الحريري ـ جعجع.. تفريغ ″القلوب المليانة″!!… غسان ريفي

تأخر الرد العنيف من الرئيس سعد الحريري على رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع كثيرا، ربما لأن ″الحكيم″ كان يتلافى إستفزاز ″زعيم المستقبل″ حفاظا على ″شعرة معاوية″ معه، أما وقد طرق جعجع الباب في مقابلته مع صحيفة ″الأهرام″ فكان من المفترض أن يسمع الجواب الذي جاء قاسيا من الحريري.

تشير المعطيات الى أن القضية هي قلوب إمتلأت الى حدود الانفجار، ولم تجد من يقوم بإيجاد تنفيسة لها على مدار الفترة الماضية، وخصوصا لدى الحريري الذي بات لديه تراكمات على ما يعتبره  أكثر من دق نقص من الحكيم تجاهه، بدءا من أزمة إحتجازه في السعودية وموقف جعجع منها، حيث هدد الحريري بعدها بـ بق البحصة لكنه لم يفعل نتيجة تدخلات من بعض سعاة الخير، فاحتفظ بهذا الجرح الذي أعيد فتحه مع رشة ملح قواتية عند تشكيل الحكومة وقيام جعجع بقطع طريق السراي الحكومي أمام الحريري بعدم تسميته، الأمر الذي رفع من منسوب الغضب لديه وإزداد مع الانهيار الاقتصادي والمالي الحاصل.

يعتبر الحريري أنه تلقى ضربة في الصميم من جعجع وقواته، وأنه كان قادرا على إحداث فرق لو ترأس الحكومة الحالية باستدراج الأوروبيين وتحديدا الفرنسيين للبدء بتنفيذ مقررات مؤتمر “سيدر” والتي من شأنها أن تحد من الانهيار الحاصل، محملا مسؤولية ذلك الى القوات التي فاجأته برفض تسميته وسحب الغطاء المسيحي منه.

في المقابل، لم يستطع جعجع أن ينسى التحالف الى حدود التماهي بين الحريري وجبران باسيل، والذي وضع القوات على هامش الحياة السياسية خلال الحكومة السابقة، خصوصا أن الحريري غرق بباسيل والرئيس ميشال عون على حساب من يفترض أنه حليفه في ظل إنهيار تفاهم معراب، كذلك فإن جعجع كان على قناعة بأن وصول الحريري الى رئاسة الحكومة هو إستدراج له من قبل قوى 8 ذار للتمترس وراءه تماما كما كان حاصلا في الحكومة السابقة، وهذا أمر برأي جعجع يضر بالحريري وحضوره السياسي والشعبي.

ما إعتقده جعجع صرّح به الى صحيفة الأهرام المصرية، فأعاد فتح جرح الحريري الذي عبر عن وجعه بتغريدة قاسية بحق جعجع الذي تختلف نظرته للأمور مع نظرة الحريري.

تشير مصادر سياسية مطلعة الى أن تغريدة الحريري لا تعني قطيعة كاملة مع جعجع، بل هي أقرب الى تفريغ “القلوب المليانة”، خصوصا أن الرجلين بحاجة الى بعضهما في ظل الاصطفافات السياسية القائمة، لذلك فإن الاتصالات بين الوسطاء لم تتوقف حتى بعد التغريدة، وقد أثمرت عن سحب تغريدة النائب سامي فتفت بطلب من الحريري والذي إجتهد فيها من منطلق شخصي بشن هجوم على القوات، في حين لم يصدر عن القوات أي تغريدات أو ردات فعل تجاه الحريري أو المستقبل.

يقول متابعون: إن هذا الاهتزاز الذي ضرب علاقة الحريري بجعجع ربما يكون مناسبة لوضع أمر الخلافات على طاولة البحث، وإعادة وصل ما إنقطع بينهما إنطلاقا من تحالف الضرورة في الظروف الراهنة.


مواضيع ذات صلة:

  1. رئاسة الحكومة في مهب التنازلات.. وميقاتي يقرع جرس الانذار!… غسان ريفي

  2. الكل في الشارع المسيحي.. مأزوم!… غسان ريفي

  3. صراع سعد وبهاء يهدد الحريرية السياسية.. ويقدم خدمة للخصوم!!… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal