بالأمس كان الموعد في أحد شوارع البترون القديمة والضيقة مع الشرطي البلدي في بلدية البترون جون بشاره في رسالة مصورة الى المواطنين باللغة الأرمنية ليعلن عن صفر إصابة بفيروس كورونا في مدينة البترون.
الموعد الصباحي يومي مع بشاره عبر صفحة بلدية البترون حيث بات متتبّعوها من أهالي المدينة والمنطقة واصدقاء البترون في لبنان والخارج ينتظرون النشرة الصباحية ومحورها والرسالة التي سيوجهها بأفكار جديدة ومن موقع جديد.
يتنقل بشاره بين معالم البترون وأسواقها وشواطئها وكنائسها ولكل مناسبة محطة ولكل عيد رسالة مرتبطة بالمناسبة.
وبما ان عيد القديسة ريتا هو عيد مميز لدى البترونيين توجه الشرطي جون الى مدخل كنيسة القديسة ريتا ليعايد البترونيين بعيدها ويخبرهم أن لا إصابات بفريوس كورونا حتى الآن في مدينة البترون.
الأفكار كثيرة للنشرة اليومية في إطار حملة مواجهة كورونا وتشجيع المواطنين على التزام الاجراءات الوقائية للمحافظة على النتيجة التي تحققت.. أفكار مميزة لصاحب هذه الأفكار إبن البترون معدّ الحملة عضو المجلس البلدي إسطفان الجمّال الذي يجول بكاميراته كل صباح على الموعد المحدد عند الثامنة والنصف لتصوير فكرة جديدة ورسالة جديدة مباشرة ومن موقع جديد يشبه مدينة البترون وتاريخها وحضارتها.
ونجحت بلدية البترون وبإشراف رئيسها مرسيلينو الحرك ومباركته باستقطاب أعداد كبيرة من المتابعين لترقب كل جديد عبر صفحة البلدية على الفايسبوك وإنستغرام مع الشرطي البلدي صاحب الشخصية المميزة جون بشارة.
منذ عقود من الزمن التصق إسم مدينة البترون بشراب الليموناضة نظرا لزراعة الحمضيات التي اشتهرت بها واتقن أبناؤها صناعة عصيرها. هذه الميزة البترونية كان لها حصتها في الحملة حيث استفاق البترونيون منذ ايام لمتابعة الرسالة الصباحية لـ “جون” وكوب من ليموناضة البترون يتلذذ بنكهته قبل أن ينطلق بمحطته اليوم من على شاطىء البترون.
ولأن البترون حققت العبور بلوح شراعي من شاطىء لارنكا في قبرص الى خليج البحصة ونجح البطل اللبناني ابن بلدة بقسميا جاد غصن في الوصول بلوحه في اطار فعاليات مهرجانات البترون الدولية للعام 2018 توجه “جون” على متن لوح شراعي الى الشاطىء ليعلن مرة جديدة وليوم جديد صفر اصابة في مدينة البترون.
بالامس كانت اللغة كانت لغة التواصل وقبلها لغة علم الاشارة للصم والبكم الذين لهم الحق بمعرفة كل المستجدات حول فيروس كورونا في البترون وغدا الموعد مع لغات أخرى من أمام بيوت الجاليات اللبنانية في حي “بيت المغترب” في المنطقة القديمة في مدينة البترون كما يؤكد الجمّال الذي قال: “لدينا أفكار كثيرة محورها مدينة البترون وتاريخها ومعالمها الأثرية. ومن لا يعرف غنى مدينتنا بالمعالم التاريخية التي ستكون لنا محطات في كل معلم منها بالاضافة الى اختيار محاور النشرة من إرث البترون وحضارتها. حتى الآن لدينا لائحة من 25 فكرة في 25 مكانا للتصوير كلها ستكون معبرة وتشبه المدينة.”
ولفت الجمّال الى أن “فكرة النشرة الصباحية ولدت بشكل عفوي مع مسؤول الشرطة البلدية عماد الطويل الذي بدأ بتصوير نشرة مع الشرطي جون بهاتفه الجوال ولأنني متخصص في التصوير الفوتوغرافي تلقفت الفكرة بهدف تقديم صورة نقية بكاميرا محترفة وبدأنا بتطوير الفكرة واصبح الموعد الصباحي ثابت خصوصا بعد ان تبلغنا من لبنانيين وبترونيين مغتربين أنهم ينتظروننا على الموعد ولا يقبلون اي تأخير في توقيت النشرة.”
صحيح أن فكرة النشرة الصباحية قد نجحت ولاقت ترحيبا وإعجابا لدى شريحة كبيرة من المقيمين والمغتربين من بترونيين وغير بترونيين الا أنها لم تكن لتلقى هذا النجاح لولا شخصية جون المميزة الذي عاش الفكرة ونفذها بإتقان لاسيما وأنه تعود على مخاطبة الناس وباللهجة البترونية التي أعطت ميزة إضافية لنشرته.
والجدير ذكره أن جون اصبح شخصية يحاول كثر تقليده بإيجابية بلهجته البترونية العفوية وراحوا يسجلون الرسائل الصوتية والفيديوهات متشبهين به وبطريقة تواصله مع الناس.
جون بسترة لباس البلدية الممهورة بتوقيع رئيس البلدية تعود ان يرافق السياح في جولاتهم على معالم البترون مقدما لهم شرحا مفصلا عن تاريخ كل معلم وكنيسة وهو الذي تابع مع باحثين وعلماء آثار وتاريخ ومنهم الباحث جوزيف مرشاق حلقات عن تاريخ البترون.
ويقول جون:” أنا فخور لأنني تمكنت أن أترجم حبي لمدينتي من خلال ما أقوم به بفرح وأؤدي رسالة طبية وثقافية وتاريخية وتراثية من خلال عملي في شرطة البلدية. أنا اليوم حلقة اساسية في حملة مواجهة كورونا وتشجيع الناس على الالتزام بالوقاية. ونشاطي ليس جديدا بل سبق لي أن استقبلت وراقفت السياح الذين يزورون البترون وتمكنت من خلال إتقاني للغات الاجنبية من التواصل بسهولة وتقديم الشرح اللازم عن كل معلم.”
مع جون أصبحت النشرة الصباحية محور حديث لدى لبنان المقيم ولبنان المغترب والأفكار المستقبلية تحمل الكثير من المحطات المميزة والموعد عبر صفحة بلدية البترون.
