البترون: لا تساهل في مواجهة كورونا.. وجهوزية تامة… لميا شديد

نجحت منطقة البترون وبفضل جهود المسؤولين عن شؤونها وقضاياها بحماية أهلها من الوباء الذي اجتاح العالم ولبنان وذلك عبر التزام تدابير واحتياطات مشددة تعاون الجميع لوضعها حيز التنفيذ في ظل سهر من القوى الامنية وعناصر الشرطة البلدية والهيئات المحلية.

منذ اللحظة الاولى التي شعر فيها البترونيون بالخوف والقلق من تسلل الوباء اليهم أعلنت حال من الاستنفار على مستوى كل المسؤولين الروحيين والزمنيين في ظل متابعة حثيثة، حيث سجل تجاوب ملحوظ من المواطنين ترجموه التزاما بكل التعليمات التي صدرت في سبيل مواجهة فيروس “كورونا”.

في المشهد العام لمنطقة البترون شبه شلل، والشوارع خالية من المواطنين والسيارات التي تمر بأعداد خجولة، والاقفال عم كل المؤسسات والشركات والمصانع والمحلات التجارية على اختلافها باستثناء الصيدليات والأفران والسوبرماركت وكل ما يعنى بتأمين المأكل والمشرب للمواطنين.

ويمكن القول، إن منطقة البترون التزمت مقررات مجلس الوزراء التي وبموازاتها أظهر المسؤولون البترونيون من رجال دين وقائمقام واتحاد بلديات وبلديات ومخاتير شعورا بالمسؤولية تجاه ما يتهدد المواطنين من خطر على صحتهم. وبالمقابل أظهر البترونيون وعيا كبيرا من خلال التجاوب في تنفيذ كل التوجيهات والارشادات لحماية أنفسهم.

فالاحتفالات الدينية ألغيت بكاملها بتوجيهات من راعي ابرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله الذي دعا الكهنة الى الاكتفاء بالصلوات والقداديس من دون مؤمنين على أن يتم نقلها عبر صفحات الرعايا على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأقيمت التطوافات بالقربان المقدس في القرى والبلدات ورفعت الصلوات على نية المصابين ومن أجل حماية كل اللبنانيين. كما اعيد احياء تقاليد متوارثة في زمن الكوارث والصعوبات وقام عدد من ابناء بلدة تحوم ونزولا عند رغبة عدد كبير من اهالي البلدة بتزنير كنيسة مار اسطفان الرعائية بشريط أبيض لإبعاد الوباء عن البلدة وحماية أهلها منه.

وفي الاطار نفسه تابع قائمقام البترون روجيه طوبيا الاجراءات المتخذة على كافة المستويات منذ اعلان حالة الطوارىء الصحية وأبقى الاتصالات مفتوحة مع الاجهزة المختصة بالملف للسهر على سلامة ابناء المنطقة.

اما على خط اتحاد بلديات منطقة البترون والمجالس البلدية فنشاط خلية النحل هو سيد الموقف في كل القرى في ظل جهوزية تامة لعناصر الشرطة البلدية المتواجدين على الارض لضبط اي مخالفة للقرارات المتخذة في مجلس الوزراء والوزارات المعنية او على مستوى البلديات التي ابتكرت افكارا جديدة ومميزة لايصال الرسائل التوجيهية والارشادية الى المواطنين بالاضافة الى عمليات التعقيم التي نفذتها في الاماكن العامة والادارات الرسمية ودور العبادة والقاعات وغيرها.

وتميزت بلدية البترون بالحملة التي نفذها عناصر شرطتها البلدية الذين جابوا شوارع المدينة واحياءها وازقتها الضيقة المسكونة لاطلاق التعليمات الارشادية عبر مكبرات الصوت على سيارات الشرطة محذرين الاهالي من الخروج من المنازل.

ولأن عبرين هي بلدة معروفة بتقطير العرق وبحب اهلها لشرب الكأس اقام عناصر شرطتها البلدية حواجز تعقيم سائقي السيارات العابرة بمضخات ملأوها بالعرق البلدي المصنع في البلدة. ويسجل لكل بلدية بترونية من الساحل الى الوسط وصولا الى تنورين اندفاعا كبيرا لاحاطة كل ما يمكن ان يعرض ابناء المنطقة للخطر وخصوصا ملف النازحين السوريين المتواجدين في معظم القرى والبلدات حيث أصدرت البلديات قرارات خاصة بتنظيم تحركاتهم خصوصا في تنورين حيث اصدرت بلديتها سلسلة قرارات بهذا الشأن تفاديا لتداعيات صحية سلبية قد تنتج عن تواجدهم في منطقة تنورين المعروفة بامتدادها الواسع في الجرد البتروني.

أما على المستويين الصحي والطبي فيحظى قضاء البترون بصرحين استشفائيين هما مستشفى البترون الكائن في مدينة البترون ومستشفى تنورين الحكومي.

وبمبادرة من رئيس مجلس ادارة مستشفى تنورين الحكومي الدكتور وليد حرب تم استحداث وتجهيز غرف  لعزل المرضى الذين سيأتون إلى المستشفى نتيجة وجود شك بإصابتهم بـ “كورونا”، وهذه الغرف التي ستعتمد للعزل الأولي قبل نقل المصاب الى مستشفى رفيق الحريري في حال وجودها وهذه الغرف تستوعب 4 مرضى وموجودة بجانب مدخل الطوارىء في المستشفى ما يشكل مصدر أمان واطمئنان للمواطنين.

ويشير حرب الى أن “قدرة المستشفى الاستيعابية لاصابات بالمرض هي قليلة وفي حال إنتشر الفيروس  وأرادت وزارة الصحة العامة إعتماد مستشفيات غير المعتمدة من قبلها حاليا في الخطة، فذلك يتطلب تجهيز المستشفى بشكل يفي الغرض المطلوب” لافتا الى “وجود 3 أجهزة تنفس في قسم العناية الفائقة، ووضع المستشفى جيد، لأننا إتخذنا إجراءات صارمة لحماية المرضى والجهاز التمريضي والطبي من اي حالات اصابة يستقبلها المستشفى علما اننا نراقب الحرارة على المدخل الرئيسي الوحيد الذي اعتمدناه من أجل ضبط الأمور، وإذا اشتبهنا بأحد نمنعه من الدخول ونعزله فورا.”

من جهة ثانية، بادرت بلدية كفرعبيدا ـ خلية الأزمة الى تجهيز مبنى المركز البلدي الذي لم يتم تشغيله بعد ليكون مكانا للحجر الصحي الصحي الأولي لأبناء البلدة حصرا في حال وجود اي إصابات بالفيروس وهذا المبادرة جاءت بعد ظهور إحدى صبايا البلدة التي التقطت العدوى من عملها خارج البلدة وتعاطت وعائلتها مع إصابتها بوعي ومسؤولية ثمنها الجميع لاسيما وان العائلة وفور صدور نتائج فحوص ابنتها بادرت للإعلان عنها لتنبيه المواطنين من ذلك والدعوة لكل من احتك بها لإجراء الفحوصات اللازمة.

انطلاقا من كل ذلك، يمكن القول أن منطقة البترون تتعاطى مع “فيروس كورونا” بدقة ومسؤولية لاقت ارتياحا كبيرا لدى المواطنين خصوصا بعد تضافر الجهود بين كل المسؤولين والاجهزة الامنية لحماية المنطقة. الا أن التدابير لا تزال قائمة وبوتيرة متصاعدة وقد تم تشكيل لجنة طوارئ قضاء البترون وذلك بعد التشاور بين قائمقام البترون روجيه طوبيا ورئيس اتحاد بلديات منطقة البترون مرسيلينو الحرك لمتابعة الخطوات العملية والإجراءات الميدانية لمواجهة فيروس “كورونا” وضمت اللجنة الى طوبيا والحرك، نائب رئيس الاتحاد نصر فرح، رئيس بلدية كور روجيه يزبك، رئيس بلدية دوما الدكتور أسد عيسى، رئيس بلدية إده المحامي نجم خطار، مدير مستشفى تنورين الحكومي الدكتور وليد حرب، طبيب قضاء البترون الدكتور جميل تادروس، مدير مستشفى البترون أيوب مخباط، جورجيو كامل من الصليب الاحمر اللبناني في البترون، الدكتور بسام بيلان الاختصاصي في الامراض الجرثومية ورئيس مركز الدفاع المدني في البترون طوني كشكوريان. 


مواضيع ذات صلة:

  1. هلع في البترون.. واجراءات وقائية مشددة لمواجهة كورونا… لميا شديد

  2. البترون: تدشين درب البطريرك الحويك.. حج وصلاة وروحانيات… لميا شديد

  3. البترون تتألق ثقافيا وسياحيا بمهرجان الأفلام القصيرة المتوسطية… لميا شديد


 

Post Author: SafirAlChamal