رؤساء وأنظمة ديمقراطية أزاحوا هتلر عن عرشه!… مرسال الترس

إذا كانت الحكومة اللبنانية برئاسة حسّان دياب قد نالت شهادات تقدير من أكثر الافرقاء حساسية منها انعكاساً لآدائها اللافت تجاه أزمة وباء الكورونا وإعادة من يرغب من المغتربين اللبنانيين الى ربوع الوطن، فإن العديد من رؤساء الدول والأنظمة الذين “يتأبطون” الديمقراطية وحقوق الانسان علناً ويمارسون الديكتاتورية وما يوازيها في السر، دفَع بالمراقبين الى المقارنة بما أُتُهم به الزعيم النازي أدولف هتلر من جرائم إزاء ما يُقدم عليه هؤلاء في زمن أخطر أزمة صحية تواجه العالم في القرن الحادي والعشرين.

ففي دولة تشيكيا الأوروبية عَمَد المسؤولون الى مصادرة شاحنة صينية محملة بكمامات للوجه والكفوف البلاستيكية كانت في طريقها الى إيطاليا في بداية ظهور الأزمة لديها، وذلك بحجة أن الشعب التشيكي أجدر بتلك المستلزمات الطبية، بالرغم من أن الدولتين ينتميان الى الاتحاد الأوروبي المُفترض أن يكون متعاوناً في الأزمات!.

في غضون ذلك كانت الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا تتنافسان على من يحصل على مستلزمات طبية من الصين باسعار مضاعفة بدل أن تُفعّلا معاملهما المتطورة جداً لانتاج تلك المستلزمات والسماح للدول الفقيرة بالحصول على تلك المستلزمات بأسعار زهيدة، وكأن الشعوب الفقيرة لا يحق لها البقاء على قيد الحياة!.

وفي الأراضي العربية المحتلة عملت قوات الاحتلال الاسرائيلي على شدّ الخناق على قطاع غزة والضفة الغربية لمنع وصول ما يلزم من المعدات والمستلزمات الطبية طالما ان الشعب اليهودي هو الأحقّ بها. الأمر الذي دفع قياديين في المقاومة في القطاع والضفة الى تهديد السلطات الاسرائيلية بأسوأ العواقب إذا لم تتم إعادة النظر بتلك الأجراءات!.

في إيطاليا وبريطانيا اللتان باتتا الأسوأ اوروبياً في مواجهة الأزمة هناك اتهامات ضد المسؤولين بالتهاون في صحة العجزة والمتقدمين في العمر لصالح الفئات الشبابية التي يجب أن تحصل على المناعة الطبيعية إزاء المرض وتخفيف الفاتورة الصحية على السلطة السياسية، ومن سخرية القدر أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي “استهتر” في التعاطي مع بداية الأزمة، ودعا أبناء شعبه الى وداع أحبائهم، قد أُدخل مساء الأثنين الفائت العناية الفائقة لسوء حالته الصحية!

أما في الولايات المتحدة الأميركية التي من المفترض أن تكون الأقدر عالمياً كأعظم قوة اقتصادية، فهي تكاد تكون الأفشل عالمياً في مواجهة الكورونا قياساً الى الأرقام التي تُسجّل في مستشفياتها ومدافنها، أما في الجانب الانساني فقد تكون الأسواء في الكرة الأرضية لجهة التمييز العنصري الذي تعتمده إزاء البشرة السوداء أو كبار السن أو ذوي الاحتياجات الخاصة!

فالزعيم النازي أدولف هتلر ألصقت به أبشع النعوت بسبب شغفه في بسط سيطرته عبر الحروب العسكرية، فما هي النعوت التي يجب أن تُطلق على رؤساء وأنظمة اليوم التي تمارس السيطرة عبر الحروب ضد الأنسانية؟.


مواضيع ذات صلة:

  1. مَن يتّهم مسيحيي لبنان بالعمالة لاسرائيل؟… مرسال الترس

  2. عندما تختلط ″الكورونا″ اللعينة بالاعتبارات الموبوءة!… مرسال الترس

  3. هل يستطيع الحريري العودة الى السراي بعد مئة يوم؟… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal