هل يتلو الحريري اليوم فعل الندامة؟… غسان ريفي

تتجه أنظار اللبنانيين اليوم الى بيت الوسط الذي يحتضن إحياء الذكرى الـ15 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، حيث من المفترض أن يلقي الرئيس سعد الحريري كلمة بالمناسبة أكد مقربون منه أنها ستكون مفصلية وستضع النقاط على الحروف.

كثيرة هي التكهنات حول ما يمكن أن تتضمنه كلمة الرئيس الحريري، في حين يدعو بعض أركان المستقبل الى عدم تحميلها أكثر مما تحتمل، خصوصا أن الحريري الذي خرج من الحكم بعد ثلاث سنوات عجاف من التسوية السياسية، مطالب اليوم بثلاثة أمور أساسية لجهة:

أولا: جمع شمل تياره وإعادة صياغة هيكليته التنظيمية، وإستعادة ثقة جمهوره، وذلك إنطلاقا من أن لا إعتبار لأي شخصية سياسية أو تيار أو حزب على الساحة اللبنانية إذا لم تكن وراءه قواعد شعبية تستطيع أن تضغط في الشارع عندما تدعو الحاجة.

ثانيا: أن يصارح اللبنانيين، وأن يعترف بالأخطاء التي إرتكبها لا سيما على صعيد التسوية الرئاسية والشراكة مع التيار الوطني الحر والتنازلات التي قدمها، وأن يتلو فعل الندامة على كل ما سبق، وأن يضع إستراتيجية سياسية وشعبية جديدة تتلاءم وتطلعات جمهوره.

ثالثا: أن يطرح أفكارا منطقية يمكن أن تؤسس لمعارضة فاعلة، بعيدة عن الحرد السياسي الذي أثبتت التجارب عدم جدواه، وأن يعيد وصل ما إنقطع مع الحلفاء الأساسيين، من تيارات وأحزاب وشخصيات مستقلة لبلورة جبهة وطنية تكون قادرة على مواجهة التحديات.

ومن المفترض أيضا، وبحسب المعلومات أن يتحدث الحريري باسهاب عن تجربته السياسية مع العهد وأن يتناول التيار الوطني الحر وما تسبب به من تعطيل على أكثر من صعيد، وما أظهره من جشع سياسي وشهوة حكم، وسعي لوضع اليد على البلد، ومحاولات مستمرة لمصادرة صلاحيات رئاسة الحكومة إنطلاقا من عدائه التاريخي لاتفاق الطائف.

تشير المعطيات الى أن كلام الحريري عن التيار الوطني الحر قد يكون سيفا ذو حدين، فإما أن يدفع الى شد عصب الجمهور وإبداء التعاطف معه، أو أن ينعكس سلبا على الحريري نفسه لجهة تحميله مسؤولية الوصول الى هذا المأزق بفعل التسوية الرئاسية التي أبرمها بالرغم من كل الاعتراضات والنصائح التي وصلته محليا وإقليميا ودوليا.

يقول مطلعون على أجواء الاحتفال أن الدعوات وجهت الى كل الحلفاء، من دون أن يؤكد أحد منهم حضوره، حيث يرى البعض أن حضور بعض أركان الصف الأول تحت أي عنوان كان، من شأنه أن يُحرج الحريري وأن يكسر الكثير من الحواجز التي كانت مرفوعة، وأن يحمل الحريري مسؤولية إعادة وصل ما إنقطع معهم والذي يعتبر ضرورة لكل الأطراف.

وفي حال عدم الحضور فعلى الحريري أن يتفهم ذلك، وأن يسعى الى فتح نوافذ التلاقي.

لكن ما يخشاه البعض هو أن يبق الحريري البحصة، وأن يقصف سياسيا في عدة إتجاهات من التيار الوطني الحر الى القوات اللبنانية التي حالت دون تسميته لرئاسة الحكومة، وعندها يصح فيه القول: “بدل ما يكحلها عماها”.


مواضيع ذات صلة:

  1. هل يُضحي سعد الحريري بـ″أمين عام المستقبل″ لانقاذ تياره؟… غسان ريفي

  2. هل ينجح ″الحراك″ في تعطيل جلسة الثقة؟… غسان ريفي

  3. ماذا يحصل في تيار المستقبل؟… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal