اللبنانيون يقودون سفينة مواجهة كورونا.. الغرق أو بر الأمان؟… عزام ريفي

يوما بعد يوم، تزداد الإصابات بكورونا في لبنان بشكل تصاعدي، من دون أن يكون هناك ما يبشر بأن المرض قد يتراجع عالميا أو محليا، في ظل غياب أي لقاح، أو علاج يحد من إنتشاره أو يقضي عليه.

يمكن القول إن لبنان لا يزال في منتصف الطريق بعد مرور شهر على دخول المرض الى حدوده، وصحيح أن الوضع العام  ليس مطمئناً والحياة الإجتماعية معطلة بفعل التعبئة العامة،

لكن الوباء ما يزال تحت السيطرة والبلد لم يدخل مرحلة الخطر على غرار بلدان أخرى، خصوصا أن كثيرا من الاصابات تتماثل للشفاء، والوفيات التي حصلت كان لأصحابها أمراضا مزمنة، وما يستجد من الاصابات يمكن إستيعابه شرط أن يلتزم الناس بالوقاية.

لا شك في أن السيطرة على كورونا في لبنان ليس بيد حكومته أو وزارة الصحة، أو القوى الأمنية، فهؤلاء مهمتهم إتخاذ القرارات وتنفيذها، لكن الأمر مرهون بتجاوب الشعب اللبناني الذي من المفترض أن يتجاوب مع طلب إخلاء الشوارع والأماكن العامة وأن يلتزم بالحجر المنزلي ليحمي نفسه وأهله ومن حوله، خصوصا أن بلدانا وفي مقدمتها إيطاليا وإسبانيا قد دفعا ثمنا باهظا نتيجة تهاون مواطنيها بالفيروس الذي خرج عن كل سيطرة وبدأ بحصد الأرواح التي فاقت في أعدادها بلد المنشأ الصين التي نجحت في الحجر على مئات ملايين البشر.

لا يختلف إثنان على أن الشعب اللبناني قادر على أن يدير دفة سفينته في عاصفة هوجاء، ما يضعه أمام خيارين فإما أن ينحرف بهذه السفينة عن الكورونا الذي قد يتسبب باغراقه وينجو من خلال الالتزام التام بالاجراءات الوقائية، أو أن يتهاون ويصل الى كارثة حقيقية، علما أن بلدانا تمتلك أنظمة صحية متطورة وقادرة على دفع عشرات مليارات الدولارات للمواجهة إنكسرت أمام الوباء، فكيف بلبنان المفلس ماليا، وذو المناعة الضعفية سياسيا، والقدرات شبه المعدومة صحيا.

من الطبيعي أن كورونا لن يبقى الى الأبد، لكنه بات عنوان مرحلة سيذكرها التاريخ كما ذكر سابقا أحداثا كثيرة من حروب وأوبئة ومجاعات وغيرها، لذلك من المفترض أن تنصب جهود الجميع في لبنان للخروج من هذه المحنة بأقل الخسائر الممكنة، وبأقل عدد من الوفيات، وهذا طبعا يعتمد على مقدار الوعي لدى المواطنين ومدى النضج الذي سيتحلون به خلال المرحلة المقبلة للتصدي لهذا الوباء، لذلك فإن القرار بيد الشعب اللبناني فإما الغرق في مستنقع الوباء أو الوصول الى بر الأمان.


مواضيع ذات صلة:

  1. هل انتهى الموسم الرياضي في لبنان؟.. عزام ريفي

  2. الكرة الأرضية مغلقة.. لا نشاطات رياضية الى أجل غير مسمى بسبب الكورونا… عزام ريفي

  3. الأساطير تُكرّم.. ولا يُوجّه لها إنذارات!.. عزام ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal