صواريخ الديمان هزّت أركان حوار بعبدا؟… مرسال الترس

تصارعت الأفكار والمواقف خلال الأيام العشرة الأخيرة منذ اللحظة التي ولدت فيها فكرة عقد مؤتمر وطني في بعبدا  كمقر رسمي لا يُفترض أن يُشكّل حساسية لأي من الأفرقاء وباعتباره بيتاً لكل الشعب اللبناني، وبخاصة أن لقاءات أخرى قد شكلت خيبة أمل للمواطنين لأنها لم تقدّم لهم سوى الكلام والاجتماعات التي لا تطعم خبزاً إذا لم تقترن بأفعال ملموسة.

ففي حين كانت بعبدا تتلقى “الطلقات التحذيرية” من العديد من رؤساء التيارات والأحزاب ورؤساء الكتل النيابية ووضع الشروط المتفاوتة حول ما يجب أن يكون عليه الحوار المنتظر حتى يقررون المشاركة فيه أو عدم تلبيته، جاءت لافتة جداً نوعية “الصواريخ الباليستية” التي أطلقها البطريرك الماروني بشارة الراعي من الديمان في قضاء بشري بُعيد وصوله إلى المقر الصيفي للبطريركية.

فقد وافق سيد بكركي بعض المدعوين إلى الحوار بوجوب تأخير موعده لوضع الأسس التي تكفل نجاحه وكأنه يتبنى تلك الطروحات، حيث قال: “الدَّعوة مشرّفةٌ لمن توجَّه إليه. أمَّا أن تعقَد في الموعد المحدَّد أو أن تُرجأ لفترةٍ إعداديَّة ضروريَّة، للذَّهاب إلى جوهر المشكلة وطرح الحلّ الحقيقيّ بعيدًا عن الحياء والتَّسويات والمساومات، وإلى إصدار وثيقةٍ وطنيَّةٍ تكون بمستوى الأحداث الخطيرة الرَّاهنة”.

ولم يكتف البطريرك الراعي الذي سُجلت له عظات عالية السقف في السنوات الثلاث الأخيرة بإقتراح التأجيل، نظراً لعدم إقتناعه بما تضمنت الدعوة إليه، فدعا إلى مصالحة لبنان مع محيطه العربي، حيث شدد غبطته على ضرورة “وضع وثيقةٌ ترسُمُ خريطة طريقٍ ثابتة تتضمَّن موقفًا موحَّدًا من القضايا التي أدَّت إلى الإنهيار السِّياسيّ والماليّ والاقتصاديّ والاجتماعيّ، وإلى الانكشاف الأمنيّ والعسكريّ، وثيقةٌ تُصوِّب الخيارات والمسار، وتُرشِد الحكومة، وتُطلِق الاصلاحات، وتُعيد لبنان إلى مكانه ومكانته، فيتصالح مع محيطه العربيّ ويستعيد ثقة العالم به”.

لكن الراعي لم يوح إذا كانت سوريا من ضمن هذا المحيط وهي الوحيدة التي لديها حدوداً برية مفتوحة مع لبنان، فيما هي تستعد لمواجهة قانون “قيصر” الأميركي الذي يهدف إلى خنقها كي تستسلم للأستراتيجيات الأميركية – الأسرائيلية.

 إضافة إلى ذلك لفت الراعي إلى وجوب أن لا يكون الحوار المنتظر مشابهاً لما سبقه، وكأنه يشكك بالنتائج سلفاً حيث أطلق الصرخة التالية: “أيُّها المسؤولون السِّياسيُّون، إنَّ شابَّات لبنان وشبَّانه المنتشرين في الشَّوارع والسَّاحات، يريدون من لقاء بعبدا جوابًا على حاجاتهم وقلقهم ومخاوفهم ومصير مستقبلهم ووطنهم. فلا تُخيِّبوا آمالهم… وإن كان ثمَّة مِن بصيص أملٍ عند شعبنا الجائع والفقير والعاطل عن العمل، فلا تُطفئوه”.

البعض يرى أن البطريرك الراعي كان قاسياً في توجيه “صواريخه” التحذيرية!، والبعض الآخريتساءل: “هل هناك من يشعر بـ”القوة التدميرية” لتلك الصواريخ التي تزامنت مع عدم تلبية الدعوة إلى بعبدا من قبل رؤساء الحكومات السابقين؟.


مواضيع ذات صلة:

  1. تجهيل الفاعل.. سيأخذ البلاد إلى الأسوأ… مرسال الترس

  2. مَن يتّهم مسيحيي لبنان بالعمالة لاسرائيل؟… مرسال الترس

  3. عندما تختلط ″الكورونا″ اللعينة بالاعتبارات الموبوءة!… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal