لقاء بعبدا من دون غطاء وطني.. الحكومة تمثل أمام أولياء أمرها!… غسان ريفي

لم يكن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون موفقا في قراره بحصر حضور لقاء بعبدا اليوم لمناقشة الخطة الاقتصادية ـ المالية بالدعوات الشخصية لرؤساء الكتل النيابية، ما أدى الى إعتذار قسم منهم عن الحضور بعدما كانوا أعلنوا أنهم سيرسلون ممثلين عن كتلهم.

يمكن القول إن الرئيس عون خسر بهذا القرار في الشكل والمضمون..

فمن حيث الشكل لن تكون صورة اللقاء وطنية جامعة على غرار اللقاءات التي كانت تعقد سابقا في بعبدا، ولن يظهر عون كرئيس جامع لكل اللبنانيين، بل سيترأس لقاء في القصر الجمهوري لفريق منهم.

أما من حيث المضمون، فيمكن القول أن ما حصل أدى الى تفريغ اللقاء من مضمونه، وبات لزوم ما لا يلزم، خصوصا أنه بات يقتصر على قوى 8 آذار أو المحور الذي شكل الحكومة من دون زعيم تيار المردة سليمان فرنجية، ما يعني أن الحكومة التي وضعت الخطة الاقتصادية ـ المالية وأقرتها، ستمثل اليوم أمام أولياء أمرها وأمور وزرائها لاجراء تعديلات على ما قاموا به.

ومن حيث المضمون أيضا، فإن اللقاء والخطة التي ستناقش فيه، سيفقدان الغطاء الوطني، نظرا لمقاطعة التيارات السياسية المعارضة، إضافة الى سليمان فرنجية الممثل بالحكومة بوزيرين ما يشير الى حجم التباينات القائمة ضمن الفريق الواحد، الأمر الذي سيجعل اللقاء عبارة عن مناقشة إضافية للخطة كونها ما تزال ضمن البيت الواحد، في حين أن المناقشة الجدية ستكون في مجلس النواب الذي من المتوقع أن يشهد جلسات حامية الوطيس، عندما يتم عرض بنود هذه الخطة.

كان بوسع رئيس الجمهورية أن يكون لقاء بعبدا مغايرا لما سيكون عليه اليوم، لو ترك الأمور تسير بشكل طبيعي، حيث كان حضر ممثلون عن كل الكتل النيابية، إلا أن القرار الذي صدر قبل ساعات من موعد اللقاء بدا وكأنه يخفي كيدية أو رسائل سياسية وقع فيها رئيس الجمهورية، سواء بقرار شخصي منه، أو باقتراح “المقربين” الذين لديهم حسابات كثيرة لتصفيتها مع رؤساء الكتل الذين لن يحضروا الاجتماع.

كان يمكن أن يقتصر الغياب فقط على تيار المستقبل الذي أعلن رئيسه سعد الحريري منذ البداية أنه لن يحضر، وذلك في رسالة مقاطعة لرئيس الجمهورية وجبران باسيل، ومزايدة على التيارات المعارضة التي قررت الحضور عبر ممثلين.

في حين كان أكد الرئيس نجيب ميقاتي أن حضور اللقاء ومناقشة الخطة يدخل ضمن المسؤولية الوطنية، معلنا إعتذاره عن الحضور لارتباطه بموعد مسبق، وتكليف عضو كتلة “الوسط المستقل” أمين سر لجنة المال الموازنة الخبير بالشؤون الاقتصادية والمالية النائب نقولا نحاس، لكن الاتصال الذي ورد الى ميقاتي من القصر الجمهوري في الساعات الأخيرة قبل اللقاء، دفعه الى الإعتذار عن المشاركة، والى إصدار بيان شديد اللهجة إعتبر فيه أن “الدعوة الى لقاء لاطلاع قادة الكتل النيابية على خطة تم اقرارها، جاءت على قاعدة ما كتب قد كتب واقر”، محذرا من “أن تشكل الخطة مدخلا لمصادر موارد الناس وتأميم ممتلكاتهم بشكل مقنع”، لافتا الى أنها لم تلحظ عمقا وطنيا وإجتماعيا”.

الاتصال الذي ورد من قصر بعبدا، دفع سائر رؤساء الكتل المعارضة الى الاحجام عن الحضور من وليد جنبلاط الى سامي الجميل الى المعارض من الداخل سليمان فرنجية، في حين أن رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع الذي كان اعلن عن تمثيل كتلة الجمهورية القوية بالنائب جورج عدوان لم يحسم خياره بعد بانتظار موعد اللقاء، فإما أن يحضر شخصيا ويعطي العهد دفعا قويا غير مبرر سياسيا أمام الشارع القواتي الذي لن يكون راضيا عن خطوة جعجع، أو يغيب ليكتمل مشهد المقاطعة، وينحصر اللقاء بأهل البيت.


مواضيع ذات صلة:

  1. مصارفها خلف صفائح الحديد.. ماذا فعلت لكم طرابلس؟… غسان ريفي

  2. ثورة ″غب الطلب″.. من هي الجهات المستفيدة؟!… غسان ريفي

  3. صراع دياب ـ سلامة.. إضعاف لرئاسة الحكومة!!… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal