقبل أيضاً مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان للبحث في التدابير والأجراءات الكفيلة بإستيعاب أي موقف خارج عن المألوف.

أما السيناريو الثاني فكان سعي إسرائيل لقصم ظهر حزب الله، إما بحرب مذهبية أو طائفية داخلية. وإما بحرب خارجية قد تتوسع إلى إقليمية لم يتأخر قادة كيان العدو بالتهديد بإرجاع لبنان خلالها وبنيته العامة إلى العصر الحجري.  

بالأمس تحقق حلم اسرائيل منذ إنشائها بتدمير مرفأ بيروت، وبانتظار التحقيقات التي يجري التعويل على نتائجها وعد الرئيس حسان دياب بمحاسبة المسؤولين عن الكارثة التي انقذته من أن يكون “خروف الأضحى” كما خطّطت بعض القيادات السياسية المتضررة من وصوله إلى السراي.

فهل يكون إنفجار بيروت الذي حوّلها إلى منكوبة، “الخروف” الذي إفتدى البلد الجريح مما كان يُرسم له من خطط دموية في الأقبية والدهاليز الدولية التي تقدم مصالحها على كل أعداد الجثث والجرحى الذين ليسوا بالنسبة لها سوى أرقام يمكن توظيفها في حسابات مصانع الأسلحة. وبالتالي يستطيع لبنان إلتقاط أنفاسه مجدداً والخروج من الهاوية التي إنزلق إليها معيشياً وصحياً نتيجة المساعدات الإنسانية والعروض الدولية بإعادة بناء ما تهدم وتضرّر؟. 


مواضيع ذات صلة:

  1. تجهيل الفاعل.. سيأخذ البلاد إلى الأسوأ… مرسال الترس

  2. مَن يتّهم مسيحيي لبنان بالعمالة لاسرائيل؟… مرسال الترس

  3. عندما تختلط ″الكورونا″ اللعينة بالاعتبارات الموبوءة!… مرسال الترس


Post Author: SafirAlChamal