عكار: غضب جراء قطع الطرق.. الوطني الحر يطالب بالاعتذار!… نجلة حمود

منذ  17 تشرين والطرق تقطع في عكار من دون أي مبرر، يتم قطعها من قبل ″الثوار″ بحجة رفع الصوت والمطالبة بالحقوق والغاء النظام الطائفي…

بعد ثمانية أشهر بات واضحا أن هذه الطريقة لا تجدي نفعا، وأن جل ما تحققه هو الامعان في الظلم والقهر اللاحقين بأبناء عكار على مختلف المستويات. اتضح أن أكثر المحافظات فقرا وحرمانا باتت تئن جوعا وظلما، وأن أهلها بلغوا مرحلة الكفر بحالهم، إن كان من السلطة السياسية الحاكمة التي تعاطت على مدار العقود الماضية مع أبناء عكار على أنهم ملحقين تابعين في ″الجيبة″، فلم تحقق أي مشروع إنمائي للمنطقة. أو ممن يدعون اليوم “الثورة” لتحصيل الحقوق فيمعنون في قطع الأنفاس الأخيرة عن أبناء عكار وطلابها الذين يعانون الأمرين على الطرق للوصول الى جامعاتهم وأعمالهم، ما يضع هؤلاء في نفس الخانة مع السلطة السياسية التي يدعون الانتفاض ضدها.

وفي وقت تزداد فيه الأعباء المعيشية بسبب الأزمة المالية والاقتصادية ووباء كورونا، يأتي قطع الطرق لمنع العكاريين من تحصيل رزقهم وكسب قوتهم عبر عزل عكار عن محيطها. أمام كل ذلك يبقى السؤال الأهم أين هي فاعليات عكار السياسية والدينية والاجتماعية؟ أين هم من كل ما يجري؟ لماذا هذا الصمت المريب؟ وكم هو عدد الذين يقطعون الطرق؟ ويصعّدون ويهددون؟ هل خلت عكار من الرجال؟، وهل بلغنا هذا المستوى الرديء؟ لماذا تراجع القوى والفاعليات الوطنية ولصالح من؟؟

ولماذا تتحرك القوى الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي عندما تقطع طرق بيروت وجل الديب، بينما تقف موقف المتفرج حيال ما يجري في عكار؟ وعلى من يثور الثوار؟ ولماذا لا يوجهون تحركاتهم باتجاه العاصمة مكان تمركز المؤسسات الرسمية والقضائية؟ وكيف يمكن لهؤلاء أن يطالبوا بحقوق طلاب عكار في الجامعة اللبنانية ويعمدون لقطع الطرق على طلابها في نفس الوقت؟.

بدا لافتا ظهر يوم أمس وأثناء تفاوض الجيش اللبناني مع من يقطعون الطرق عند أتوستراد المحمرة، احتجاجا على إصدار مذكرة توقيف بحق 11 شخصا على خلفية احتراق وتحطيم مكتب التيار الوطني الحر في عكار،  مناشدة أحد الثوار لأهالي عكار لمؤازرته ضد الجيش، في وقت أن مئات العكاريين ينتظرون وسط امتعاض وغضب على جانب الطريق اتمام الجيش لعملية فتح الطريق. أفلا يستدعي ذلك ممن يدعي الدفاع عن أبناء عكار أن يعيدوا التفكير في خطواتهم، فلو كان ما يتحدث عنه ثورة فعلا فلماذا لم يساندك الأهالي؟.

وكان قطع الطرق يوم أمس قد أدى الى حالة غضب عبر عنها عدد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، من مدراء مؤسسات رسمية وأطباء منعوا من بلوغ أماكن عملهم.  

وفي وقت أشار فيه المتحدث باسم الثوار غيث حمود الى أن هذا الاحتجاج هو بهدف ايصال الصوت لأن لا ثقة لهم بالقضاء اللبناني، وبالتالي لا يمكن لهم أن يمثلوا أمام القضاء، مؤكدا أن ما قاموا به كان ردة فعل على تصرف طائفي من قبل نائب التيار الوطني الحر زياد أسود. وبالرغم من أن حمود كان قد مثل أمام القضاء وتم الاستماع اليه وتركه الا أنه لايشجع رفاقه على الخطوة نفسها لأنه ببساطة مدعوم على حد تعبيره، ورفاقه لا حول لهم ولا قوة.

تصريحات الثوار إستدعت ردا من الناشط جمال خضر الذي أكد، “أن القانون هو من يحدد العلاقات بين الناس، ولا يجب على من يطلق على نفسه صفة الثائر أن يلجأ لأساليب أهل السياسه، مشددا على أننا جميعا ضد النهج الطائفي والطبقة السياسيه التى تتلطى خلف الطائفية البغيضة، لذلك من غير المقبول ان نستعمل نفس الأدوات عندما نحتاج للمواجهة”. 

وأضاف: “جميعنا نعلم أن أهل السياسة تدخلوا لاطلاق ثوار أو لوقف مذكرات صادرة بحقهم،  وكان الاجدر بهم البقاء في السجن على أن يقبلوا الواسطة. لافتا الى أنه مهما كانت الشعارات والمطالب يجب أن نكون تحت سقف القانون ومنذ 17 تشرين تم استدعاء المئات ولم يتم اثبات اي ظلم على احد، وهناك الكثير من المحامين والمرجعيات تقف الى جانب هؤلاء”.

ومساء عقد لقاء في المطرانية المارونية في عكار لاطلاق مبادرة  “كلنا أبناء عكار واحدة”، حيث جرى التاكيد على ضرورة تعزيز الروابط وحل الخلاف لعدم الاصطياد بالماء العكر، ولتعزيز المحبة والسلام والتسامح والعيش المشترك .

من جهتها أوضحت مصادر التيار الوطني الحر، “أن ما حصل من اعتداء وتكسير وحرق أعمال مدانة، ونحن لا نعمل على التجييش، ولم يصدر منا أي تصرف مزعج بحق أي مكون من مكونات عكار طوال مسيرتنا السياسية، بل على العكس كنا دوما الى جانب اهلنا وفي كل الظروف، مؤكدا أن ازدواجية المعايير أمر مرفوض، فكيف يمكن ان يعتدي علينا البعض، ويرفض المثول أمام القانون، بل ويرفض حتى الاعتذار، أفليس الاعتراف بالخطأ فضيلة بداية لتصحيح الأمور والحد الأدنى لقبول أي مبادرة مطروحة؟”.


مواضيع ذات صلة:

  1. في زمن الكورونا.. ما هو واقع المستشفيات الخاصة في عكار؟… نجلة حمود

  2. تجارة طبية في عكار.. مستوصفات وأطباء غير شرعيين!… نجلة حمود

  3. عكار: رؤساء بلديات الى القضاء بعد رفع الحصانة عنهم!… نجلة حمود


 

Post Author: SafirAlChamal