المهمة الأساسية للدولة.. منع تفشي الكورونا ومحاصرة المصابين به!… عزام ريفي

في لبنان إن لم يمت المواطن انتحاراً من القهر والذل واليأس من إمكانية مواجهة أعباء الحياة، فقد يموت من الفقر، أو من الجوع، أو من التلوث، أو على أبواب المستشفيات، أو بحادث سير، أو برصاصة طائشة من مسلح مُحتفل، وفي حال نجا من مجموعة السفاحين الذين ينتظرونه عند كل مفرق، فسيلاقي أمامه فيروس الكورونا الذي وصل بفعل تقصير الدولة اللبنانية، في التعامل معه بجدية، ما أدى الى تفشيه وزيادة ضحاياه في الوقت الذي تدعو فيه الدولة مواطنيها المهددين بالموت الى عدم الهلع.

لا شك في أن الدولة مسؤولة، فهي لم تتخذ قرارا سريعا وحاسما بعدم استقبال الرحلات الآتية من الدول الحاملة للمرض بفعل بعض الالتزامات السياسية، خصوصاً الرحلات القادمة من ايران التي أصبحت حصيلة الوفيات فيها بحدود 54 حالة، وما يقارب 978 اصابة مؤكدة بحسب وزارة الصحة الإيرانية.

هذا بالإضافة الى قرار وزارة الصحة الخاطئ وغير المنطقي الذي سمح للبنانيين الذين كانوا على متن الطائرات القادمة من ايران بالخروج من المطار والطلب منهم عزل أنفسهم ذاتيا في منازلهم، من دون قيامها بأية اجراءات وقائية أو ضمانات بأن هؤلاء المواطنين سيلتزمون بخطة العزل.

لا يختلف إثنان على أن المسؤولية تقع على عاتق الدولة ممثلة بالحكومة وبوزارة الصحة وبالقوى الأمنية، لجهة العمل جديا وبانتظام تام، لوضع خطة محكمة لمنع تفشي الكورونا في لبنان، خصوصاً أن هذا البلد ذو المساحة الجغرافية الصغيرة بات مهددا بانتشار الكورونا، خصوصا أن للبنانيين عادات وتقاليد في إلقاء التحية والعناق والتقبيل وزيارة كل المناطق من الشمال الى الجنوب، فضلا عن عدم توفر المعدات الطبية من كمامات ومواد تطهير وتعقيم، وغياب المستشفيات المتطورة القادرة على التعامل مع هذا الوباء، على غرار ما يحصل في سائر بلدان العالم.

بات معلوما أن الدولة أو الحكومة تأخرت في إتخاذ قرار وقف الرحلات من الدول الحاملة للمرض الى لبنان، ما أدى الى دخوله عبر بعض المواطنين والزوار، وأصاب عشرة أشخاص يتواجدون اليوم في مستشفى رفيق الحريري الحكومي مع نحو عشرين شخصا تحت المراقبة، وبما أن الوباء بات حاضرا في لبنان ومن السهل أن يتفشى بين المواطنين، على الحكومة ووزارة الصحة والقوى الأمنية العمل على محاصرة الوباء ومنع إنتشاره، عن طريق عزل المصابين والمرشحين للاصابة في رقعة محددة، وعدم الاعتماد على وعي المواطنين في تنفيذ عملية العزل ذاتيا، لأن ما يبدو واضحا حتى الآن أن الكورونا ليس مزحة أو يمكن مواجهته بالتصريحات والاجتماعات وبدعوة الناس الى عدم الهلع، بل هو خطر حقيقي يتهدد جديا كل العائلات اللبنانية، وعلى المعنيين مواجهته بكل الوسائل قبل أن يتسبب بكارثة خصوصا أن لبنان لا يمتلك أدنى الامكانات أمام الدول التي بالرغم من تطورها وتقدمها ما تزال عاجزة عن مواجهته.


مواضيع ذات صلة:

  1. الأساطير تُكرّم.. ولا يُوجّه لها إنذارات!.. عزام ريفي

  2. الثورة قائمة لعن الله من يحاول إخمادها!… عزام ريفي

  3. بنت طرابلس آمنة كريمة.. أفضل لاعبة كرة قدم في بطولة غرب آسيا.. عزام ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal