عندما تبدأ المحاسبة بالكبار يرتعب الصغار!… مرسال الترس

في الايام القليلة الماضية أعاد بعض مواقع التواصل الاجتماعي نشر موقف لرئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة يهوّل فيه على كل أقرانه بالقول: ″اذا تمت إحالتي الى القضاء فذلك يعني محاكمة كل المسؤولين الذين جاؤوا من بعدي!..

وقد رأى المراقبون أن مجرد طرح مثل هذا ″التهويل″ من قبل صاحبه يهدف الى أمرين:

الأول: أن أداء الرئيس السنيورة والذي يُدرجه البعض في خانة الفساد السياسي والاداري والمالي، لا يلزمه وحده فقط وانما يجب ان يشمل كل المسؤولين في المراحل التي تلته لأنهم استكملوا ما قام به، أو على الاقل غضوا الطرف عنه!

والثاني: أنه عندما يسعى السنيورة لتكبير المجموعة التي يمكن أن تطالها المحاسبة يتم صرف النظر عن مساءلة الجميع!

ولكن المتابعين لتلك المراحل السياسية من تاريخ لبنان يلفتون الى التالي:

أن المسؤولين الذين قصدهم الرئيس السنيورة لم يكونوا يوماً وزراء للمال او وزراء للشؤون المالية، ولم يمارسوا يوماً مسؤولية مباشرة في صرف المال العام.

وأن المسؤولين الذين ربط الرئيس السنيورة مصيره بمصيرهم لم توجه اليهم تهم رُسمت حولها أكثر من علامة استفهام. ومنها على سبيل المثال لا الحصر محرقة الكرتنينا. أو وضِع حول آدائهم إبراء مستحيل

واذا كان من حق الرئيس السنيورة أن يدافع عن نفسه فليس من حقه أن يجعل من رجله “معقيلة” لكل من أُسندت اليه مسؤولية عامة، الاّ اذا كان المطلوب التعميم للتوريط.

المتابع لاداء الادارات الاميركية المتعاقبة يلاحظ أنها تعتمد اسلوباً خبيثاً في التعاطي مع بعض مسؤولي الدول التي تدور في فلكها على قاعدة غض الطرف عن الغرق في الفساد من دون أفق، لكي يبقى هؤلاء رهن طاعتها، والاّ ما هو المبرر للسفير الاميركي السابق في بيروت جيفري فيلتمان أن يتوقع أن تطال الحملة على الفساد التي ستقوم بها حكومة الرئيس حسّان دياب كلا من الرئيسين السنيورة والحريري والنائب السابق وليد جنبلاط؟ 

 يروي أحد المخضرمين أنه في عهد الرئيس فؤاد شهاب كان عميد حزب الكتلة الوطنية ريمون اده وزيراً للداخلية فطلب لائحة باسماء السياسيين الذين لم يدفعوا الرسوم السنوية (الميكانيك) عن سياراتهم. فانتقى أقواهم صديقه صائب سلام، واعطى امراً بحجز سيارته، وسرّب الخبر الى الصحافة. وخلال اسبوع سارع كل السياسيين الى دفع الرسوم المتوجبة عليهم. فزاره سلام للمعاتبة فقال له:” بلشّت بالكبير فارتعب الصغار”!


مواضيع ذات صلة:

  1. هل يستطيع الحريري العودة الى السراي بعد مئة يوم؟… مرسال الترس

  2. آثار المحطات الساخنة للرغبات الاميركية في لبنان؟… مرسال الترس

  3. التأرجح بين التفاؤل والتشاؤم يدفع البعض للانتحار!… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal