بعض الأحزاب المسيحية على حافة الطريق مرة أخرى!… مرسال الترس

يبدو واضحاً أن بعض مهندسي الأحزاب المسيحية التي يتركز وجودها في ″المناطق الشرقية″ من بيروت وتحديداً ″الكتائب″ و ″القوات اللبنانية″ وبعض المجموعات الصغيرة التي تتلقى الأوامر منهما، لم يتعلموا من تجارب الماضي الحديث الذي بدأ يتظهّر منذ ما بعد استقلال لبنان أي في العقود السبعة المنصرمة. حيث أن هذه الأحزاب ومنظرّيها كانوا يراهنون دائماً على دعم الخارج لكي يرسخوا حضورهم عبر رفع يافطة “الحفاظ على مسيحيي لبنان وأحياناً الشرق″، ليدخلوا منتسبيهم ومناصريهم في حروب وصراعات، بناء على إشارات ذلك الخارج الذي لديه دائماً مصالحه، فينتهي الأمر بترك تلك الأحزاب وأتباعها على قارعة الطريق ليفتشوا عن عابر جديد يتمسكون بأطراف ثوبه.

الثابت أنهم لم يحسنوا يوماً قراءة الأحداث والتطورات كما يجب، ولذلك كانوا دائماً يدفعون الأثمان التي غالباً ما تكون اكبر من قدراتهم، وتؤدي بهم الى الوراء عقوداَ أو ربما تحد من نفوذهم في الدولة، وهذا ما يتكرر اليوم. فها هم يراهنون على الولايات المتحدة الأميركية (ومن يتحالف معها) كملجأ يمكن الركون إليه، فيما هي تضع نصب عينيها فقط المصالح الاسرائيلية في هذا الشرق تلبية لمتطلبات اللوبي الصهيوني المتحكم بمفاصل عديدة من الانتخابات على أرض العم سام، ولذلك سيجدون أنفسهم يحصدون الخيبة كما حصل معهم في محطتين لافتتين على الأقل خلال العقود الأربعة المنصرمة:

المحطة الأولى عام 1982 عندما راهنوا على الأميركي والأسرائيلي كي يزيح عنهم الكابوس الفلسطيني، فسقط الرهان عندما جَرّت اميركا ذيول خيبتها بعد إنفجار ثكنتها العسكرية على طريق المطار، وعندما ظهرت حقيقة رهاناتهم تركتهم إسرائيل يحاولون إزالة اشواكهم في الجبل، وصولاً إلى إنسحابها المُذل عام الفين. وبقي الوجود الفلسطيني حيث ما زالت إسرائيل واميركا تسعيان لتوطينهم في لبنان.

والمحطة الثانية عام 2011 عندما دغدغت أحلامهم بسقوط النظام في سوريا خلال أسابيع أو أشهر، فوضعوا  مع حليفهم تيار المستقبل كل ما يملكون من بيض في سلة المعارضة السورية التي وُجدت برغبة أميركية، وها هي واشنطن لم يعد في حسابها إسقاط النظام بل الحصول على موطئ قدم يخدم اسرائيل أو يخدم مصالحها النفطية والاستراتيجية. وهم يتفرجون من على قارعة طريق الشرق.

واليوم يراهنون استناداً الى وعود اميركية على انهاء وجود حزب الله في لبنان، فيسارعون إلى إظهار عضلاتهم عبر إنتشار “مدني بغلاف عسكري” كإختبار تقديم عروض وإثبات وجود. وغداً بالتأكيد سيحصدون الريح وهم على قارعة طريق الشرق الأوسط، بعد أن تبلع اميركا هذا المفاعل النووي، أو تلك الصواريخ الدقيقة، فتبيع وتشتري، ويعود الشباب للوقوف على قارعة طريق الإنتظار المشوّش الأفكار كالعادة.


مواضيع ذات صلة:

  1. تجهيل الفاعل.. سيأخذ البلاد إلى الأسوأ… مرسال الترس

  2. مَن يتّهم مسيحيي لبنان بالعمالة لاسرائيل؟… مرسال الترس

  3. عندما تختلط ″الكورونا″ اللعينة بالاعتبارات الموبوءة!… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal