متى ينتفض أبناء طرابلس للافراج عن مشروع ″نور الفيحاء″… غسان ريفي

يعلم القاصي والداني أنه لو قُيّض لطرابلس أن تشهد تنفيذ مشروع شركة ″نور الفيحاء″ الذي طرحه الرئيس نجيب ميقاتي قبل اكثر من ثلاث سنوات وأعد له كل الدراسات الفنية والقانونية المطلوبة، لكانت الفيحاء اليوم تنعم مع جوارها من المناطق بتغذية كهربائية 24 ساعة وبكلفة أقل بعشرين بالمئة من تعرفة كهرباء الدولة التي تحولت في الفترة الماضية الى عملة نادرة لم تستطع المولدات (الاشتراكات) أن تحل مكانها بسبب التقنين القاسي الذي إعتمدته هي أيضا، نظرا للانقطاع الدائم الذي وصل الى أكثر من 22 ساعة في اليوم.

يوم طرح الرئيس ميقاتي مشروع “نور الفيحاء”، عقد لقاء موسعا في دارته ضم كل فاعليات المدينة على اختلاف توجهاتهم السياسية انطلاقا من مسؤوليته وايمانا منه بطرابلسيةً المشروع وبأن التيار الكهربائي الذي سينتجه سيضيء للجميع بغض النظر عن الانتماءات والتوجهات.

لذلك سارع ميقاتي الى فتح الاكتتاب في المشروع لكي لا يكون لجهة واحده ولكي يشعر كل المكتتبين انهم شركاء فيه، ثم اخذ على عاتقه اعداد الدراسات القانونية والفنية التي اعيد تعديلها بناء على طلب وزارة الطاقة لتشمل جوار طرابلس، وليكون هناك دراسة متكاملة عن تغذية كهربائية شاملة لفتت انظار شركة كهرباء لبنان وشركة قاديشا اللتين اوصتا وزارة الطاقة بضرورة تنفيذ المشروع باسرع وقت ممكن نظرا للحاجة الماسة اليه ولكونه يستوفي كل الشروط المطلوبة، الا ان ملف المشروع دخل ادراج الوزارة واقفل عليه من دون اي مبرر سوى منع الرئيس ميقاتي من تأمين الكهرباء لمدينته، وقد عبر عن ذلك اكثر من وزير طاقة عندما ابلغ المعنيين بمتابعة المشروع بأنه يجب مراجعة جبران باسيل.

منذ ذلك الوقت والرئيس ميقاتي لا بعدم وسيلة ضغط من اجل الافراج عن “نور الفيحاء”، لكن الحقد السياسي على طرابلس وعدم وقوف ابناء المدينة الى جانب المشروع ودعمه عطل كل هذه الجهود.

واللافت ان البعض عملوا على قلب الاية، فبدل دعم المشروع لجأوا الى جعله منصة للهجوم على ميقاتي وابتزازه واتهامه بالتقصير لعدم قدرته على تأمين تنفيذ المشروع الذي من المفترض ان يشكل عامل جمع طرابلسي قيادة سياسية وشعبا لينتفضوا في وجه من يعطل هذا المشروع ويضغطوا في الشارع وصولا الى اقراره، لكن ذلك لم يحصل لا من قبل القيادات السياسية التي فكرت بمصالحها السياسية والانتخابية وقدمتها على مصلحة طرابلس، ولا على مستوى المواطنين المستفيدين منه والغارقين في انقساماتهم وخلافاتهم والذين رغم كل القهر والذل الذي واجهوه خلال الفترة الماضية وكل الظلم الكهربائي والتقنين الجائر لاصحاب المولدات لم يحركوا ساكنا تجاه مشروع “نور الفيحاء” الذي بحسب الدراسة المعدة له يحتاج الى تسعة اشهر ليبدأ بانتاج التيار الكهربائي.

تقول مصادر طرابلسية: ان الرئيس ميقاتي ادى واجبه كاملا على الصعيد الكهربائي فهو طرح مشروعا وأعد دراسته القانونية والفنية التي كلفت مبالغ طائلة وحصل على مباركة شركتي كهرباء لبنان وفاديشا وكذلك وزارة الطاقة التي خضعت للاملاءات السياسية بتعطيل المشروع، كما ضغط في السياسة باتجاه مواقع كثيرة، ما يجعل الكرة في ملعب الطرابلسيين الذين اما ان ينتزعوا مشروعهم بقوة الضغط الشعبي او ان يستكينوا للظلم والقهر ولبعض الغوغائيين الذين يقطعون الطرقات ليلا تحت عنوان الاحتجاج على التقنين من دون جدوى.

ويرى هؤلاء ان الرئيس ميقاتي ما يزال يتابع ازمة الكهرباء من كل جوانبها وان الاتصال الذي اجراه مع وزير الطاقة ريمون غجر عشية عيد الاضحى وشدد فيه على ضرورة اعادة النظر بساعات التغذية في طرابلس قد اثمر تحسنا ملحوظا في هذه التغذية بشهادة ابناء المدينة.


مواضيع ذات صلة:

  1. أوقفوا الموت المجاني في طرابلس!!… غسان ريفي

  2. ماذا تعني ″ساعدونا لنساعدكم″؟… غسان ريفي

  3. الدول الداعمة للبنان.. ″قلبي على ولدي وقلب ولدي على الحجر″!!… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal