هل يثمر ″الخبز والملح″ بين حسان دياب والسفيرة الأميركية؟… غسان ريفي

″ينفخ اللبنانيون على اللبن لأن الحليب كاويهم″.. حيث باتوا يتعاطون مع حكومة حسان دياب بكثير من الحذر المترافق مع الخوف، خصوصا أن كل ما أعلنته وإلتزمت به الحكومة رئيسا ووزراء ومصادر ومؤسسات حصل عكسه.

إنجازات الـ 97 بالمئة شكلت إخفاقات متلاحقة في السياسة والأمن والاقتصاد والمال، والتأكيد على أن الليرة بخير ترجم بجنون الدولار وبلوغه عتبة التسعة آلاف، والحفاظ على أموال المودعين في المصارف، كان كسراب يحسبه الظمآن ماء، والتشديد على تأمين العيش الكريم للبنانيين إنعكس طوابير ذل أمام الأفران والصيدليات ومحطات المحروقات والصرافين، ووعود تأمين الفيول أويل وتحسين التغذية إنقلبت مزيدا من التقنين والقاسي والعشوائي وصولا الى شبه عتمة، والتشدق بالسلة الغذائية المدعومة ما تزال في علم الغيب، أما إعلان الانتصار على كورونا فكان إعلاميا فقط، حيث شن الفيروس هجوما مرتدا عنيفا بدأ يهدد سلامة وصحة اللبنانيين.

كل ذلك يجعل المواطنين حذرين من الافراط في التفاؤل حيال أي قرار أو تصرف أو وعد حكومي بعدما لمسوا بأيديهم أنهم أمام حكومة أقوال وليس أفعال.

هذا الواقع ينطبق على اللقاء الهام الذي إستضافته السرايا الكبيرة وجمع رئيس الحكومة حسان دياب بالسفيرة الأميركية دورثي شيا التي كانت لفتت الأنظار بزيارتها الى الرئيس نبيه بري لمرتين خلال 24 ساعة، حيث تشير المعلومات الى أن ثلاثة ملفات تبحثها شيا مع بري وهي: ـ الملف الحكومي وكيفية إيجاد مخرج يؤدي الى تشكيل حكومة جديدة، إنطلاقا من تمسك أميركا بحكومة لا يسيطر عليها حزب الله.

ـ قانون قيصر وإمكانية حصول لبنان على إستثناءات معينة.

ـ ترسيم الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية.

وتقول هذه المعلومات: إن أكثر ما يشغل بال الرئيس بري هو قانون قيصر، وقد بحث هذا الأمر مع السفيرة الأميركية وطلب منها إستثناءات للبنان، فكان جواب السفيرة أن الأمور تحتاج الى طلب ترسله الحكومة اللبنانية في هذا السياق ويتضمن المواد التي تحتاجها، ليتم دراسة الأمر في الادارة الأميركية، فكانت مبادرة الرئيس بري بالتواصل مع رئيس الحكومة وتأمين إنعقاد اللقاء مع السفيرة شيا التي زارت السراي أمس بعد زيارتها الثانية الى عين التينة.

وعلى قاعدة “التزلغط للمعلاق” إنشغلت االسرايا بالزيارة الأميركية، وتعاطى حسان دياب مع ضيفته التي شن هجوما عليها قبل أيام وصولا الى إصدار قرار قضائي بمنعها من التصريح، بكثير من الحفاوة وصولا الى إستضافتها على مائدة الغداء لكي يكون بين الطرفين اللبناني والأميركي “خبز وملح”، ثم بالغت مصادر السراي ببث الأخبار الايجابية عن اللقاء الى وسائل الاعلام، موحية بتطابق في وجهات النظر بين الطرفين، وفي حصول الرئيس دياب من السفيرة الأميركية على بعض التعهدات التي ترتقي الى مرتبة المكاسب.

لا يخفي متابعون أن التجارب مع الحكومة ورئيسها غير مشجعة، وأن كل ما صدر عن السراي من أجواء ومعلومات لا يمكن الاعتماد عليها أو الركون إليها، بانتظار الترجمة الفعلية التي من المفترض أن تظهر نتائجها في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وفي منح لبنان إستثاءات وإعفاءات في قانون قيصر، وفي رفع جزء من الحصار المفروض على اللبنانيين لا سيما في منع الأوروبيين والخليجيين من القيام بأية مبادرة تجاههم.

ويبدي هؤلاء تخوفهم من أن تكون المعلومت المسربة من السراي هي وكالعادة لـ”ذر الرماد في العيون”، خصوصا أن السفيرة شيا لا تخفي رغبة إدارتها في تغيير الحكومة التي بنظر الأميركيين والأوروبيين لم تنجح في تليين موقف حزب الله حيال ما يطلبونه، كما لم يعط الحزب الحكومة أي ملف تستطيع من خلاله تقديم أوراق إعتمادها خارجيا وعربيا، ما يجعل الانطباع السائد لدى السفراء المعتمدين في لبنان بأنهم يتعاطون مع حكومة لون واحد بسيطرة حزبية.


مواضيع ذات صلة:

  1. طرابلس رهينة الفوضى.. و″ليس في كل مرة تسلم الجرة″!… غسان ريفي

  2. فيلم ″أكشن″.. من بطولة حسان دياب!… غسان ريفي

  3. رئاسة الحكومة في مهب التنازلات.. وميقاتي يقرع جرس الانذار!… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal