كورونا ينشر ذعره لساعات: المغتربون هم السبب؟… عبد الكافي الصمد

هل عاد لبنان إلى المربع الأول بما يتعلق بمساعيه لاحتواء فيروس كورونا، وهل فشلت كلّ الجهود التي بذلت طيلة الأشهر الماضية لهذا الغرض، وهل لبنان مقبلٌ على استفحال وتفشّي الفيروس أكثر في المرحلة المقبلة بسبب عدم جدّية الإجراءات وتراخي المواطنين، وما هي التدابير التي ستتخذ في هذه الحالة، وما هي التداعيات؟.

أسئلة كثيرة طرحت في السّاعات القليلة الماضية، محمّلة بالكثير من القلق والمخاوف من أن تكون الإصابات بالفيروس التي أُعلن عنها مقدمة لوصول الموجة الثانية من الفيروس، التي تمّ التحذير منها منذ مدّة، وعن أنّها ستكون أقسى وأخطر وأشدّ فتكاً بالمواطنين من الموجة الأولى التي ناهز عدد المصابين فيها، في العالم، حتى يوم أمس 12 مليون مصابا، والوفيات أكثر من 550 ألف شخصا.

صدمتان جعلتا اللبنانيين يمسكون قلوبهم بأيديهم خوفاً من أن تكون الإصابات بالفيروس مقدمة لتفشّيه على نطاق أوسع، وخروجه عن السيطرة، مع ما يشكّله ذلك من مخاطر ومخاوف على كلّ الصعد، واتساع رقعة الخسائر البشرية والمادية بسببه.

الصدمة الأولى كانت أول من أمس عندما أُعلن عن إصابة طالب في كلية الإعلام بالجامعة اللبنانية ـ الفرع الأول، ما دفع إدارة الكلية إلى إغلاق أبوابها أمام الطلاب كإجراء وقائي، إلى جانب تأجيل الإمتحانات إلى موعد آخر، الأمر الذي أثار إرباكاً كبيراً في الجامعة الأم، خشية أن تكون هذه الإصابة مقدمة لتفشّيه بين صفوف قرابة 50 ألف طالب منتسبين للجامعة في فروعها المنتشرة بمختلف المحافظات اللبنانية.

أما الصدمة الثانية فكانت يوم أمس، وهي ترافقت مع إرباك وتضارب في المعلومات حول أعداد المصابين وأسباب ارتفاعهم المفاجىء بشكل غير مسبوق، إلى حدّ أن عدد المصابين الذي سُجّل البارحة اعتبر الأكبر في لبنان منذ ظهور الفيروس فيه.

شرارة هذا الإرباك المشوب بالقلق والخوف والهلع الذي وصل إلى حدود الذعر في صفوف المواطنين، إنطلقت من تصريح لوزير الصحة حمد حسن، أعلنه خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع وزير التربية طارق المجذوب ورئيس الجامعة اللبنانية فؤاد أيوب، لما قال إنّ “عدد المصابين اليوم (أمس) سيكون صادماً، لأن هناك مغترب إختلط مع محيطه، وحضر عرس، وذهب إلى المسبح دون أن يأخذ الإحتياطات اللازمة، أو يلتزم بالحجر بعد عودته”.

ما كاد وزير الصحّة ينطق بالرقم “الصادم” الذي لم يكشف عنه في مؤتمره الصحافي، حتى انتشرت شائعات كالنّار في الهشيم، تحدث بعضها عن أنّ عدد الإصابات بلغ 173، جعل البلد يدخل مرحلة خطيرة من تفشّي الفيروس فيه، قبل أن تخرج مصادر وزارة الصحة لتضع حدّاً لهستيريا إستمرت ساعات قليلة، وتعلن أن الرقم المتداول “غير صحيح”، وأنّ “عدد الإصابات بالفيروس لا يتجاوز المئة”، ثم لتعلن في بيان رسمي أنّ عدد المصابين هو 66 فقط، 44 حالة محلية من بينها 33 تعود لمخالطين، و22 إصابة تعود لوافدين من دول الإغتراب ساحل العاج، نيجيريا، أثيوبيا، السعودية، الكويت والدانمارك، ليستقر العدد النهائي للمصابين على 2011 مصاباً، أمّا عدد الوفيات فما يزال متوقفاً عند 36 حالة وفاة.

هذا التطور الخطير كان دافعاً لدعوة كثيرين الحكومة إلى إغلاق مطار بيروت، بعدما تبين أن الوافدين من بلاد الإغتراب هم المتسبّب الأول بانتشار الفيروس، إضافة إلى اتخاذها إجراءات مشدّدة لضبط التراخي الذي ساد في الآونة الأخيرة، رسمياً وشعبياً، قبل فوات الأوان وعدم جدوى الندم.


مواضيع ذات صلة:

  1. إجراءات احتواء كورونا تتعثّر وتحذيرات من ″الأسوأ″ القادم… عبد الكافي الصمد

  2. إنهيار الليرة تأخّر سنتين.. والسّياسات الخاطئة تنذر بالأسوأ… عبد الكافي الصمد

  3. عالم ما بعد كورونا غير: ماذا عن لبنان؟… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal