هو حكم القوي على الضعيف ينتصر من جديد. وآخر فصوله تجلى بطرد حوالي 800 موظف من مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت من عملهم.
كانت سرت اخبار بعد ظهر ذلك اليوم تفيد بوجود تعزيزات امنية كثيرة امام مبنى المستشفى ليتضح فيما بعد انها وجدت لمؤازرة الادارة خوفاً من اي ردة فعل قد يقوم بها الموظفون المصروفون.
هو مشهد الالم ظهر بكل صوره، فمن موظفة ليس لها من سند وتعيل والدتها المريضة بالسرطان، الى الاب الذي لم يعد لديه اي مورد رزق ليعيل ابناءه، الى الشاب الذي خانته دموعه فكانت ابلغ تعبير عن الوجع الذي يختلجه، والعداد مستمر.
هو مشهد الظلم اختصرته الدموع، فكيف بمن لديهم بعض الضمير ان يصرفوا هذا العدد من الموظفين من اعمالهم والبلد بل العالم كله في ازمة اقتصادية بفعل الاجراءات والتدابير التي فرضها فيروس كورونا؟
قد يكون لادارة المستشفى اسبابها التي دفعتها لاتخاذ هكذا قرار، ولكن كان يمكن تفادي كارثة كهذه بالاقتطاع من اوقات الدوام وحتى الرواتب الى ان تمر هذه الازمة على خير..
ليست مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت الاولى في اتخاذ هكذا قرار، ولن تكون الاخيرة. فالاوضاع المعيشية الصعبة وانفلات سعر صرف الدولار المستمر سيجبران المؤسسات من مختلف القطاعات على الطرد الجماعي للعمال.
اذاً، هي القصة نفسها في كل مرة، صاحب المال والسلطة ينتصر على الفقير الذي لولا عمله وكدّه لما كانت المؤسسات ازدهرت. كل هذا يحصل والحكومة في سبات عميق، لا تفعل شيئاً سوى الاجتماعات وتشكيل اللجان.
والى ان يستفيق اهل الحكم من سباتهم هذا، سيستمر الوضع على ما هو عليه وقد نجد انفسنا، مع الاسف، امام تفلت امني لم يسبق له مثيل لا سيما اذا لم تتحسن الاوضاع الاقتصادية للمواطنين.
والى ان يجيء اليوم الذي تنتصر فيه الحكومة لشعبها وتعمل على تحسين وضعهم “الله يعين الفقير”.
مواضيع ذات صلة:
-
الشعب السايب بيعلم الحكام ع الحرام!… ديانا غسطين
-
حسن مقلد لـ″سفير الشمال″: الارباك إستثنائي.. ومقارنة بالأرقام وضعنا ليس مستحيلاً!… ديانا غسطين
-
منتدى ″ريشة عطر″ يكرم الزميلة حسناء جعيتاني سعادة… ديانا غسطين
