لماذا شارك البطريرك الراعي في الهجوم على دياب وحماية سلامة؟… مرسال الترس

لم يكن مفاجئاً حجم  وقساوة رد تيار المستقبل ومن يدور في فلكه على ما أطلقه رئيس الحكومة حسان دياب من مواقف إزاء حاكم مصرف لبنان رياض سلامة و”هندساته” وتعاميمه التي أفضت الى أزمة مالية غير مسبوقة في لبنان”، واستخدام دار الفتوى تحديداً “منصة” لذلك الهجوم!

واذا كان من غير المفاجئ ان يَعمد تيار المستقبل الى إقحام دار الفتوى في هذه المعمعة، واستغلال “حملة تبرعات لمساعدة المحتاجين”، من أجل جَلْد دياب الذي أعلن تصميمه على محاربة الفساد، إلإّ أن ما حصل يُذكّر اللبنانيين بما حصل في “لقاء عرمون” عام 1973 حين عُقد اجتماع ضم المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد وكبار قادة المجتمع السني وبمشاركة وزير الخارجية السوري آنذاك عبد الحليم خدام الذي كان مكلفاً متابعة الملف اللبناني، حيث تم إتخاذ القرار الشهير بـ “رفع الغطاء” عن رئيس الحكومة المكلف تشكيل الحكومة الدكتور امين الحافظ (ابن مدينة طرابلس والعائلة السنية العريقة) من قبل رئيس الجمهورية سليمان فرنجيه (ابن بلدة زغرتا) المجاورة لعاصمة الشمال.

وربما كان من الطبيعي أن يرد الرئيس سعد الحريري على الرئيس دياب ويتهمه بالكيدية لأن سلامة بالنسبة للتيار “خطٌ بالغ الخطورة”، معتبراً أن “العهد القوي” يجد بدياب “شحمة على فطيرة” لافتاً إياه الى ملف الكهرباء الذي شارك الحريري بتفاقمه لأنه كان رأس السلطة التنفيذية. واصفاً مراحل الحكم منذ ثلاثين سنة بـ “مرحلة مضيئة من تاريخ لبنان”!

ومن الطبيعي أيضاً أن لا يكتفي الحريري بتعابيره تلك، للدفاع عن سلامة، إذ ساندته “شخصيات زرقاء” بإتهام دياب بأنه يستهدف “السنية السياسية” ابتداء من أمين عام التيار أحمد الحريري وصولاً إلى الوزير السابق محمد شقير، مروراً بالرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة ووزير الداخلية السابق النائب نهاد المشنوق الذي سبق وعلّق عضويته في “المستقبل” والذي ما زال يتكئ على التحالف مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات سمير جعجع”.

وأذا كانت هبّة “التيار الأزرق” للدفاع عن سلامة مبررة لحماية حضوره في الدولة وتغطية أخطائه، فلماذا دخلت بكركي وبقوة على الخط ووجهت لوماً غير مسبوق لأرفع موقعٍ “سني”، واستشرست في الدفاع عن سلامة “الماروني” حتى ظَهَرت حملتها وكأنها طائفية بامتياز؟

ففي عظة الأحد المفترض أن تكون “توجيهية للمؤمنين” قال البطريرك الراعي موجهاً كلامه الى دياب من دون أن يسميه: “أمَّا الشَّكل الاستهدافيُّ الطاعن بكرامة الشَّخص (المقصود هنا رياض سلامة) والمؤسَّسة التي لم تعرف مثل هذا منذ إنشائها، غيرُ مقبولٍ على الإطلاق”. وختم محذراً من “المضي في النهج غير المألوف”!…فهل هناك من خلفيات لهذه الحملة؟. وزير الداخلية السابق مروان شربل أبدى في تسجيل صوتي إستغرابه لموقف بطريرك الموارنة فيما غَرّد النائب السابق نجاح واكيم كاتباً:”بكركي تبسط حمايتها الطائفية على رياض سلامة: هل لأنها لا تريد ان يكون سلامة “كبش محرقة”؟ هل لأنه ابن الطائفة؟ أم لأن بكركي كانت السبّاقة الى تحويل اموالها الى الخارج ابتداء من شباط 2019 بمساعدة ونصح من رياض سلامة؟، كم من الجرائم تُرتكب تحت مظلات “القداسة”!

أما الخبير الاقتصادي كمال ديب فقد كتب من كندا: “لم اسمع ولم اقرأ عن رجل دين يتدخل في السياسة ويبدي رأيه في الشأن العام كما هو اليوم في لبنان وخاصة الذين في أعلى المراتب، الأكيد أن البطريرك الكبير الياس الحويك يتقلب في قبره غضباً على البطريرك الراعي الذي خلفه في بكركي وأصبح من تجار الهيكل…”

ويضيف ديب: “البطريرك الحويك كان في رأس الطابور لخدمة الناس وتوزيع الإعاشة عام 1916… فماذا تفعل يا سيد بكركي اليوم لتتشبه بالسلف وكم الف شخص أطعمت؟”.

ويختم ديب: “سخطاً لهذا الزمن حيث يصطف كبار رجال الدين يقبضون الشيكات من حيتان المال وزعماء الفساد ونهب الشعب اللبناني…”!

فإذا تجنى كل من شربل وواكيم وديب على بكركي، فالقضاء يجب أن يكون الحَكَم!.


مواضيع ذات صلة:

  1. مَن يتّهم مسيحيي لبنان بالعمالة لاسرائيل؟… مرسال الترس

  2. عندما تختلط ″الكورونا″ اللعينة بالاعتبارات الموبوءة!… مرسال الترس

  3. هل يستطيع الحريري العودة الى السراي بعد مئة يوم؟… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal