ميقاتي يحصّن طرابلس.. بالسياسة والأمن

خاص ـ سفير الشمال

رسم الرئيس نجيب ميقاتي يوم أمس خطا أحمر حول أمن طرابلس وسلامة أهلها، فرفع سقف الضغط والاتصالات الى أعلى المستويات، محملا المسؤولية الى من يعنيهم الأمر، داعيا إياهم الى القيام بواجبهم في حماية العاصمة الثانية في لبنان وممتلكات أبنائها التي تعرضت لاعتداءات غير مبررة على أيدي غوغائيين” خارجين على القانون ليلة أمس الأول.

بالأمس تخلى الرئيس ميقاتي عن الهدوء الذي لطالما تميز به حتى في أصعب وأحلك الظروف، وعندما كان يتم التظاهر أمام دارته أو مكاتبه ويحاول بعض الموتورين الاعتداء عليها أو تحطيم كاميرات المراقبة فيها، كان يردد دائما “لا شيء يستأهل، هناك صرخة وجع علينا جميعا أن نتفهمها ونستوعبها”، لكن ما رضيَ به ميقاتي لنفسه، رفضه وإنتفض عليه عندما طال أبناء مدينته الذين يعتبرهم أمانة في عنقه، حيث كان حاسما جدا في موقفه عندما قال: “يوم تعرضت منازلنا للإعتداء سكتنا، أما اليوم وبعدما تعرّضت ممتلكات الناس للإعتداء فلن نسكت”.

هذا الكلام، ترجمه ميقاتي بمروحة واسعة من الاتصالات بدأها بالسياسة من خلال التواصل مع نواب وقيادات طرابلس بهدف تنسيق المواقف وتوحيد الكلمة وتحمل المسؤوليات وتحميلها بإسم المدينة الى من يعنيهم الأمر، ثم تبعها بالأمن عبر التواصل مع وزير الداخلية محمد فهمي وقائد الجيش العماد جوزاف عون وطالبهما بإسم قيادات طرابلس بضرورة تكثيف عديد القوى الأمنية والعسكرية في المدينة لمنع أعمال الشغب والاعتداءات، إضافة الى التأكيد على أن “الجيش يحظى بدعم أبناء طرابلس وكل القوى السياسية في المدينة لاتخاذ كل الإجراءات للحفاظ على أمن طرابلس وأهلها وردع المخلين بالأمن بحزم”.

وشدد ميقاتي على أن “طرابلس رغم كل ما يصيبها، متمسكة بسلطة الدولة وحماية المؤسسات الأمنية الشرعية من جيش وقوى أمن وترفض كل محاولات الدفع باتجاه مشاريع الأمن الذاتي، والمطلوب في المقابل أن تتحمّل الدولة ومؤسساتها الأمنية مسؤولياتها كاملة تجاه المدينة”.

كذلك، كان هناك تواصل مع رئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير، حيث أصر ميقاتي على طمأنة أبناء طرابلس المتضررين بأن الهيئة ستكشف على الأضرار إعتبارا من بعد ظهر اليوم الثلاثاء تمهيدا لدفع التعويضات اللازمة في أقرب وقت ممكن.

يبدو واضحا من الحركة السياسية والأمنية والاجتماعية اللافتة للرئيس ميقاتي أمس، أنه يعقد العزم على متابعة التفاصيل الدقيقة لما يحصل في طرابلس، ولما ستنجزه القوى الأمنية والقضائية من تحقيقات، وللتأكيد في الوقت نفسه أن المدينة غير متروكة وأنه مستمر بالوقوف الى جانب أهلها والدفاع عنهم مهما كانت الظروف.

Post Author: SafirAlChamal