عيد الفطر السعيد.. لم يكن سعيدا على الشعار!!… غسان ريفي

لم يكن عيد الفطر السعيد، سعيدا على مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار الساعي الى تمديد ولايته للمرة الثالثة، بل كان مناسبة لايصال عدة رسائل سلبية إليه والى من يدعم مسعاه، ما أدى الى إحراجه بعدما لمس حجم المعارضة الرافضة لاستمراره في منصبه..

وإذا كانت “غلطة الشاطر بألف”، فإن إستعانة الرئيس سعد الحريري أو المفتي الشعار أو غيرهما بالنائبة ديما جمالي لاعلان موقف داعم للتمديد عبر حسابها على “تويتر”، كان بمنزلة الخطيئة، خصوصا أن ما كتبته جمالي، تحول الى منصة لأعنف هجوم على الشعار وعلى الحريري من خلال مئات التغريدات التي طالت أيضا جمالي التي كانت ضحية إستعلاء “زعيم المستقبل” وتوسل التمديد من قبل الشعار بأي ثمن، ما دفعها الى حذف تغريدتها بعد ساعات من نشرها، الأمر الذي طرح تساؤلات عدة لجهة: هل جاء ذلك بقرار شخصي منها بعدما وجدت أنه تم دفعها الى قضية لا ناقة لها فيها ولا جمل؟، أم أن سحب التغريدة كان بطلب الحريري الذي فوجئ بحجم الاعتراضات؟، أم بتمن من الشعار حفاظا على ماء وجهه؟.

لم تمض ساعات قليلة على زوبعة التغريدة، حتى جاءت عاصفة صلاة عيد الفطر، عندما فوجئ الشعار ومن معه بمجموعة من المحتجين على التمديد ينتظرونه أمام الجامع المنصوري الكبير وداخله، حيث علت الأصوات الرافضة للتمديد والمطالبه بتنحيه وتسليمه الأمانة، ما أدى الى حالة إرباك بين عناصر الأمن والشرطة البلدية، أما الطامة الكبرى فكانت في مقاطعة القيادات السياسية من نواب ووزراء حاليين وسابقين في طرابلس للشعار، وإختيارهم مساجد أخرى لتأدية صلاة العيد، ما أعطى صورة عن الاجماع الطرابلسي على رفض تمديد ولايته، كما أن غياب نواب “المستقبل” وكوادره كان أيضا رسالة واضحة بعدم رضاهم عما يقوم به الحريري تجاه الاصرار على تمديد ولاية الشعار.

هذه المفاجآت غير السعيدة أربكت الشعار وإنعكست على خطبته بعد آداء الصلاة، حيث حاول أن يقفز الى الامام في إشادة غير مبررة بالمساعدات التي قدمتها سفارات عربية من خلال دار الفتوى في لبنان، متناسيا أن في طرابلس قيادات وجمعيات ولجان وهيئات قدموا مجتمعين مساعدات لا تعد ولا تحصى، وفي ذلك رد غير مباشر منه على مقاطعتهم له ورفضهم تمديد ولايته، الأمر الذي كان له تداعيات سلبية على الشعار الذي تعرض لاتهامات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي بأنه يستجدي السفارات باشادات معروفة الأهداف للفت الأنظار إليه على أبواب إنتهاء ولايته في 31 أيار الجاري.

يقول مطلعون: إن ما يحصل لم يعد من الممكن السكوت عنه، حيث يبدو واضحا أن هناك مؤامرة حقيقية لاضعاف المواقع السنية سياسيا ودينيا في البلد، بدءا من رئاسة الحكومة مرورا بدار الفتوى كمؤسسة جامعة بإظهارها بأنها تخضع لرغبات جهة سياسية معينة، وصولا الى مقام مفتي طرابلس الذي يمعن طموح الشعار في إضعافه وتعريضه لشتى أنواع الاساءات، وهو أمر من المفترض بقيادات الطائفة أن تقف عنده وأن تعمل على مواجهته، وأن تحدّ من بعض الطموحات التي تدمر المؤسسة الدينية، كما أن على من يستهويه البقاء على كرسي الافتاء أن يتذكر القاعدة الشرعية التي تقول: “درء المفسدة يتقدم على جلب المصلحة”.


مواضيع ذات صلة:

  1. إجماع سياسي وشعبي وديني على تنفيذ قرار إنهاء ولاية الشعار!… غسان ريفي

  2. الكل في الشارع المسيحي.. مأزوم!… غسان ريفي

  3. صراع سعد وبهاء يهدد الحريرية السياسية.. ويقدم خدمة للخصوم!!… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal