وزارة الطاقة.. الناس بالناس والقطة بالنفاس!… غسان ريفي

أنهى ″أديسون″ وزارة الطاقة كل واجباته تجاه اللبنانيين، فشكل مجلس إدارة كهرباء لبنان، ثم شكل الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء كخطوة على طريق الاصلاح المطلوب دوليا لتقديم المساعدات المالية الموعودة، ونجح في توفير التيار الكهربائي 24 على 24 ساعة، وبدأ بعقد الاتفاقات مع الدول المجاورة لبيعها الفائض من الكهرباء لدى لبنان.

إطمئن على ملء خزانات المعامل بـ”الفيول أويل” وتأكد أنه ليس مغشوشا، ووضع حدا نهائيا لأزمة المازوت، ونجح في توفير مادة البنزين بأسعار مقبولة بما يرضي المستوردين والشركات وأصحاب المحطات والمواطنين.

وجد “أديسون” وزارة الطاقة أن لبنان بألف خير، فالأموال متوفرة بكميات كبيرة لتنفيذ المشاريع، والدولار عاد الى سعره الرسمي وهو مرشح لمزيد من الانخفاض، ولا أزمات إقتصادية ولا مالية ولا إجتماعية، الأمر الذي يفرض عليه التفتيش عن مزيد من الانجازات ليغني بها عهده “الميمون”، فوجد أن يفتح حوارا حول “مشروع سد بسري” الذي لا يكلف الدولة سوى بضعة مئات من ملايين الدولارات، لاقناع المعترضين بضرورة تنفيذه، فوجد أنه يحاور نفسه ومن يلف لفّ تياره البرتقالي، بعدما وجه له المعترضون على المشروع صفعة بعدم حضورهم اللقاء، وهي من المفترض أن تجعله يستفيق على واقع البلد المأزوم الذي لا يحتمل إهدار مبالغ من هذا النوع على مشروع سد يتوافق كل الخبراء البيئيين على أنه “لزوم ما لا يلزم”، بل على العكس فإنه سيلحق أضرارا كارثية بالمنطقة، خصوصا أن الموقع غير صالح لتخزين المياه بسبب طبيعة أرضه المعرضة للانهيارات.

اللقاء الحواري الذي عقد في السراي الحكومي أثار إستغراب الكثيرين، ففي الوقت الذي يطرق فيه الجوع والفقر والبطالة أبواب اللبنانيين، وفي الوقت الذي يعجز فيه “أديسون” وزارة الطاقة عن تأمين التيار الكهربائي لأكثر من ست ساعات في اليوم، ويتخبط في قضايا الفيول المغشوش، وتأمين الكميات المطلوبة، وتوفير مادة المازوت وحل معضلة البنزين، يطل على اللبنانيين بمشروع خلافي يُغرق البلاد في مزيد من الديون،وكأنه يعيش على كوكب آخر، لا يرى سوى ما يراه رئيس تياره الذي يصّر على تنفيذ هذا المشروع الذي تفوح منه بحسب المعترضين “روائح فساد وسمسرات وهدر وغير ذلك”.

إذا كان وزير الطاقة مضطرا لتلبية رغبات رئيس تياره ولتجاوز كل أزمات وزارته والبلد، فأين رئيس الحكومة حسان دياب الذي فتح السراي الحكومي لهذا اللقاء الحواري، في الوقت الذي يفترض به أن يفتح قاعات السراي على مدار ساعات النهار لحلقات الحوار والنقاش حول الأزمات الراهنة وكيفية الخروج منها.

هل فكر دياب في أن يعقد لقاء حواريا حول أزمة المستشفيات التي تتجه للاقفال خلال ثلاثة أسابيع من اليوم، أو حول أزمة الخبز وسعره الذي يتجه صعودا؟..

وهل فكر دياب في أن يعقد مؤتمرا حول مكافحة الفقر الذي يرخي بظلاله القاتمة على المواطنين، وإيجاد الحلول لأكثر من نصف سكان لبنان، أو حول كيفية تأمين الدواء للمرضى، أو مواجهة سائر الأزمات التي تتوالد يوميا في ظل حكومة لم يأخذ منها اللبنانيون حتى الآن سوى الكلام وتنفيذ أجندات التيارات السياسية الراعية لها.

لا شك في أن فتح حسان دياب أبواب السراي للقاء حواري حول سد بسري هو موافقة ضمنية على تنفيذه، إرضاء لجبران باسيل المتحمس للمشروع، الأمر الذي يذكر بعودة الحكومة عن قرارها بوقف العمل في معمل سلعاتا في قصر بعبدا تحت ضغط رئيس الجمهورية بطلب من باسيل، ما يؤكد بما لا يقبل الشك أن حسان دياب يعمل جاهدا على تحقيق رغبات التيار البرتقالي ويضعها في سلم أولوياته، أما سائر الأزمات فيمكن أن تنتظر!…


مواضيع ذات صلة:

  1. طرابلس رهينة الفوضى.. و″ليس في كل مرة تسلم الجرة″!… غسان ريفي

  2. فيلم ″أكشن″.. من بطولة حسان دياب!… غسان ريفي

  3. رئاسة الحكومة في مهب التنازلات.. وميقاتي يقرع جرس الانذار!… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal