هل يعود إغلاق ساحة النور بالفائدة على الثورة وطرابلس؟… عزام ريفي

كثيرة هي التساؤلات التي تطرح حول ساحة عبدالحميد كرامي (النور) في طرابلس، وإستمرار إغلاقها أمام السيارات، في وقت فُتحت فيه كل الساحات ومعظم الطرقات في لبنان، فهل الاستمرار في إغلاق الساحة يأتي ضمن سياسة التهميش واللامبالاة بالعاصمة الثانية التي لطالما عانت من الحرمان الرسمي؟، أم انه يعطي دفعا متجددا، من خلال جعل هذه الساحة رمزا للثورة والثوار؟.

تختلف الآراء حول اغلاق ساحة النور بين معارض ومؤيد وذلك لأسباب عدة أبرزها:

يرى المعارضون، أن اغلاق ساحة النور بشكل دائم وبلا هدف واضح، جريمة كبرى بحق طرابلس، لجهة تعطيل الحركة وتفاقم زحمة السير الخانقة التي أصبحت هاجسا يوميا يعاني منه الطرابلسيون، وذلك نظراً لأهمية الساحة التي تعتبر شريانا أساسيا وحيويا يربط جميع أحياء طرابلس بعضها ببعض، خصوصاً في ظل خلوها من الثوار بشكل شبه كامل على مدار النهار والليل، وتحويلها الى ساحة لتجمع أصحاب البسطات وبعض الخيم التي تحولت الى مقاهٍ صغيرة يرتادها المواطنون فقط للترفيه عن النفس، أي أن الساحة فقدت الهدف الأساسي من إغلاقها كما كان الوضع مع بداية ثورة تشرين.

ويقترح المعارضون أنه في حال الاصرار على إعتماد الساحة كنقطة للتجمع يوميا، فإنه يمكن أن تُفتح عند الخامسة صباحا الى السادسة مساء، ثم تقفل وتستقبل المحتجين للتعبير عن غضبهم على سياسة السلطة، مع إستمرار إنتشار الخيم على جوانبها، وهكذا يمكن إيجاد حل لزحمة السير وشل الحركة، من دون التعرض للمكان الأساسي لتجمع المحتجين.

في المقابل يرى المؤيدون، أن اغلاق ساحة النور هو أمر ضروري وأساسي، يحافظ فيه المحتجون والثوار على نبض الثورة واستمرار شعلتها، وذلك انطلاقاً من كون الساحة أصبحت رمزا لثورة تشرين هذا بالإضافة الى الدور الأساسي الذي لا يمكن لأحد أن ينكره في انجاحها. كما يرى هؤلاء أن اغلاق ساحة النور يشكل نوعا من الضغط على السلطة، فيما يعد فتحها بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة على الثورة وكل ما أنجزته ليس على صعيد طرابلس فقط بل على صعيد لبنان ككل.

لا يمكن انكار الدور اللافت، والبارز الذي لعبته ساحة عبد الحميد كرامي في بداية الثورة، خصوصاً لجهة تبرئة طرابلس من كل الإتهامات التي كانت تطالها على صعيد التطرف والتشدد، حيث أثبتت مقدارا كبيرا من الرقي والحضارة والانفتاح، وأكدت أنها بعيدة كل البعد عن الإتهامات الباطلة التي تعرضت لها. ولكن هل إستمرار اغلاق ساحة النور يعود بالفائدة على المدينة والثورة كما في بدايتها؟ وهل الحل هو في ابقائها مغلقة الى أجل غير مسمى؟ أم الحل في اعادة فتحها ولو لفترة بادئ الامر؟..

من المؤكد أن الثورة الحقيقية هي أكبر من أن تنحصر في مكان أو ساحة أو منطقة أو شارع، وهي باتت محفورة في فكر كل مواطن لبناني، ومن المؤكد بالتالي أن إغلاق ساحة النور أو فتحها لن يكون سبباً في انهاء حلم الطرابلسيين أو اللبنانيين بمستقبل أفضل.


مواضيع ذات صلة:

  1. الثورة قائمة لعن الله من يحاول إخمادها!… عزام ريفي

  2. بنت طرابلس آمنة كريمة.. أفضل لاعبة كرة قدم في بطولة غرب آسيا.. عزام ريفي

  3. طرقات لبنان هي الأسرع نحو الموت… من المسؤول؟… عزام ريفي

  4. ثورة شعب ضد السلطة.. أم ثورة سلطة ضد الشعب؟… عزام ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal