ميشال عون وحسان دياب.. يسكنان في طرابلس؟!… غسان ريفي

لم تعد مفهومة هذه التحركات الاحتجاجية العشوائية والغوغائية لما يسمى بـ″الثوار″ في طرابلس التي يبدو أن مؤامرة تدميرها وعزلها وتشويه صورتها والاساءة الى أهلها، تُنفذ بأيدي أشخاص يحسبون أنفسهم عليها ومن أبنائها وهي منهم براء، خصوصا أن أبناء الفيحاء لا يمكن أن يسيئوا إليها ولا الى مؤسساتها ولا الى مصارفها ولا الى أبنائها، كما لا يمكن أن يعتدوا على الأملاك العامة والخاصة.

يمكن القول إن الثورة على رغم حاجة الناس الموجوعين إليها، إلا أنها بدأت تفقد مضمونها وأهدافها بعدما تحولت الى مجرد تمضية وقت أو تسلية لأشخاص وصبية عاطلين عن العمل يتنافسون في قطع الطرقات وإشعال الاطارات وإذلال الناس وسجنهم في سياراتهم من دون أن يكون لعملهم أي نتيجة أو تأثير على مستوى الدولة والحكم والحكومة، فلا عددهم يلفت أنظار المعنيين حيث يقتصر على العشرات، ولا التصرفات والتعبير عن الغضب بهذه الطريقة يزعج أركان الحكم أو ينعكس سلبا عليهم، ولا الشعارات والمطالب على أحقيتها تجد آذانا صاغية على بعد أكثر من 80 كيلومترا.

في كل مرة يريد “ثوار المناسبات” التعبير عن غضبهم من الوضع الاقتصادي المزري وجنون الدولار والغلاء الفاحش، يعمدون الى “فش خلقهم” بطرابلس، المدينة التي تجاهد من أجل البقاء على قيد الحياة ومواجهة التحديات التي تحيط بها من كل جانب، فبعد ليلة تحطيم الممتلكات وما رافقها من مخاطر، شهدت المدينة يوم أمس حالة من الفوضى غير المسبوقة لجهة التوغل في أحيائها الداخلية لقطع الطرقات والأزقة فيها في خطوة لم يجد أحد لها أي تفسير، خصوصا أن رئيس الجمهورية ميشال عون لا يسكن في تلك الأزقة الطرابلسية، ورئيس الحكومة حسان دياب لا يقيم بين شارع عزمي والزاهرية، وأيضا جبران باسيل لا يسلك مستديرة “بستاشيو” في الميناء للوصول الى منزله أو مقر حزبه، ووزراء الحكومة لا يجتمعون في ساحة التل ليصار الى منعهم من التلاقي.

وكل هؤلاء لا يهمهم ما يجري في طرابلس، فلا رئيس الجمهورية يأبه لقطع الطرقات في المدينة، ولا رئيس الحكومة ينزعج من رمي النفايات ومستوعباتها في الشوارع، ولا أي من المسؤولين أو الوزراء يشعر بدخان الاطارات المشتعلة أو يحمل همّ ما قد يحصل من تخريب وإعتداءات بلغت ذروتها أمس خصوصا أنها تجاوزت الاعتداء على الأملاك الى الاعتداءات اللفظية والجسدية على المواطنين الذين حاولوا كسر الطوق المفروض عليهم للوصول الى أعمالهم أو منازلهم.

 هذا يعني، أن ما يجري في العاصمة الثانية يستهدف أهلها، ويسعى الى النيل من إقتصادها وحركتها التجارية وصورتها وسمعة أهلها، فالاضراب مشروع، والتعطيل جائز، والتظاهرات مطلوبة لايصال الصوت، والاعتصامات ضرورية للفت الأنظار، لكن لماذا يتم قطع الطرقات؟ وعلى من يتم قطعها؟، هل يمر مسؤول واحد في طرابلس لكي يُمنع من المرور؟.. ثم، لماذا إحراق الاطارات في الأحياء؟، وهل بدخول الدخان الأسود الى المنازل وخنق الناس تسقط الحكومة ويتراجع سعر الدولار؟، وهل برمي المستوعبات ونشر النفايات وإحراقها في الشوارع وتحت الأبنية تتم مواجهة العهد وأركانه؟، وهل بالسموم التي تكاد تقضي على المواطنين لا سيما أصحاب الأمراض المزمنة منهم يكون الرد على الحرمان الذي تعاني منه المدينة؟.

ما يحصل هو المؤامرة بعينها على الثورة التي باتت تحتاج الى ثورة لتصحيحها ولاعادة تفعيلها لتحقيق الأهداف التي إنطلقت من أجلها، وكل شيء غير ذلك هو لمصلحة الطبقة الحاكمة الجاثمة على صدر هذا الشعب المسكين!.


مواضيع ذات صلة:

  1. طرابلس رهينة الفوضى.. و″ليس في كل مرة تسلم الجرة″!… غسان ريفي

  2. فيلم ″أكشن″.. من بطولة حسان دياب!… غسان ريفي

  3. رئاسة الحكومة في مهب التنازلات.. وميقاتي يقرع جرس الانذار!… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal