ضمن برنامج حوار في السياسة، وتحت عنوان الحراك الشعبي والتحديات المنتظرة نظم قطاع المرأة في تيار العزم بالتعاون مع دار العلم والعلماء لقاء مع الكاتب والباحث في الشؤون السياسية الدكتور ايليا ايليا في مركز الدار في أبي سمراء بطرابلس، بحضور شخصيات سياسية وإجتماعية ونقابية وهيئات مدنية ومهتمين.
بداية القى رئيس مجلس ادارة دار العلم والعلماء عبد الرزاق القرحاني كلمة رحب فيها بالحاضرين وشدد على دور الدار في رعاية الحلقات الحوارية من أجل نشر ثقافة الحوار بين الناس وخاصة في مجتمعاتنا المتناحرة.
ثم بدأ الدكتور ايليا ايليا كلامه مشيرا الى انطلاقة الحراك الشعبي في لبنان الذي رفع العديد من المطالب التي تحاكي وجع الناس ثم تفاوتت هذه المطالب فيما بعد بين رحيل النظام والطبقة السياسية، إلى إسقاط الحكومة وتشكيل حكومة من أصحاب الاختصاص بعيدًا عن المحاصصة السياسية وهو امام تحديات كبيرة في تحديد اولوياته .
ولفت إيليا الى ان لبنان امام تحديين كبيرين سياسي واقتصادي. وراى ان هذا الحراك وكذلك القوى السياسية في وضع مأزوم وبحالة من المد والجزر وصولًا إلى لحظة مواجهة .
وقال: لا يخفى على أحد أن الحراك اليوم افرز واقعا سياسيا جديدا وفرض نفسه على جميع القوى السياسية، وأن الحكومة الجديدة امام تحديات كبيرة ابرزها كسب ثقة المجتمع الدولي والعربي، الذي يتم التعويل عليه من أجل تحصيل المساعدة ماليًا واقتصاديًا للخروج من الأزمة، وهي بحاجة لإقناع المحتجين والمعتصمين منذ اكثر من ثلاثة أشهر بأنها ليست حكومة سياسيين وليست حكومة أي طرف من الأطراف السياسية، بل فعلًا حكومة تحاكي وجع الناس وتطلعات المعتصمين والمحتجين، وستعمل على تلبية تطلعاتهم وحل الأزمة المالية الاقتصادية وستكافح الفساد وستضع حدًا للهدر والسرقة والتهرب والتهريب وستعمل على إعادة الأموال المنهوبة.
وشدد إيليا على ضرورة أن يكون للحراك رؤية استراتيجية وبرنامج بمطالب وطنية واضحة، وان يحافظ على بُعده الوطني الجامع في حركته وفاعلياته ورفض الانقياد إلى أي جهة
داخلية اوخارجية، سواء بشكل مباشر أم بشكل غير مباشر.
وختم الدكتور ايليا قائلا: بين تحديات الحكومة وتحديات الحراك الشعبي يكمن مستقبل البلد، فإذا نجح كل من الطرفين في تجاوز التحديات أمامه فإن ذلك قد يكون في صالح مستقبل البلد، وأما إذا ما فشلا فإن ذلك قد يقود إلى مزيد من الانتظار أو ربما الفوضى التي تحقق غاية الأطراف المتربصة بلبنان.
ثم دار حوار بين الحاضرين والدكتورإيليا.
وعلى هامش اللقاء تحدثت مسؤولة قطاع المراة في تيار العزم جنان مبيض، فقالت: استضفنا قطاع المرأة في تيار العزم ودار العلم والعلماء الكاتب والباحث في علم السياسة الدكتور ايليا ايليا حول ″الحراك الشعبي والتحديات المنتظرة.″
واضافت: بالفعل القلب يكبر بضيف مميّز بثقافته وعلمه وطرحه، والقلب يكبر رغم الظروف الصعبة بالنخب من مدينتنا عندما نجتمع معهم ونلتقي للتحاور والنقاش في قضايا وطنية.
وختمت: من خلال هذه الانشطة نضع الرؤية والاهداف المستجدة، والإجراءات الممكن متابعتها، لنحدد الاولويات وجدول الاعمال لمصلحة المدينة مع الاخذ بعين الاعتبار ان النقاش والنقد البنّاء دليل ثقة ومحبة متبادلة .
