ساعات أخيرة قبل إنتهاء ولاية الشعار.. الكرة في ملعب مفتي الجمهورية… غسان ريفي

هي ساعات أخيرة قبل إنتهاء ولاية مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار وتسليم مهام تسيير شؤون الافتاء الى أمين الفتوى الشيخ محمد إمام إنفاذا لقرار مفتي الجمهورية عبداللطيف دريان الذي جعل التمديد الثاني للشعار لمرة أخيرة، حيث لا يحتاج الأمر الى أي قرار بل من المفترض أن تسير الأمور بشكل تلقائي مع إنتهاء يوم 31 أيار أي منتصف ليل يوم غد الأحد.

لا يختلف إثنان على أن الساعات المتبقية هي مفصلية، كونها تتعلق هذه المرة بهيبة وحضور دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية، حيث يتطلع كثيرون الى أن يكون المفتي دريان حارسها وحاميها من أية تدخلات سياسية أو غير سياسية من شأنها أن تضعفها أو تفقدها وزنها وتأثيرها، خصوصا أن الطائفة السنية اليوم مفجوعة برئاسة الحكومة والضعف الذي يسيطر عليها، وهي لا تحتمل فاجعة ثانية في المؤسسة الدينية الأم، التي تعتبر البقية الباقية لهذه الطائفة. 

لذلك فإن الكرة ستكون في ملعب المفتي دريان الذي في حال أصر على تنفيذ قراره، فإن أحدا لن يستطيع أن يلومه أو أن يقول له “محلا الكحل بعينك”، خصوصا أن حيثيات التمديد الثاني الذي لم يترك الشعار بابا سياسيا إلا وطرقه للحصول عليه، أظهر بما لا يقبل الشك بأن المفتي دريان أعطاه جرعة من “تطييب الخاطر” مدتها خمسة اشهر فقط، شرط أن تكون هذه المرة نهائية، لكن يبدو أن الشعار إستطيب الأمر وعاد الى طرق الأبواب والتوسل بالسياسة، متناسيا أن دار الفتوى مؤسسة أم لأكبر طائفة في لبنان، وهي محكومة بمهل دستورية وقوانين وأنظمة، وليست مؤسسة خاصة يمكن لأي مرجعية أن يتحكم بها وبقراراتها.

أما في حال رضيَ المفتي دريان بكسر قراره ومنحَ تمديدا ثالثا للشعار خلافا للقوانين المرعية، فإن ذلك سيؤدي الى وضع دار الفتوى في دائرة الاستهداف، حيث ستواجه العديد من الاتهامات بالانحياز السياسي لطرف دون أطراف أخرى، وبخرق القوانين وعدم إحترام المهل، كما سيسأل صاحب السماحة عن كسر قراره غير المبرر، كما سيفتح ذلك الباب على مصراعيه أمام المصطادين بالماء العكر الذين يتحينون الفرصة لتصفية حساباتهم مع دار الفتوى ومع المفتي دريان الذي يشكل المرجعية الدينية السنية في لبنان ولن يقبل أي كان بأن يتعرض لأي إساءة.

ثمة إستغراب كبير جدا في طرابلس والشمال وبيروت وصيدا والبقاع من سلوك الشعار الذي يسعى وراء التمديد الثالث بأي ثمن ومهما بلغت التضحيات أو التنازلات أو الاساءات التي ترجمت أمس من خلال الوقفة الاحتجاجية التي تفذت امام دار الفتوى في طرابلس رفضا للتمديد، حيث هتف المحتجون بأعلى أصواتهم “يلا إرحل يا شعار” الأمر الذي شكل سابقة خطيرة تسيء الى مقام مفتي طرابلس، خصوصا أن المحتجين هددوا بالتصعيد ما يعني أن الاساءات ستتواصل وتتنامى.

هذا الأمر يستدعي (بحسب كثير من المطلعين) من الشعار تطبيق القاعدة الشرعية التي تقول “درء المفسدة يتقدم على جلب المصلحة”، فإذا كان التمديد سيجلب له مصلحة فإن الاساءات التي قد تتعرض لها المؤسسة الأم ومقام الافتاء جراء هذا التمديد ستكون تداعياته كارثية ما يشكل مفسدة حقيقية من واجب الشعار الشرعي أن يدرءها.


مواضيع ذات صلة:

  1. إجماع سياسي وشعبي وديني على تنفيذ قرار إنهاء ولاية الشعار!… غسان ريفي

  2. الكل في الشارع المسيحي.. مأزوم!… غسان ريفي

  3. صراع سعد وبهاء يهدد الحريرية السياسية.. ويقدم خدمة للخصوم!!… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal